عيد وتهاني!/ عـادل عطيـة

من الاسماء المضطهدة في بلادنا، اسم الله عليهما: "عيد" و"تهاني"..
لذلك فلا عيد سعيد، يسعد بسعيدة!
ولا تهاني تتزين بالتبريكات، إلا بتبريكات أصحاب الفتوى!
فما أكثر الفتاوي، التي لاتصدر إلا عن نفوس تعارك نسيم الريح، ولهاث القلب، وأنين الإنسان، تقتحم مجالسنا بإستهتار، وتطئ قاعدة المحبة والرحمة التي يتم عيشها بيننا، وتُجبر الابرياء، على عدم تهنئة النصارى في أعيادهم، ومناسباتهم: الدينية، والشخصية!
فمن المحرمات على "عيد" أن يرتبط اسمه بالحب، وبالميلاد، وبالقيامة!
ومن المحرمات على"تهاني"، أن تنبس ببنت شفه، وأن تُعبّر عن مشاعرها الطيبة!
العجيب، أن من يريد من المتربصين، أن ينال بركة طاعة هذه الفتوى، يجهده البحث عن النصارى، ولا يجدهم!
ذلك لأن أصحاب هذه الفتوى، أعطوهم العنوان البريدي الخطأ؛ بسبب عماهم الثلاثي المركّب:
عمى العقل؛ فيعجزون عن البحث في التاريخ!
وعمى الحب؛ فيبغضون كل شئ، إلا أنفسهم!
وعمى الحياة؛ فيسعون إلى الموت: موت الضمير، وموت الآخر!
فنحن المسيحيون، اسمنا كذلك؛ لأننا نؤمن بالسيد المسيح.
وليس نصارى؛ لأننا لسنا من الناصرة، أو نؤمن بها.
أما النصارى، فقد أطلقت على طائفة من الناس: أبتدعوا فكراً ومعتقداً مغايراً عن العقيدة المسيحية، وقد تلاشوا، وأصبحوا في ذمة الماضي البعيد.
،...،...،...
ان هؤلاء الذين يظنون بأن تهنئة شخص، يمكن أن يقضي على عقيدة أصبحت جزءاً من العالم، وأن فتواهم ستكون ملء السمع والطاعة، سيتفاجئون: بأن أفكارهم هذه، كالبخار، لن ترى الغد!...

CONVERSATION

0 comments: