ما هو الثمن الذى يدفعه النور لحكومة "الببلاوى"؟/ مجدي نجيب وهبة

** مازلت لا أرى أى جهد مبذول لحكومة الببلاوى فى إتخاذ قرارات حاسمة تخرج مصر من حالة الفوضى والتخبط السياسى للوصول إلى بر الأمان .. رغم أن ثورة 30 يونيو لم يحدث لها مثيل فى العالم .. فالسياحة فى تدهور مرعب وصل إلى حد الصفر .. وذهب الشباب العاملين بالحقل السياحى إلى الجلوس على المقاهى لإستكمال العام الثالث على التوالى دون أى بارقة أمل لتحسين الأوضاع .. هذا بجانب غلق معظم الفنادق ، وغلق الشركات السياحية ، وتوقف تام وشلل فى كل مرافق الأنشطة المرتبطة بالسياحة ..
** يضاف إلى ذلك حالة الفوضى والبلطجة التى يدعو إليها جماعة الإخوان الإرهابيين ، وإستمرار مسلسل حرق الأقسام ، وتعطيل الطرق ، وترهيب المواطنين .. دون إتخاذ موقف صارم أو رادع من قبل حكومة الببلاوى .. وحتى الأن يرفض الرئيس المؤقت أو حكومة الببلاوى إتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه جماعات الإخوان الإرهابية ، وإعتبارها جماعة محظورة نشاطها أو تظاهراتها ، ومصادرة أموال هذه الجماعة الماسونية لصالح ضحايا العنف والإرهاب السائد فى الشوارع المصرية منذ عزل الرئيس القاتل والجاسوس والإرهابى "محمد مرسى العياط" !!! ..
** ولكن ما نراه لا يعدو إسطوانة مشروخة وتصريحات فاشينكية يظل يرددها الببلاوى والمسلمانى فى سعى الحكومة لإجراء مصالحة وحوار .. والواضح أنهم فى عالم والشعب فى عالم أخر .. الخلاصة أن هذه الحكومة لا يمكن أن تمثل ثورة شعب 30 يونيو ..
** ربما يتساءل الشعب المصرى .. ما هو الثمن الذى سيدفعه حزب النور السلفى لحكومة الببلاوى ، رغم الإتهامات البشعة الموجهة لكل التيارات الإسلامية ، من قتل للأبرياء .. إلى الحرق والتدمير والخراب والدمار .. من يتحمل تكلفة ذلك ؟ .. هل يتحملها الشعب ؟ .. هل من المنطقى أن الإخوان يهدمون والشعب يسعى للمصالحة ؟ .. ألا تعلم الحكومة أن ما يحدث من تراخى وتسيب يشجع الإرهابيين على مزيد من الخراب والدمار ؟ .. من يدفع فاتورة حرق المنشأت الحكومية والأثرية والمساجد والكنائس وأقسام الشرطة والمتاحف والمكتبات والأرصفة والحدائق العامة والأندية وسيارات المواطنين ومدرعات الجيش والشرطة وسيارات البث التليفزيونى .. بالإضافة إلى تشويه معظم شوارع مصر بألفاظ مسيئة للجيش والشرطة ، وإزهاق أرواح المواطنين .. هذا بجانب تشويه سمعة مصر وجيشها على مستوى العالم ، وهو ما تسعى أمريكا إلى تحقيقه .. وللأسف مازالت هذه الحكومة تبحث عن المصالحة ، بل وسمحت لحزب النور السلفى بالإنضمام للجنة الخمسين لعمل الدستور .. أين قرارات هذه الحكومة البلهاء لوضع حد لهذه الفوضى .. من فوض هذه الحكومة لدعوة الأحزاب الدينية للمشاركة فى عمل الدستور .. ألم يكن حزب النور هو من طالب أعضاءه بإلغاء مصطلح أن مصر دولة مدنية أو ديمقراطية من الدستور المصرى .. ألم يكن حزب النور هو من طالب أحد أعضاءه بإلغاء تعليم اللغة الإنجليزية من مناهج التعليم المصرى للحفاظ على اللغة العربية .. ألم يكن حزب النور هو من طالب بإلغاء رقص البالية فى دار الأوبرا لأنه قلة أدب .. ألم يكن أعضاء حزب النور هم من إنضموا لمنصة رابعة ليعلنوا الجهاد ضد ما أسموه بالإنقلاب العسكرى ، وعدم الإعتراف بثورة 30 يونيو ..
** ورغم كل ذلك .. وموقف الحكومة العجيب والغريب إلا أنه بدأت بوادر الفوضى .. فقد أعلن حزب النور السلفى إعتراضاته على حذف عدد من المواد التى وصفها بمواد "الثورة والهوية الإسلامية" .. كما إعترض حزب النور على حذف الإشارة فى الدباجة إلى ثورة 25 يناير التى كانت مذكورة فى دستور 2012 ، بإعتبار أنه دستور الثورة .. وأبدى إعتراضه على حذف مواد الهوية كإلغاء المادة 219 المفسرة لمبادئ الشريعة ، وإلغاء مادة الوقف وحذف المادة التى تحظر الإساءة أو التحريض بالأنبياء والرسل ، وإعترض على الإنتخابات البرلمانية بالنظام الفردى .. بل الكارثة أن رئيس حزب النور السلفى "يونس مخيون" يتحدث بإسم المصريين ..
** ومعنى ذلك .. أن حكومة الببلاوى هى حكومة الشبهات لأنها سمحت بعودة فصيل أخر من الإخوان ، وهى تعلم أنهم ضد 30 يونيو ، وضد الجيش ، وضد الدولة .. فما هو الثمن ؟ ..
** لذلك .. فأننى أطالب بالتحقيق مع حكومة الببلاوى فورا والأن .. فلا يحق لأى كائن أيا كان أن يتحدث بإسم شعب مصر الذى خرج فى 30 يونيو ، ليقضى على نكسة 25 يناير 2011 ..
** وإذا إعتبرنا أن 25 يناير كانت ثورة كما يزعم بعض البلهاء والمتآمرين والمغيبين .. ثم إعتبرها الإخوان والسلفيين بعد ذلك أنها ثورة مجيدة .. فماذا قال السلفيين عن ثورة يناير فى بدايتها ؟!!..
** قال السلفيين أن ثورة يناير "كافرة" ، والشهداء "خوارج الأمة" .. وعبر السلفيين عن موقفهم عبر كتاب بعنوان "حقيقة ما يحدث فى مصر" ، ومؤلف الكتاب هو أحد النجوم الصاعدة بين شباب التيار السلفى ، وقد علت أسهمه ، وإنتشر إسمه بعد الثورة لدروسه الأسبوعية وخطبه العصبية المثيرة ، وقدرته على حشد الأنصار على أكثر الأفكار تشددا .. وهو الشيخ الدكتور "محمد سعيد رسلان" .. وهو أحد المغرمين بإثنين من مشايخ ومفكرى الإسلام "إبن تميمية" ، و"سيد قطب" .. وقد طبع من الكتاب أكثر من مليون نسخة جرى توزيعه فى النجوع والقرى والمساجد فى الاحياء الفقيرة ..
** يرى "رسلان" أن ثورة يناير جزء من التى بشر بها أحبار الماسون ، وأنبياء صهيون فى موسوعات ومؤتمرات ودراسات التواريخ والأسفار .. وهى رجس من الخراب .. خطط لها من الخارج ونفذها أبناء مصر حتى يقتل المصريين بعضهم بعضا ، ويصف الكتاب ما جرى فى الثورة بأنه ما هو إلا صراع بين مدرستين وحضارتين ، وهم الحضارة الإسلامية بأصولها الشرعية المستمدة من التوحيد ، والحضارة الغربية بأصولها الوثنية الثوراتية الصليبية .. فما يحدث يراد أن نبتعد عن عقيدتنا وأخلاقنا وتراثنا ولغتنا .. وأن من فجروا الأحداث الأخيرة فى مصر هم من خريجى وطلاب الجامعة الأمريكية يتبعهم ويساندهم الفنانون المنحلون والمخرجون السفهاء وأصحاب العرى والسفور والباحثون عن تطليق الفضيلة ..
** وفى بيان موقف السلفية من الديمقراطية .. قالوا بعبارة واضحة "الديمقراطية التى يريدها المتربصون بمصر والتى تعنى سيادة الشعب معناها أن السيادة ليست للعقيدة ولا الوحى المعصوم ولا الإله الأجل .. فالسلطة للشعب تعنى أن الشعب يملك القضاء والتشريع والتنفيذ .. فماذا يقى لرب العالمين .. ولكن النظام الإسلامى هو ان يكون هناك كبير يطاع وهو ما يسمونه الديكتاتورية .. ونحن مع هذه الديكتاتورية" ..
** يمتلئ هذا الكتاب بالأفكار المتشددة الغريبة التى تخرج من مشايخ يتحدثون بإسم الإسلام .. فتعود بنا إلى نفس الأزمة التى تخلصنا منها ويعيدنا له حكومة الببلاوى .. بل أن الجماعة السلفية تحرض الناس على الإشراك بالله ، وتكدس للخرافات بإسم الدين .. بل هم يساهمون بالقدر الأعظم فى الكذب على كتاب القرآن والإبتعاد عنه .. ومن أفكهم إنهم نشروا بين الناس الفرقة والتفرق فى ديار الإسلام .. فهم زعماء الدم فى الصوفية ، والفتح فى الأشعرية ، وتكفير الشيعة ، وغير ذلك كثير .. مما يضعف به الإسلام وأهله .. ولا ترى للأموات حرمة فى فقههم .. بينما يرون شرعية زيارة القبور فأنهم يسعون لتلطيخها وإحتقار أبنيتها وأرضها .. لذلك لا تعجب إن رأيتهم ينسفون مراقد أهل البيت بالنجف وكربلاء ..
** ولا أدرى ماذا تفعل حكومة الببلاوى إذا تكررت أحداث مشابهة مثلما شاهدناه من إصرار السلفيين بضرورة تغيير المحافظ القبطى كما حدث فى قناة فى بداية أحداث 25 يناير 2011 .. وقال المعتصمين يومها "لقد فوجئنا الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازى فى التفاوض بإسمنا .. والأن نعلم أنه تم القبض على صفوت حجازى ، ويحقق معه الأن .. ثم ماذا لو أعلن الشيخ الزغبى خروج الشباب السلفى والتوجه للأديرة للبحث عن أى شئ" .. والأن نرى أن هناك 85 كنيسة تم هدمها وحرقها ونهبها .. فهل تعود الحكومة بالدولة إلى الخلف .. وهل كل هذه التضحيات التى قدمها أقباط مصر لا قيمة لها لتعود الحكومة بدعوة كل من يكفر الأقباط ..
** حقا .. إننا نحتاج إلى إقالة هذه الحكومة والتحقيق مع بعضهم الأن وليس غدا .. قبل أن يغرق الوطن مرة أخرى .. فالشعب المصرى لم يقم بثورة تعدادها 45 مليون مواطن مصرى من أجل أن نبتلى بالببلاوى وبالأخ أحمد المسلمانى ، وبعودة حزب النور السلفى .. الذى كفر الشعب وكفر الأقباط وإعتدوا على الأقباط والكنائس والمساجد والأديرة ، وعلى مؤسسات الدولة والمؤسسات الأمنية .. الجيش والشرطة .. فهل تصل رسالتنا وصرخاتنا للجميع حتى لا نجد أنفسنا نعود للفوضى والدمار والإرهاب مرة أخرى ..
** كارثة أخرى بعيدا عن حزب النور السلفى .. ترتبط بوزيرة الإعلام "درية شرف الدين" .. التى يبدو انها مازالت تعمل فى زمن الإخوان .. فرغم الجرائم التى إرتكبتها كل القنوات الحكومية فى عهد مرسى العياط ، إلا أنها مازالت عاجزة عن إتخاذ قرار إعادة بث برامج قناة "دريم" من داخل مدينة الإنتاج الإعلامى .. بعد أن أغلق وزير الإعلام السابق الإخوانى إستديوهات قنوات دريم ، ورغم حصولهم على أحكام قضائية بالبث المباشر من الإنتاج الإعلامى إلا أنه مازالت تبث البرامج من خارج المدينة ، تنفيذا لأوامر المتهم مرسى العياط ، فهل يجوز هذا ياحكومة الببلاوى ؟ ..
** على جانب أخر .. أصدرت السيدة درية شرف الدين بيانا بعدم السماح للمستشار مرتضى منصور بالظهور على قنوات إتحاد الإذاعة والتليفزيون ، بزعم ممارسته لأسلوب غير لائق من خلال مداخلاته مع الإعلامى أسامة كمال فى برنامج 360 على قناة القاهرة والناس .. أثناء إستضافة الأخير لرئيس حركة 6 إبريل ، المدعو "أحمد ماهر" .. وصدور ألفاظ إعتبرتها الأستاذة درية شرف الدين غير لائقة ..
** وهنا نتساءل .. هل الرجل الوطنى الذى يدافع عن مصر أصبح نكرة ومجرم .. فى حين أن الجاسوس المتواطئ مع الدول الغربية أصبح فى نظر حكومة الببلاوى بطل نضرب له تعظيم سلام ..
** فى الحقيقة .. لم نعد نفهم أو نعرف هل ثورة 30 يونيو كانت للأطاحة بالفساد والإرهاب أم أن مازال محمد مرسى وعصابته يحكمون مصر ؟!!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: