مدينة زويل العلمية وجامعة النيل والحكم لكم/ سلوي أحمد‏

في الفترة الأخيرة اثيرت علي الساحة قضية اعتقد أنها لم تأخذ حقها الكافي من الاهتمام من جانب وسائل الاعلام ولم يتم القاء الضوء عليها بالطريقة التي تجعلها بين يدي الشعب ليحكم عليها ويقول كلمته فيها إنها قضية جامعة النيل وتحويلها إلي مدينة زويل العلمية

عندما سمعت عن هذا القضية بحثت عن معلومات حول الجامعة وانشائها ومن خلال البحث توصلت الي أن هذه الجامعة تم تأسيسها عام 2006 بمبادرة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتكون أول جامعة بحثية غير ربحية تساهم في وضع مصر علي الخريطة علي العالمية للبحث العلمي ولانتاج التكنولوجيا المتطورة وتدار هذه الجامعة بطريقة مستقلة بعيدا عن البيروقراطية السائدة في الجامعات الحكومية وتعمل علي جمع التمويل اللازم لها من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

تعمل هذه الجامعة علي جذب العقول المصرية المهاجرة بالخارج فيعمل بها 40 عالما مصريا من الداخل والخارج ويدرس بالجامعة 250 طالبا مصريا في الدراسات العليا من أوائل الجامعات المصرية وحوالي 80 طالبا في المرحلة الجامعية الأولي من أوائل المدارس المصرية والأجنبية كما تقدم الجامعة العديد من المنح الدراسية لطلابها
بعد أحداث 25 يناير في فبراير 2011 صدر قرار من أحمد شفيق رئيس الوزراء في تلك الفترة بنقل ملكية مقر الجامعة إلي صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء ليقوم عصام شرف بعد أن تولي رئاسة الوزاء خلفا لاحمد شفيق بتخصيص هذا المقر لجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا .
هذه هي القضيه والحكم لكم جامعة بحثية غير ربحية كانت تحمل مستقبلا واعدا للبحث العلمي في مصر بقرار من رئيس الوزارء تم الغاؤها لتكون جامعة زويل العلمية دون مراعاة للطلبه الذين يدرسون في هذه الجامعة دون مراعاة للجهود التي بذلت .
واريد أن اذكركم بشئ وهو أن احمد زويل وبعد أن حصل علي جائزة نوبل وتم تكريمة من قبل الرئيس مبارك بدأنا نسمع عن انه يريد ان يقيم قاعدة علمية في مصر ثم بعد ذلك لم نسمع عنه شئ الا انه كان يأتي في زيارات لمصر للحديث عن بعض الكتب التي يكتبها عنه المسلماني وبعد ان تم اختيار زويل مستشارا لاوبا لم يختار مصر للاقامة فيها لكنه اختار دبي وعقب أحداث الخامس والعشرين من يناير وعند بدء التقدم لانتخابات الرئاسة رأينا أحمد زويل مرة أخري حيث كان يرغب في الترشح للرئاسة ولكنه ولظروف الجنسية لم يتمكن من ذلك فاختفي أحمد زويل الي ان ظهر مرة اخري لانشاء مدينه علمية باسمه
ما اود ان اذكره ايضا انه في الاعلان عن هذه المدينه اوضح وكأن مصر صحراء جردا لا زرع فيها ولا ماء وانها ليس علي الخريطة العلمية في نفس الوقت الذي جاء فيه ليستولي علي جامعة بحثية ويحولها الي مدينة تحمل اسمه دون ان يفكر في طلبتها ومستقلبهم وكأن مصر لم يعد فيها مكان غير هذا المكان مع اني اعلم ان حوالي 94% وأكثر من مساحة مصر صحراء كان من الممكن انشاء هذه المدينه العلميه عليها ولم يستغرق الامر كثيرا من الوقت ولكن يبدو ان الدكتور ليس لديه متسع من الوقت .
وايضا اعلم ان المدينه كان من الممكن ان تحمل اسم مدينه النيل بدلا من زويل بعد أن راينا الجميع يرفض تسميه الانجازات باسماء من قاموا بها فما بالنا اذا كانت من الاصل ليست بانجازاتهم بل هي صروح قائمة بالفعل الامر الاخر اننا سمعنا كثيرا عن الانتقادات التي توجه لتمويل المشروعات والتي تعتمد علي التبرعات لكننا وجدنا ان هذه المدينه ايضا تعتمد علي تبرعات المواطنين وتُفتح لها الحسابات لجمع هذه التبرعات .
من حقا ان ننتقد ونسخط ونغضب ولكن ليس من حقنا ان نهدم ونخرب كما يحدث ونراه اليوم فثلاثون عاما لن نستطيع ان نمحو ما كان فيها وللاسف نحن نمحو الجيد ونبقي علي السيئ والردئ واذكر الجميع بان السادات كان قد وضع الاساس لعدد من المدن الصناعية فجاء مبارك ليتم ما كان لم يهدم او يخرب كما نفعل نحن الان .
واذكركم ايضا ان اصوات هؤلاء الطلبه قد بحت وانهم معتصمون داخل جامعتهم يطالبون بعودتها اليهم وما من مجيب أو مستمع هذه هي القضية والحكم لكم فاذا كانت مصر قد ضاقت ولم يعد فيها مكان غير تلك الجامعة فلياخذها اما اذا كان مازال فيها مكان غير تلك الجامعة فما المانع ان يترك للطلبه جامعتهم ويقيم هو مدينته التي يرغب فيها

الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: