ـ65 عاماُ على النكبة، والتغريبة الفلسطينية متواصلة/ شاكر فريد حسن

أحيا شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الذكرى الخامسة والستين لنكبته المؤلمة ، بالعديد من النشاطات والفعاليات النضالية، والمهرجانات الشعبية ، والمسيرات الحاشدة ،وبالزيارات الى القرى الفلسطينية المهجرة والمدمرة في منطقتي الجليل والمثلث .
ويوم النكبة هو يوم حزين وموجع نستحضر فيه واقع المعاناة والتهجير والترحيل والتشت والطرد من الوطن ، وواقع التراجيديا الفلسطينية الأكثر وجعاً، والأشد وطاة وايلاما.
ورغم مرور 65 عاماً على النكبة ، التي حلت بشعبنا ، بفعل عمليات التهجير والقتل والمجازر والمذابح وأساليب التهديد والترهيب ، التي مارستها واتبعتها العصابات الصهيونية المسلحة ، الا ان التغريبة الفلسطينية متواصلة ومستمرة ، والحلم الصهيوني باقامة "وطن لليهود" خالٍ من السكان العرب لا يزال قائماً ويتعمق يوماً بعد يوم ، من خلال المشاريع الترانسفيرية والمخططات العنصرية الاضطهادية والقهرية الهادفة الى تهجير وترحيل البقية الباقية من جماهير الشعب الفلسطيني، التي رفضت الهجرة والخروج من موطنها وقاومت بصدورها العارية الترحيل ، وتمسكت بالارض والوطن والتراب والزيتون ، وحافظت على انتمائها ، وصانت هويتها، ولم تفرط بحقوقها .
وطوال هذه السنوات الطوال من مسيرة الآلام والتشرد والعيش في الخيام والمنافي ، ذاق شعبنا شتى ألوان القهر والظلم والعذاب ، لكنه لم يستسلم ولم ينهزم ، بل خاض معارك الكفاح والثورة ، وسطر بدمه وروحه ملاحم البطولة والصمود والنضال والفداء والتضحيات الجسام ، وقدم الآلاف من الشهداء والجرحى والمبعدين على مذبح التحرير والاستقلال والعودة ، وفي كل مناسبة يؤكد اصراره على المواجهة والصمود والتحدي والتمسك بالحقوق المشروعة العادلة ، ورفض جميع مشاريع التوطين والتهجير وتبادل الأراضي .
ان ذكرى النكبة الخامسة والستين تأتي في ظل تزايد المؤامرات والمخططات الامريكية والصهيونية والقطرية ضد شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ، وفي صلبها وعمقها قضية اللاجئين وحق العودة ، تكريساً للواقع الاحتلالي وقطع الطريق أمام اقامة الدولة المستقلة ، والتهرب من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية . وفي وقت تمارس فيه الضغوط الدولية على القيادة الفلسطينية لاخضاعها العودة الى طاولة المفاوضات والقبول بالسقف المنخفض، الذي لن يؤدي الى تحقيق طموحات واحلام شعبنا في العودة والحرية والاستقلال .
ان حق العودة هو حق مقدس ومشروع للاجئين والمشردين الفلسطينيين في كل اصقاع الدنيا ، الذين طردوا من ديارهم واغتصبت اراضيهم ، وهو ليس منة من أحد، ولا يمكن التنازل عنه والتفريط به . وفي ذكرى النكبة الماثلة أمامنا، ونرى نتائجها وتدعياتها  في كل حين ، فان عيون وقلوب كل اللاجئين والمبعدين من الوطن الفلسطيني ، المقيمين في مخيمات البؤس والجوع والشقاء والحرمان ،ترنو وتتطلع الى ذلك اليوم ،الذي يعود فيه هؤلاء المشردون الى قراهم ومدنهم ، التي هجروا منها ، عبر جسر العودة .
ختاما: فأن شعبنا الفلسطيني في ذكرى يوم نكبته يجدد العهد والقسم والتصميم على مواصلة مسيرة النضال والمقاومة ، المعمدة بدم الشهداء الأحرار ، والتصدي بكل صلابة لكل مشاريع التفريط والتنازل عن  الحقوق وفي مقدمته حق العودة.
ومهما طال الشتات والبعاد والزمان فلا بد من عودة المهجرين والمشردين الفلسطينيين الى قراهم ومدنهم ، وحق العودة لن يسقط يوماً ، وسنعود الى حينا ـ كما تقول سفيرتنا الى الكواكب والنجوم أميرة الغناء العربي والوطني فيروز ، في رائعتها ، التي كتب كلماتها الشاعر هارون هاشم رشيد ، وتقول كلماتها :
سنرجع يوماً الى حينا ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا
سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى
فيا قلب كم شردتنا رياح نصال سنرجع هيا بنا .

CONVERSATION

0 comments: