وا شرفاه/ حسن العاصي

كاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك
كان محراب المستجيرين
جناح المنكسرين
ونصير المظلومين
كأنه هيكل تهاوى
مات الشرف العربي
وجدوه جثة على شواطئ الملح
مسفوحاً عارياً كجذع مبتور
على فمه زبد الدهشة
وفي العينان لعنة وحسرة
نكحوه نكاح الأمة  قبل أن يقتلوه
نصبوا له شرك الموت
وأرسلوا الدناءة  لتقبض روحه
عند صلاة السحاب

نفخ إبليس على أسوار الضوء
تموت الخطى ويسبٌح النعناع
يفارق الشرف العربي الحياة
غسلوا عينيه بالدماء الدافئة
كان الفم شهقات غمام رمادي
والرائحة بكاء مكتوب على حريق العيون
لم يحضر أحد جنازته
لم تحمل بنات العمٌ نعشه
وعُذرهم القاتل مجهول
فلا عزاء ولا عقاب

شدٌوا وثاقه على حرف الكفن
 يتهجد المدى ويثمل الصمت
هذه المآذن انتصبت ترنو إليك
والمطر المتعب من الغيم
يشكو الأرصفة المذبوحة
أوقدوا صمتهم بكسوف الذكريات
عند زلال المرايا
يحتمون بشق غيمة
تسلق الحلم كالنجم لوعة الماء
يرتٌل دمه بياضاً على حافة الغياب

أنا الشرف شفق بلا كساء
تُزهر على قامتي ريح الماء
أغفو على صهوة الطين
وحيد كطائر فضة
ليس لي وطن
وجعي يراودني كظل ريح
تحت أسفار الصقيع
تبتر القصائد أصابعي
حرف على كل بيرق
وقبل المأتم الأخير من صهد الوجع
تعبرني دماء الفصل الأبيض
أنشد مسافة سراب

أنا جدار الرماد
قتيل على شرفة الأشواك
أمدٌ أصابعي أوتاداً
لشجر السرو
هنا بعض حزني يحجم مني
هنا تستبيح الدروب خطى الطوفان
أقف على رأس التاريخ المتورٌم
وأتربع موائد الخواء
تنمو زفرات السماء
بين أضلاعي
ويغسلني التراب

يقطع الشرف وريده
ويصبح صدراً شاهقاً
هذه العتمة نبض احتراق الغيم
قبل ثلاث خطوات
من عمر الحكاية
تنبأ الضرير من بني خثعم
فصدقت الرؤيا
نام ميتاً حياً لم يمت
حملته القبائل خيل ظمآى
فغدت الدروب تتناسل شواهد موت
طوتها ريح الجنوب
وذرتها فوق مراكب الغرباء
زهرة على كل باب

CONVERSATION

0 comments: