مظاهرة حيفا: صرخة غضب ضد العنف المجتمعي!/ شاكر فريد حسن

بالأمس قتلت الشابة المقدسية ميناس قاسم ابنة العشرين ربيعاً ، وقبل أسبوع قتلت سيدة من قلنسوة ، وقبلهما قتلت منى شحادة محاجنة من ام الفحم وكريمان الضميري من الكسيفة البدوية ، وقبل ذلك قتل الشاب محروس زبيدات من حيفا ، والشابة آلاء شامي من عبلين وغيرهم الكثير .
ولا جدال في أن مشهد الجريمة والعنف المجتمعي بين جماهيرنا وشعبنا العربي الفلسطيني في الداخل غداً مشهداً يومياً نازفاً مصحوباً بمشاعر الوجع والألم والغضب الساطع المتاجج في القلوب والعقول . ولا يكاد يمر أسبوع دون جريمة قتل تقطف من بين روضتنا وبستاننا شباب وفتيات في عمر الورود وريعان الشباب .
ورداً على هذه الآفة القاتلة اقيمت في الآونة الأخيرة في كل من الطيبة والطيرة وام الفحم وسخنين والناصرة وحيفا، العديد من الفعاليات والنشاطات والوقفات الشعبية الاحتجاجية المنددة بظاهرة العنف والجرائم البشعة المقترفة ، والمطالبة بنبذها ومحاربتها والقضاء عليها بشتى الطرق والأساليب . ولعل مظاهرة حيفا، التي شارك فيها الآلاف ، وطغى عليها الحضور الشبابي من الجنسين ، هي من أكثر هذه المظاهرات حشداً وعدداً ووزناً ونوعاً ، وذات اهمية خاصة وبالغة .
وبالرغم من أن هذه المظاهرة ليس حلاً سحرياً وعلاجاً شافياً سريعاً لظاهرة  العنف المتفشية والمتفاقمة داخل مجتمعنا بشكل مطرد ورهيب ، الا أنها  وضعت الأصبع على الجرح ، وشكلت صرخة غضب وانطلاقة شبابية جديدة وشرارة أخرى ضد العنف المجتمعي ، وانها معلم كفاحي هام على درب مقاومة ومحاربة جرائم وآفة العنف .
اننا نثمن مبادرة الشباب الحيفاوي بتنظيمه هذه المظاهرة الحاشدة ، التي جاءت رداُ على مقتل الشاب السخنيني الحيفاوي محروس زبيدات وجرائم قتل النساء العربيات ، ولكن يجب ان يتلوها عمل شعبي وجماهيري منظم لكل الفعاليات والقوى السياسية والحزبية والمنظمات الاهلية والمؤسسات المدنية ، ووضع اسس لمشروع مستقبلي قائم على تنشئة اجتماعية صحيحة وسليمة وحقيقية وصالحة للأجيال الجديدة،  وصقل شخصية شبابنا الصاعد ، وتعزيز لغة وثقافة الحوار،  فضلاً عن تعميق النضال السياسي والاجتماعي لأجل بناء مجتمع مدني ديمقراطي تعددي عادل واعٍ ومتسامح . وعلى قياداتنا السياسية والاجتماعية والدينية والتربوية ومدارسنا العربية لعب دور تثفيقي وتربوي مؤثر أكبر ، وحث النشء الجديد على التعقل والتسامح والحوار والتعددية واحترام الرأي الآخر والتمسك بالقيم الأخلاقية والانسانية والدينية . ولا سبيل أخر للقضاء على هذا الوباء المشتري كالهشيم في جسد مجتمعنا ،غير هذا السبيل .

CONVERSATION

0 comments: