موسم الكفار.. للهجوم على الكنيسة والأقباط/ مجدي نجيب وهبة

** لا يكف الإسلام السياسى بكل فصائله "إخوان متأسلمين – سلفيين – جهاديين – جماعات تكفيرية" عن العمل بكل همة عن تدمير وتخريب نسيج الأمة ، وعن إشعال الحروب الطائفية ، ودق الأسافين ، وعن التحريض ضد الأقباط والكنيسة .. وهو ما يؤدى إلى سفك الدماء وإشعال الحرائق .. فمصر بالنسبة للإسلام السياسى هى درة التاج والثمرة الناضجة التى سعوا لإسقاطها .. فهى الباب الملكى الذى بسقوطه ستقوم دولة الخلافة التى يبغون الوصول إليها .. وهم على إستعداد أن يقتلوا كل الشعب المصرى من أجل الوصول إلى غرضهم ..
** يبدأ موسم الكفار للهجوم على الكنيسة والأقباط ، بتكفير العقيدة المسيحية .. مع إقتراب الإحتفال بأعياد القيامة المجيدة .. فيبدأ شيطان الفتنة بالتحريض للإخوة المسلمين بعدم مشاركة الأقباط فى عيدهم ، وتحريم تهنئتهم بالعيد .. ويعملون على بث الفتاوى ونشر السموم على إنه الإسلام الحقيقى الذى يجب أن تخضع له الجباه ، وتخشع له القلوب ..
** كانت هذه المحاولات الدؤوبة والمستمرة فى ظل نظام السادات ومبارك ، فما بالنا الأن ، وهذا الفصيل هو من يحكم مصر .. أعتقد أن المشكلة أسوأ مما نتصور فى ظل هذا الإنفلات الأمنى ، والأخونة الجبرية لكل مفاصل الدولة .. وهو ما يدعونا بالتأكيد على ضرورة إيجاد حل من إثنين .. إما أن يرحل هذا النظام بكل مساوئه ، أو يتم تقسيم البلاد حقنا للدماء .. ولا حل أخر فى ظل هذا النظام الإسلامى الفاشى .. رغم أن أى حل يراه البعض هو مزيد من الدماء ومزيد من الحرائق .. ومزيد من الإضطهاد الدينى .. ولا يشعر بالذين يكتوون بالنار فى مصر إلا المصريين أنفسهم فى القرى والنجوع والصعيد والعشوائيات .. أما البهوات أصحاب دعاوى المؤتمرات والندوات ، والحديث بإسم الأقباط .. فهم لا يعدوا إلا مجموعة من التجار وأصحاب البيزنس بإسم الأقباط ..
** لقد سهل وصول جماعة الإخوان المتأسلمين إلى سدة الحكم فى مصر القيام بهذه الأدوار .. فبعض هؤلاء تحولوا إلى لصوص وقتلة ومثيرى فتن .. فكل شئ مباح وحلال فى زمن الإخوان ..
** الجميع كفار .. الأقباط كفار .. والسنة تكفر الشيعة .. والإسلام السياسى يكفر الصوفيين .. والبهائيين زنادقة وكفار .. ويجب إقامة الحد عليهم .. وكل من يختلف مع رئيس الجماعة أو المرشد العام فهو كافر ..
** وللأسف يتم كل ذلك فى حماية الأجهزة الأمنية ، وبمنتهى الرضا والقناعة .. لأنه سيكون بإسم الإسلام .. الذى إختار هذه الجماعة لتنفيذ تعاليمه ..
** فى ظل هذه الفوضى التى تعيش فيها مصر .. لا فرق بين المتطرفين الزنادقة ، وبين الإرهابيين سفاكين الدماء .. الذين يحرمون مشاركة الأقباط فى أعيادهم ..
** هؤلاء هم المكفراتية الكفار .. فهم يهاجمون الإسلام والمسلمين ، ويحرفون الأيات القرآنية ، وفق أهدافهم .. لإشعال الحرائق والتحريض على الفتن ، وتبرير العنف الدموى .. هؤلاء خلطوا بين ما هو من القرآن وما هو من الناس .. وهم يحتاجون لمن يعرفهم سماحة الدين الإسلامى ، ويدرس لهم دينهم .. فخطورة هؤلاء ليست على الإسلام ، ولا على المسيحية ، ولكن خطورتهم هى على الوطن بأكمله وضد الشعب ..
** هؤلاء المكفراتية الكفار .. خلطوا ما بين الشريعة والفقه .. فالشريعة فى القرآن هى منهاج الله الذى رسمه للناس .. فى حين أن الفقه هى أراء الناس من علماء وفقهاء ، ومفسرين ، ودارسين ، وخلط بين ما هو من الناس ، وخلط الفقه بالشريعة .. يؤدى إلى إضافة العظمة والقداسة على أفكار وأراء وأعمال البشر ، وهى بطبيعتها قابلة للنقد والتجريح والتعديل والتغيير !!!...
** هؤلاء المكفراتية الكفار ، يستخدمون أيات معينة ، يقتطعها من السياق القرآنى ، ويجعلها بمثابة شعارات لها ، أو أحكام قاطعة .. ومن بعض هذه الأيات :
"ومن لم يحكم بما أنزل الله .. فأولئك هم الكافرون" ، سورة المائدة .. هذه الأية تفيد أنها تقصد بعض يهود المدينة فى واقعة محددة لجأوا فيها إلى النبى .. ليقضى فى واقعة زنى إقترفها يهوديان ، ثم أخفوا عنه عقوبة الرجم التى وردت فى التوراة جزاء للزنى .. وقد عرف النبى العقوبة الحقيقية ، وأمر برجم اليهوديين .. وفى ذلك نزلت الأية تبين فى سياقها أسباب التنزيل ..
"وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله" .. "ومن لم يحكم بما أنزل الله ، فأولئك هم الكافرون" .. فالأية ومن ثم تتعلق وتتخصص ليهود من المدينة فى عهد النبى .. وبهذا فهى لا تنطبق على غير هذه الحالة ، ولا تنطبق على المسلمين ...
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى ، أولياء بعضهم أولياء بعض" ، سورة المائدة .. هذه الأية نزلت فى خصوص أهل مكة وخطاب للنبى وصحبه أنذاك .. ولا تمتد إلى ما بعد ذلك من واقعات إلا بإزهاق للماديات ، وإزهاق للتأويلات .. ففى القرآن "وقاتلوهم فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين" .. و"إقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل .. ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه" .. و"قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله" !!...  سياق الأيات يقطع بمكان وزمان نزول الأية .. ويخصص حكمها بهذا وذاك .. وهو عصر النبى أثناء حرب أهل مكة فى يوم فتح مكة ، ولا مكان أخر ، ولا زمان أخر ..
** تفسير أخر لنفس الأية السابقة .. فمن أسباب تنزيل هذه الأية ، أنها تتعلق وتتخصص بعلاقة المؤمنين بقبيلة "بنى قنقاع" اليهودية ، أثناء حرب بينهم .. والذى يقول بغير ذلك يثير دعوى لا حقيقة لها ، ويزعم وجود تناقض بين أيات القرآن .. لا يوجد إذا ما تم تفسير الأيات وفقا لأسباب تنزيلها ..
"وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ، وطعامكم حل لهم ، والمحصنات من المؤمنات ، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم" ، سورة المائدة .. فهذه الأية تبيح مؤاكلة ومشاربة أهل الكتاب والزواج من نساءهم ، والمؤاكلة والمشاربة لا تكون إلا مع الولاية .. بل الولاية الشديدة المستمرة .. كذلك فإن الزواج يقيم ولاية بين الزوجين وجهرا ونسبا هو صحيحهم الولاية ، كما أنه تجول الكتابية يهودية كانت أم مسيحية ، حق تربية أولادها والتربية ولاية سلطة فوق ولاية الصداقة " ..
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصائبين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا .. فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ، سورة البقرة .. هذه الأية لا تفرق بين المسلم وكل الأديان وتحث على التعاون بين المسلمين وغير المسلمين وعدم رمى أحد بالكفر ..
** هذه هى بعض تعاليم الإسلام .. ولكن ما يحدث الأن هو قمة الإنحطاط والفجور .. فما ذنب أهل مدينة الواسطى والكنيسة إذا هربت فتاة مسلمة مع شاب مسيحى ، أو مع أى شاب مسلم إلى دولة أخرى لتعيش حياتها .. هل يكون ذلك ذريعة للهجوم التتارى على الأقباط والكنيسة .. وسلب ونهب ممتلكاتهم وتهديدهم ..
** هل وصلنا إلى هذه الدرجة من الفوضى .. أننا أصبحنا نعيش فى لا دولة ولا قانون .. فما المطلوب ، هل يظل الأقباط يقدمون ضحاياهم بسبب فتاوى قذرة وأفعال لجماعة منحلة وعصابات دموية .. كل هذه العصابات الدموية دعمتهم أمريكا لتدمير مصر .. فهل سنظل ندفع الثمن من دم الأقباط وجسد الكنيسة .. ثم يهل علينا بعض أقباط المهجر أو أقباط مصر .. فهم لا يدركون المآسى التى يعيشها الأهالى فى مصر .. وللأسف هم فى الخارج ، ويظلوا يرددون "نحن لن نترك مصر مهما حدث" .. حتى عندما تم الهجوم على الكاتدرائية من قبل جهاز الشرطة ، ولأول مرة فى التاريخ المصرى .. ظهرت نفس الوجوه ونفس الأقلام تندد وتحذر وتشجب ، ولا شئ  بعد ذلك .. وبعدها تكرر موضوع الواسطى ، وغدا فى مدينة أخرى أو قرية أخرى .. بينما البعض ينعم بالسلام والأمان ، ويصدروا لنا الإرهاب والفوضى والدمار ..
** هل هكذا تكون العدالة ؟ .. أعتقد أنه لا حل أمام الأقباط فى مصر فى ظل إستمرار هذا النظام وهذا الحكم الفاشى ، وهذه الجماعة والعصابة الإرهابية التى تحكم مصر .. وفى ظل هذه الفوضى وهذا التراخى الأمنى .. أو ما نسميه التواطئ ، إلا تقسيم مصر حتى تهدأ أمريكا .. فلا أمل فى دولة لا يسعى رئيسها بعد خرابها إلا للتسول من كل الدول والإستقواء بأمريكا لحماية نظامه .. وليت الجميع يكفوا عن الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة .. وهم جالسون خلف مكاتبهم فى غرف مكيفة .. وأمامهم سكرتيرة حسناء تبتسم ، وهم لا يفعلون إلا إصدار البيانات الفيس بوكية والحنجورية وعقد الندوات والمؤتمرات الفاشينكية ..
** هذا هو رأيى الخاص .. ولن أزايد عليه .. وأقول للجميع ، كفاكم تضليل .. وإبحثوا عن المحرض الرئيسى لكل ما يعيشه الشعب المصرى ، والشعب العراقى ، والشعب الليبى ، والشعب السورى !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: