الإسلام تجربة روحية، وثقافة/ أسعد البصري

وجودنا على هذه الأرض ، روحاني ، و جمالي . أنت ، في الحقيقة ، حر ، و أكبر من الزمان . (( لا أطمع في شيء ... لا أخاف من شيء ...أنا حر )) هذا ما كتبه الأديب نيكوس كازانتزاكيس على قبره ، في جزيرة كريت . لقد أخذ ذلك من قصة هندية سحرته . تقول الحكاية إن هندياً كان يقود قاربه مقاوما تيار النهر الجارف ، الذي يدفع بالقارب نحو شلال صخريّ ، بعد أن استنفذ كل طاقته في مقاومة التيار ، ترك مجذافيه و بدأ يغني بصوت عميق (( آه ... فلتكن هذه الأغنية حياتي ...أنا لا أطمع في شيء .... لا أخاف من شيء ... أنا حر )) . اللحظة التي يكف فيها الإنسان عن المقاومة ، والدفاع ، والرغبة ، والطموح هي بالضبط لحظة الحرية . ميشيل فوكو يُعرّف الإنسان بأنه (( مجموعة الأعضاء التي تكافح الموت )) في اللحظة التي تتعب فيها هذه الأعضاء يتدفق الموت . لقد وجدت الحرية دائماً ، على الحدود والهاوية والخطر ، في اللحظة التي نشتبك فيها مع الموت . هذه اللحظة ، هي لحظة روحية ، و دينية أيضا . هل اتخذنا الموقف السليم من الإسلام ؟ .

لا يستقيم الإسلام بوجود رجال دين و عبادة بشر . يظهر الله دائما في واد غير ذي زرع .، عندما يغدر بك كل الناس . التوحيد ، هو معرفة الله خلف جسدك ، و خلف جسد العالم . ظهور إنسان مسلم اليوم ، أصبح صعبا ، لأن اجتماع المسلمين مع بعضهم ، أصبح ضلالة ، و سفك دماء ، و رياء . الثراء الروحي ، المتروك على شرفات الوجود ، بلغة واضحة ما علاقته ، بهؤلاء الذين يركضون خلف رجال الدين ، ويعبدونهم . هل تريد محاكمة هذا على أنه إسلام ؟؟ . إن روح المسلم ليست له ، مهما فعل بها ، هي كالطائر السجين ، لابد في يوم من الأيام ، أن تتذكر الأرض التي جاءت منها . جاذبية الله على المسلم ، أقوى من جاذبية الحياة والعقل . فليغلق كل واحد منا عينيه، وليفكر بأسوأ الأشياء التي حدثت له ، هل جاءت من الإسلام ؟ . ألم نُعجب جميعا بروحانية جبران ، و ميخائيل نعيمة ، و دوستويڤسكي ، و كازانتزاكي ، وعلاقتهم العميقة الراقية بالمسيح ؟ . الموت يشرق على حافة الحياة ، وكلما تقدمت أكثر ، يعلو الموت في سمائك . لا أعرف كيف تستطيع إخفاء مشاعرك الحقيقية ، في بيت فارغ ، وبعيد عن العالم . لا يكترث البشر لعذابك . لا شمال بعد القطب الشمالي . وإنك لن تخرق الأرض ، ولن تبلغ الجبال طولا . التجربة الروحانية إذا كانت شعرية وإنسانية لا بأس ، وكل الثقافات الحية ، بحاجة إلى إشعاع روحي ، من هذا النوع . الإسلام كثقافة و تجربة ، روحية إنسانية موضع ترحيب ، و حاجة دائمة . لكن ليس كدعاية سياسية ، و إرهاب .


CONVERSATION

0 comments: