دمشق وجرح الياسمين/ ريم بهاء الدين دغمش

من هنا غادرت ياسمين.. 
مرت مرور العابرين ... 
حملت حكايا الشرق...
وأكواب الحنين..
ليمونة شامية معطرة...
بالزنبق البلدي...
بالريحان..
بعبق الأولين ...

ومن الأولين...
كنا وكانت ياسمين ...
تسقي أشجار الحي...
تسكب ماءً وظلالاً...
بين الحارات...
والزوايا...
والدكاكين..
تصغي لآذان يرفع...
تصحو عند الفجر وتركع..
تتلو الفاتحة وياسين...

تمشي في الحي كنوارة..
تحمل زواداً للجارة...
تطحن بناً تخلط هيلاً..
تغلي في الصبح القهوة..
تسقي منها كل الحارة...
وتفوح الرائحة العطرة..
من قاسيون إلى الربوة..
 تغزل من ضوء الشمس عباءة ...
تكسو كل نساء الحي..
تمسح دمعة كل يتيمٍ..
كل مريض... كل حزين..
**
وكصفصافة
 تجدل  من شعرها..
جسراً على بردى ...
يصل المشرق بالمغرب...
يحكي مجد الشام ويكتب...
قصة عرش ٍ وسلاطين...
وعلى ضفافه يرسو عشقٌ...
يمحو كل عصور الجهلِ...
ويختصر الكون والتكوين..
**
من هنا..
من دمشق الياسمين..
 هبت رياح الحنين..
من فوق الشجرِ
 هبت..
من ماء النهرِ..
هبت..
من ضوء القمرِ..
هبت..
من موج البحرِ..
هبت..
من الغيوم ...
من الحقول والبساتين..
 من هنا كانت...
أجمل أيام العمرِ... 
ننثر فيها قديمِ الصورِ..
لذكرى أيام وسنين...
من هنا كان جرح الياسمين..
**
من هنا مرت أقدام الظالمين...
 قرعت طبول الحربِ ..
جمعت جيوش الغرب ِ...
قتلت اطفالاً وبنين...
وبدمائها طهرت ياسمين ..
ذنوب المخطئين...
من حكام العربِ...
وتجار الدين...

CONVERSATION

0 comments: