فلسطين لا تقبل القسمة/ أسعد عطاري


ليس كل من امتلك القلم اصبح مفكر أوكاتب , ولا كل من التصق باسمه حرف الدال اصبح دكتور ومفكر , فهناك العديد ممن تتزين أسمائهم بحروف واختصارات عديدة تبوح بما لا يصدره عاقل .

فمن المؤسف جداً ان نجد البعض من اصوات النشاز تطل علينا بين الحين والاخر منادية بشعارات ومشاريع تعود بنتائج مدمرة ومنها ما صدر مؤخراً عن بعض الاشخاص الذين ينادون بجعل قطاع غزة دولة ذات سيادة ولا أدري من أي الكواكب نزلوا علينا هؤلاء الفطاحل الذين ينادون بذلك , وهنا علينا ان نتوقف ونتسائل من هو المستفيد الأول والأخير من ذلك ؟

فليس الهدف من مقالي التهجم على احد او الإنحياز لأحد أطراف الإنقسام وانما هو نقد واستياء من الاصوات النشاز التي تعلوا علينا في هذا الوقع الفاسد والذي شكل الفرصة السانحة لبعض المفسدين والطامعين بالمكاسب الشخصية بأن تكون لهم الفرصة الذهبية لإستثمار فسادهم وتنموا بها بطونهم اكثر مما هي عليه , فالحفاظ على واقع التجزئة والإنقسام الأسود الذي اضعف بل ودمر القضية الفلسطينية وصدع البيت الفلسطيني اصبح واجباً ملحاً على هؤلاء يلذون في الدفاع عنه باقلامهم وباصواتهم النشاز وبفتنهم التي يفتعلونها .

فكلنا يتذكر الغضب العارم الذي شاط به الكيان الصهيوني والكونغرس الامريكي عندما تم الإعلان عن وضع اللمسات الأولى للمصالحة الفلسطينية  والتي وقعت بالقاهرة قبل اكثر من عام و لم تولد حتى الان , وكيف اصبح قادة العدو في حالة من التخبط بتصريحاتهم واصيبوا بحالة من الهلع مما دفع بهم الى تراشق التهم بينهم وتحميل كل منهم المسؤولية عن ما ستؤول به الاوضاع في حال تمت المصالحة بل واقدموا على قرارات خطيرة بالنسبة لهم فقد صرح رئيس الوزراء الصهيوني ( نتانياهو) : "بانه على القيادة الفلسطينية أن تختار ما بين السلام مع حماس أو السلام مع " إسرائيل" ", واعتبروا المصالحة الفلسطينية وكأنها سحب اعتراف من منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني وهذا يؤكد لنا على الخطورة التي سوف تنعكس على الكيان الصهيوني في حال تمت المصالحة الفلسطينية وتم توحيد كافة الفصائل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية .

ان ما يطرحه هؤلاء اصحاب الأقلام والعقول المظلمة يجعلهم يلتقون مع الكيان الصهيوني على ارضية واحدة ويشتركون بنفس الأهداف فلذلك كان من الأجدر بهم ان يصمتوا وأن يتذكروا تلك الحكمة التي نسجها الأجداد " اذا كان الكلام من فضة , فالسكوت من ذهب " وعليكم ان تتذكروا دوماً بان فلسطين لاتقبل القسمة ولن تبقى الا قطعة واحدة , وهي ليست حكراً على أحد كي يقسم ويفتت بها كيفما يشاء.

CONVERSATION

0 comments: