الشعب والشرطة/ ايمان حجازى

من الواضح وضوح الشمس ومما لم يعد معه مجالا للشك أن جهاز الشرطة المصرية لا يعترف بثورة 25 يناير, بل لا يعترف بحق الشعب المصرى والإنسان المصرى البسيط فى الحياة
من الواضح أن جهاز الشرطة لا ينوى ولم ينتوى قط أن يتعامل مع باقى الأفراد المصريين من الشعب المصرى على قاعدة المساواة
ومن الواضح أن جهاز الشرطة يرى فى نفسه وأعضائه وكافة عناصره ميزة نسبية ترفع من شأنه وتجعله فوق الناس وربما فوق القانون أيضا
وللحقيقة لسنا ندرى من أين يأتى جهاز الشرطة بهذه المعلومة وبهذه الثقة بل وبهذه الصفات التى لا تنطبق عليه ولا يستحقها
فجهاز الشرطة آن له أن يعلم أنه يعمل لدى الشعب ,, يحصل على مرتباته التى تفوق مرتبات الناس من الضرائب التى يتكبلها الشعب
آن لكافة العاملين فى جهاز الشرطة أن يقفو لهذا الشعب إحتراما وتقديرا ليس فقط على صنع ثورة أعادت للمصرى كرامته بين الشعوب
وليس فقط لإسقاط حكم فاشى ظالم ظل جاثما على الصدور قرابة الثلاثين عاما
وليس فقط لتحمل العيش فى ظل الظروف البيئية والصحية الصعبة والمميتة
وإنما أيضا لتحمل غطرسة وحمق وغباء رجال الشرطة أنفسهم
كما يجب على التشريع أن يسن قانونا للتعامل فيما بين الشرطة والشعب , كما يفرض على رجل الشعب العادى أن يحترم رجل الشرطة فيجب أيضا ان يلزم رجل الشرطة بإحترام الشعب وإلا
 يعاقب بجدية على فعله
فلا يحتمل ولا يقبل أن يقتل رجال الشرطة الشعب سواء فى الثورة
أو فيما بعدها ولا يتم محاكمتهم جديا , بل والأكثر ينصبو من
أنفسهم مقننين ومشرعين ويفرضو قانونا للتعامل مع الشعب
فنجد بيان يتناول بين أيادينا منذ الصباح يقرر للشعب كيف يتم
 التعامل مع رجال الشرطة ويحرم على المواطن أن يصطحب معه محام أثناء تواجده فى قسم الشرطة , ويأتى البيان فى طياته بأنه لن يكون هناك مسئولية عن تواجد المحام مع المواطن بداخل القسم من قبل رجال الشرطة ,, بمعنى يشير الى أنهم أعطو لأنفسهم الحق فى إطلاق أياديهم فى التعامل مع المواطنين بداخل أقسام الشرطة
والسؤال .... من أين لجهاز الشرطة أولا بهذا الحق فى التشريع والتقنين ؟؟؟
ثانيا من أين لهم بهذه القوة وهذه القدرة فى تحديد مكانتهم فوق
 الجميع !!!!
ألأنهم لم يحاسبو حين قتلو الثوار ؟؟؟
ألأنهم برأو حين فقعو العيون وقتلو المصلين !!!!!؟
فليعلم جهاز الشرطة أنه جهاز لن يستصعب على الشعب إزالته
 عن بكرة أبيه , فلن يكون أصعب من نظام المخلوع
ليعلم جهاز الشرطة أنه لم يعد فى قوس الصبر منزع من أفعالهم الهوجاء وإختراقاتهم لحواجز الأخوة والمواطنة ,من تصرفاتهم الغير مسئولة والتى ترفعهم درجات فوق البشر على أنه إعتقاد خاطىء فليسو أفضل من العامة
يا رجل الشرطة يا من إستحللت راتبك الموهوب لك من الكناس
الذى ينظف الشارع ومن العامل الذى يسلك المجارير
كان يجدر بك أن تحترم من يدفع راتبك ولا تهينه ولا ترفع هامتك فوق هامته
فكلكم لآدم وآدم من تراب ,,, ولم يفضل المولى أحدكم على الآخر
 إلا بالتقوى
فإتقو الله يا عباد الله وإرجو يوما تسألون فيه عما فعلت أياديكم فى بعضكم ظلما وبغيا وإستكبارا فى الأرض وغرورا
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: