دولة لله يا سيادى/ ايمان حجازى

عندما عرض الدكتور مرسى مشروع النهضة أثناء الترشح لإنتخابات الرئاسة تخيلت أنه مشروع يقوم على دعامتين
الأولى أنه مشروع إقتصادى إنتاجى زراعى
والثانية أنه مشروع إصلاحى
وتخيلت أننا سوف ننشأ مشروعات إنتاجية أو نساند مصانع وندعمها ونعيد مجد مصر أيام الإقتصادى الأوحد العظيم طلعت حرب
وتخيلت أننا سنعيد فكر عبد الناصر بالنسبة للإصلاح الزراعى وإستصلاح الأراضى الشاسعة المترامية فى كل إتجاه ,, تخيلت أننا سوف نعيد زراعة الأرز والقمح ونستغنى عن الإستيراد ,, تخيلت أننا سندعم زراعة القطن طويل التيلة وننشأ عليه صناعات تقينا شر الإستدانة والقروض التى  أثقلت كاهلنا

تخيلت أننا سنعيد توزيع الدخل بفكر إقتصادى وذلك بخلق فرص عمل للعاطلين وتحسين مستوى معيشة الكادحين فى كافة الأطياف والمستويات والتخصصات

تخيلت أننا سوف نعيد صياغة بعض القوانين المتحكمة فى أرزاقنا ومقتضيات حياتنا مثل قانون الضرائب

تخيلت أننا سوف نعمل على تعديل بعض اللوائح التى تسىء الى المواطن المصرى مثل لائحة العلاج وبالتالى طريقة المعاملة بين المستشفيات والمواطن بمعنى إعادة هيكلة منظومة الطب والعلاج فى المجتمع المصرى والتى يترتب عليها أن يستقبل المواطن العلاج بشكل آدمى وأن يتعامل الطبيب أيضا كما يليق به كطبيب والفريق المصاحب له

وسعدت جدا عندما أسقط الرئيس الديون التى كانت على الفلاحين لأنها كانت عثرة فى سبيل تسيير حياتهم

وكان فى نفسى هاجس يؤرقنى ويضايقنى جدا لعدم إتساقه مع سياسة الرئيس والدولة وهو  فكرة التبرعات التى إنتشرت إنتشار النار فى الهشيم
 فى الآونة الأخيرة فلم يعد يوجد موضوع ما إلا ويكون نظيره بابا للتبرعات ولم يقتصر على شىء فصارت التبرعات للطب والعلاج ,,وللتعليم وانشاء جامعة ,,لإبن السبيل المغترب ,,للأرملة التى تسعى على الأيتام ,,للأيتام أنفسهم ,,للغارمين ... وهكذا لكل شىء

فكيف يكون هذا منهاج دولة تسعى لتحقيق النهضة وتنتهج مشروعا للنهضة يقوده ويباشره رئيسها المنتخب ؟؟

ولم تطل التساؤلات كثيرا

حيث إستمعت الى برنامج الشعب يسأل والرئيس يجيب والذى وجه فيه الرئيس الشعب الى ترسيخ فكرة التبرعات , والذى حض فيه الأغنياء على إخراج  ذكاة المال لمساعدة الفقراء

ونزل هذا القول على عقلى كالصاعقة فهو لا يليق بدولة إسلامية ,دولة ترعى برنامج أو مشروع نهضوى ,دولة لابد أن يعلو فيها العمل كقيمة فوق الإستجداء

وإذا كان الشعار السائد فى دولة ليست إسلامية مثل الصين هو لا تعطينى سمكة ولكن إعطنى سنارة وعلمنى كيف أصطاد

فكيف لرئيس دولتنا المنتخب فى ظل مشروع النهضة أن يرسخ فكرة الحفاظ  على طبقات الشعب كما هى , أن يظل الفقير فقيرا محتاجا الى الغنى كى يحنو عليه , ويظل الغنى غنيا قويا بماله وسطوته ويمن على الفقر ,,فهل هذا فكر إسلامى صحيح ؟؟؟؟

لن أدعى العلم والتبحر فى الدين لأن بالتأكيد الدين له أهله وعلمائه ولكن بالنسبة للإقتصاد والعلوم الدنيوية والإدارية أعتقد أن هذا الفكر لن يفيد مجتمعنا فى كثير بل أعتقد أن نشر فكرة العمل ومحاولة ترسيخها والتأكيد عليها مع إحداث بعض التعديلات فى القوانين الحاكمة التى تساعد على  قيام نهضة حقيقية واقعية تنبنى على أساس من الإجتهاد وتحقيق الذات وإستخدام الموارد والميزات ستكون الأفضل لنا ولمجتمعنا ولبلدنا , لحاضرنا ولمستقبلنا

فلا يليق بدولة قام شعبها بثورة أسقط نظام ظالم فاسد وأتى برئيس منتخب أن يقوم ويعيش على أساس عشانا عليك يارب وأن يقف الفقىر بباب الغنى مستجديا طالبا الإحسان ومن قدم شىء بيداه إلتقاه وهنيالك يا فاعل الخير والثواب

وعلى هذا أعتقد كفرد من أفراد هذا الشعب المكافح المثابر أننا لابد لنا من تعديل فى مسار خططنا المستقبلية بحيث نجعلها تأخذ الشكل العلمى والعلمى وليس الإعتمادى الإتكالى على الغير عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله الأعرابى أأعقلها أم أتوكل ؟؟ فأجاب إعقلها وتوكل

ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: