خواطر لا تسر الخاطر/ حسن سعد حسن

 (1)
ما حدث على حدودنا فى سيناء منذ ساعات مضت أمر يشعرنا بالألم ،والمرارة ،والحزن
ويجعلنا نزداد إيماناً، ويقيناً بأننا نعيش فى دولة لا أمان فيها ،ولاعلى حدودها  .
فقد أصبحت حدودنا مستباحة لكل من هب ،ودب ،وتحت مسميات مختلفة ،وأصبحت الأسلحة التى تدخل كل يوم عبر الحدود، ويتم ضبط بعضها يثير الخوف ،والقلق خاصة من حيث نوعيتها ،وكميا تها ،ومدى تطورها .
لقد تناسينا سيناء ،وعلى مدار سنوات مضت وكنا نأمل مع قيام ثورة 25 يناير أن نصحح هذا الخطأ ،ولكن لم يحدث فلم تستطع الدولة فرض سيطرتها الأمنية على سيناء ،وأصبحت سيناء مرتعاً لحملة السلاح ،وأصحاب الفكر المتطرف .
ما حدث فى سيناء لا يجب أن يمر مرور الكرام مثل غيره من الأحداث  بل يجب من الشدة ،والضرب بيد من حديد على جيوب التطرف فى سيناء ،وأماكن تجمع السلاح ،وغلق الأنفاق ،وتمشيط سيناء طولاً ،وعرضاً، والقبض على الجناة ،والقصاص منهم ،ومن الذين يقفون خلفهم.
ويجب أن نسارع لتعديل بعض بنود إتفاقية ( كامب ديفيد )  تعديلاً يسمح لمصر من نشر قواتها ،وتأمين حدودها بأسلحة ثقيلة ،لا خفيفة ،وبعدد يكفى من القوات .
كفا ناً شجباً ،وإدانة ،وتصريحات لا تغنى ،ولا تسمن من جوع نريد أفعالاً ،لا أقوالاً
يجب أن يعلم الجميع أن  حدود مصر خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها بسوء ،وأن دماء أولادنا لن تضيع .
 (2)
أن تختلف مع البعض فى نقطة واحدة ،أو نقاط كثيرة أمر يقابل بكل الاحترام ،والتقدير فى كل دول العالم الديمقراطى الحر الذى يعرف معنى الديمقراطية ،والحرية حيث يكون التركيز فى النقد على جوهر النقاط ،وفى مضمونها ،وليس على شخصك فيكون الخلاف ،والحوار الهادئ  ،والاحترام ،وغالباً ما ينتهى الأمر بالمصافحة كما يحدث فى  ميادين الرياضة .
ولكن فى الدول التى لا يعرف البعض فيها معنى الديمقراطية ،أو الحرية ،أو قل يدعون أنهم مع الديمقراطية ،والحرية، ويرحبون بالخلاف، والاختلاف تجد أن كل هذا الزعم ما هو إلا جبل من جليد يذوب مع ارتفاع بسيط فى درجة الحوار ،ويتحول الأمر إلى التكفير والتخوين ،وسيل من الشتائم ،وينتهى الأمر إلى مأساة .
كيف لمجتمع يريد أن يقف على قدميه ،وينظر إلى المستقبل القادم أن يتقدم ،ولو خطوة واحدة نحو الأمام ،وتلك الروح من الحقد ،والكراهية وقلة الوعى  ما هى إلا جدران عالية تقف حائلاً دون الوصول إلى هذا المستقبل ؟!.
لو كنا حقاً ،وصدقاً نريد الخير لهذا الوطن وجب علينا أن نحترم من خالفنا فى الرأى ،وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحدمن أجل هذا الوطن
 (3)
لا زال بيننا (سارق الفرح) الذى كلما جائتنا لحظة للفرح ،وحاولنا أن نزيل هذا الكم من الحزن ،واليأس عن أنفسنا جاء هذا اللص ليسرق فرحتنا  مع (سبق الإصرار ،والترصد) أو عن طريق (الخطأ ) بسبب أميته السياسية متذرعاً بذرائع كثيرة.
متى يختفى هذا (السارق) المجتهد الذى احترف السرقة؟!.
(4)
أصبح الحديث عن المستقبل فى هذا الوطن قليل فكل حديثنا لا زال عن الماضى  ،وتركنا جوهر الموضوعات ،ومضامينها ،وغرقنا فى تفاصيل كثيرة كثيرها مضيعة للوقت ،ومفسدة للحياة السياسية لهذا الوطن دعونا نتحدث عن المستقبل هذا الوطن يريد المستقبل، وإلا فلنغلق صفحة المستقبل التى لم نكتب فيها إلا بعض السطور (المتعرجة) التى هى أشبه بالرسم (السريالى)، ونظل فى كتاب الماضى ،وتصفية الحسابات التى لن تخلق إلا الأزمات المتواصلة .
ولله الأمر من قبل ومن بعد

CONVERSATION

0 comments: