هل اضاع المجلس العسكري مصر؟/ سلوي أحمد‏

طلب الرئيس مبارك من الجيش ان ينزل الي الشوارع لحماية المواطنين بعد انهيار جهاز الشرطة اثر احداث الخامس والعشرين من يناير فنزل الجيش في  الثامن والعشرين من يناير وبدأنا نتابع الاحداث فاذا بنا نري الدبابات وقد سمح ان يكتب عليها يسقط مبارك الامر الذي شعرنا فيه بداية تخلي الجيش عن  مساندة الرئيس مبارك  من تدارك الازمة والعبور  بمصر الي بر الامان متخطية المخاطر التي تنتظرها تلك المخاطر التي اشار اليها الرئيس مبارك في خطابه في عيد الشرطة الاخير قبل الاحداث بساعات .

    سمح بكتابة تلك العبارة التي شعر الكثيرون من بعدها وكأن الجيش يؤيد ما يفعله الشعب وبدأ في التفريط في الرئيس مبارك الامر الذي ساهم في ارتفاع سقف المطالب حتي وصلت الي المناداه بسقوط النظام ورحيل الرئيس مبارك عن الحكم وقد برر الجيش قيامه بذلك بانه وقف الي جانب ارادة الشعب ولا الومه في ذلك فجيش الشعب لابد ان ينحاز له وليس للحاكم ولكن هذا اذا كان الحاكم كما يصفونه الخائن والعميل الذي باع وطنه ومبارك ليس هذا الرجل والقوات المسلحة تعلم جيدا من هو مبارك قائد القوات الجوية في حرب اكتوبر والقائد الاعلي للقوات المسلحة الرجل  الذي عاش محافظا علي تراب الوطن وامنه وسلامته حربا وسلما ورغم ذلك فعلت ما فعلت
  
     وتخلي الرئيس مبارك عن الحكم لنستمع بعد ذلك ان الجيش هو من ارغمه علي الرحيل وان الجيش هو من منعه من قتل المتظاهرين في الوقت الذي جاءت فيه شهادة المشير طنطناوي وعمر سليمان لتنفي تلك المزاعم من خلال شهادتهم امام المحكمة ولا اعرف لماذا لم يخرج احد من قادة القوات المسلحة ليؤكد ان كل ما يقال عبر وسائل الاعلام هو كذب وافتراء وان مبارك لم يأمر أحد  بقتل المتظاهرين ولم يرغمه احد علي الرحيل .

    ومرت الايام بعد تخلي الرئيس لنبدأ في دوامة اخري ومطالب اخري ومظاهرات واحتجاجات  لا  تنتهي الا برضوح المجلس الاعلي للقوات المسلحة لاصحاب هذه المطالب مما دفعهم الي المزيد من المطالب متبعين سياسة لي الذراع وبدأنا نري النشطاء والنخبة وهي تملي اراداتها ومطالبها والمجلس لا يفعل شئ سوي انه يؤيد هذه المطالب حتي وان كان ليس لهم حق فيها سمح لهم بان يتحدثوا باسم الشعب وكان يستجيب لالف في ميدان التحرير ولا يستجيب لالاف في الميادين الاخري تؤيده وتطلب منه ان يكون حازما لان الوطن ينهار .

    وسارت  الامور علي هذا النحو من شد وجذب ما بين النخبه والمجلس الاعلي وكأن الشعب لا وجود له واعتبروا ان من يخرجون الي الشوارع ويشاركون في المظاهرات هم فقط الشعب واعتبروا ان  النخبة هي فقط من تملك الفكر والرأي إلي ان بدأ التيار الاسلامي وعلي راسة الاخوان المسلمون في فرض ارادتهم الي ان استطاعوا ان يحصلوا علي الاغلبية في انتخابات مجلس الشعب والشوري ورغم ما شاب تلك الانتخابات من استغلال للفقراء والبسطاء الا ان الجميع اعتبره انها الانتخابات النزيهة الشريفة التي لم نكن نري مثلها في العهد البائد عهد الفساد والظلم

     وبدأت الايام في المرور الي ان جاءت انتخابات الرسالة لتكون جولة الاعادة بين مرشح الاخوان محمد مرسي والفريق احمد شفيق تلك الانتخابات ايضا التي حدث فيها ما حدث في مجلس الشعب من تزوير واستغلال للفقر والجهل وقلة الوعي السياسي لدي الكثيرين واستغلال الدين للحصول علي الاصوات فكان فوز محمد مرسي ولا اعترض علي وصول رئيس من الاخوان المسلمين للحكم اعتراضي علي ما فعله هذا الرئيس بعد ذلك

     زعم انه رئيس لكل المصريين ولكنا وجدناه رئيس لجماعة يريدها ان تستحوذ علي كل شئ في مصر من رئاسة ووزارة ونقابات وغيرها فكانت قراراته المخالفة للدستور لتحقيق مصلحة الجماعة حين امر بعودة مجلس الشعب الذي قضت  الدستورية العليا ببطلانه مخالفابذلك القسم الذي اقسمة باحترام الدستور والقانون و لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل راينا التدخل الواضح من امريكا وقطر في الشأن المصري بالاضافة الي مكتب الارشارد فما كان للرئيس ان ياخذ قرارا الا بامر منهم او بالاحري ان يكون هذا القرار هو قراراهم ولم يتوقف الامر عند ذلك بل بدأنا نشاهد ولاول مرة رئيس ليس رئيسا لكل االشعب  بل رئيسا لمن يؤيده اما من يعارضه فهو خصم له وعدو وخائن وكافر ولابد ان يحاسب وهنا بدأ مسلسل تكميم الافواه وعدم السماح لصوت المعارضه ان يعلو او يتواجد .

     هل توقف الامر عند هذا الحد لا بل وجدنا محاباة لعزة وحماس حتي علي حساب الوطن وامنه وسلامته الامر الذي راح ضحيته سبعة عشر شهيدا من جنود حرس الحدود علي ايدي بعض العناصر الفلسطنية والجماعات المتطرفة في سيناء تلك الجماعات التي حظي عدد من افراها بالعفو الرئاسي والخروج من السجون بامر من محمد مرسي .

    ومع كل هذا كان لدينا امل بان لدينا جيش وطني قادر علي ان يتصدي ويواجه الي ان فوجئنا باحالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد دون سابق انذار ليبدأ مرسي في اخونه الدولة بكل قطاعاتها ويفعل فيها كيما يشاء

   هذا ما فعله المجلس العسكري بمصر نعم الشعب اخطأ واذا التمسنا له العذر فلا يمكن ان نلتمس للمجلس الاعلي العذر  فالحقائق اذا كانت خافيه علي الشعب فلا اعتقد انها كانت خافيه علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة تلك القوات التي يبدو انها اعتادت علي خيانة قادتها  فبدأت بمبارك القائد الاعلي لها حين سمحت بان يهان ويسب ويحاكم بتهم يعلمون انه برئ منها وكان من الطبيعي ان يباع من باع فكان رضوح القوات المسلحة وقادتها لقرار مرسي باحالة سامي عنان والمشير بتلك الطريقة المهينه دون ان يكون لها ادني رد فعل علي ما حدث .

   نعم ساهم المجلس وبجانب كبير في تسليم مصر الاخوان كما ساهم الشعب المغيب الذي راح يردد الشائعات ويصدقها فحول الابطال الي خونه والخونه الي ابطال والنتيجة اخونة الدولة ومستقبل مظلم لا يعلمه الا الله .

الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: