أكبر خطأ ارتكبته/ عبدالقادر رالة

   يقول  الأصدقاء دائما أني ارتكبت خطأ فادحا لما توقفت عن الدراسة الجامعية...لماذا لم تصبر؟ ويقول اخرون على الاقل كنت استفدت من نعمة شهادة البكالوريا في الانضمام الى الجيش أو الالتحاق بالشرطة...الأجر الجيد والمكانة ...ويسأل بعضهم لماذا لم تغير الاختصاص أو تنتقل الى جامعة أقرب؟ ويقول أخرون...معددين أخطائي...وهذه كلها ما اعتبرتها أبدا أخطاء لأن أي انسان ميسر لما خلق له والخيرة فيما اختار الله...ولسنا  نحن الذين نختار الحياة وانما الحياة هي التي تختار لنا.....
  لكني بين وبين نفسي كان أكبر خطأ ارتكبته هو تخلي عن مكتبتي  الصغيرة الأثيرة...بسبب الحاجة...الحاجة الي شراء قاموس تعليم لغة اجنبية أحبها كثيرا...الحاجة الى النقود...وقد كانت أمي أكثر فرحا لأن التخلص من الكتب قد يقضي على كسلي وسلبيتي بعد توقفي عن الدراسة... مكتبتي...كانت تضم حوالي المائة وخمسين كتابا...بعتها كلها.. ولأن العلاقة بيني وبين الكتاب كانت قوية فإني سرعان ما كونت مكتبة أخرى جديدة...عدد كتبها يفوق عدد كتب مكتبتي السابقة ثلاث أو خمسة أضعاف...ولكني لا زلت حزينا لأجل مكتبتي القديمة وأتأسف لذلك أشد الأسف ونادم لذلك الخطأ الذي ارتكبته...ولا تزال صورة صديقي الطويل عبد الرزاق وهو يحمل كرتون الكتب أمامي لا تكاد تبرح وجداني...وقد اقتسم معي ثمن الكتب لأنه هو الذي تكلف ببيعها الى صاحب مكتبة النووي في مدينة تيارت... ورغم أن الكثير من عناوين كتبي القديمة التقيت بها فيما بعد في المكتبات الا أني لم أرغب في شراءها، فكتبي القديمة كان لي مع كل كتاب حكاية، أعداد من مجلة العربي الرائعة...سلسلة الانيس..ايفنهو ...ماهي النهضة.. ابن بطوطة... رحلة ابن جبير.. اعداد قديمة من مجلة الثقافة الجزائرية...كل كتيبات الداعية العبقري احمد ديدات ...اشتريتها وانا طالب ثانوي...قذائف الحق للغزالي....وكذا تاريخ النصرانية لأ بو زهرة....
 ولقد عاهدت نفسي بأني لن أتخلى عن كتبي مرة أخرى ولو اضطررت لأن أشحذ أو اعمل حمالا عند المقاهي ولا أبيعها .....
الجزائر

CONVERSATION

1 comments:

نسيم يقول...

مقال ممتع....الكتاب شيئ جميل في حياة أي انسان نتمنى ان لا تقتله النت والميديا!