سيناء والامن المفقود/ ابرهيم الشيخ

ان توقيع  معاهدة معاهدة السلام الاسرائيليية-المصرية أدى الى فقدان مصر السيادة الكاملة على سيناء بالرغم من استردادها من الجانب الاسرائيلي الذي فرض قيودا كبيرة على تحرك الجيش المصري.
ومن نتائج هذا الفراغ الذي انشأته اسرائيل على الحدود مع مصر هو تعزيز وتوسيع نشاط التنظيمات الجهادية التي تحاول انشاء قواعد للعمل المسلح انطلاقا من هذه الاراضي وما عزز هذه القوى الجهادية ايضا هو انشغال مصر بعد ثورة 25 يناير بالمسائل الداخلية.
ان امن مصر مستهدف اولا من قبل اسرائيل والتي تقوم بملاحقة الجماعات الجهادية داخل الاراضي المصرية، اسرائيل وبالرغم من معاهدة السلام مع مصر فهي طوال الوقت تعمل على التجسس على هذا البلد وذلك نظرا لاهميته بالنسبة للاستقرار في المنطقة واهمية مصر العسكرية والدليل على ان اسرائيل تحاول اختراق مصر هو اعتقال  بعض العملاء الاسرائيليين في مصروستجهد اسرائيل على اختراق مصرعلى الصعيد الامني وخاصة بعد تولي الاخوان المسلمين السلطة وتريد اسرائيل معرفة اتجاهات وتفكير الاخوان على الصعيد الاستراتيجي بالنسبة لاسرائيل.
الاستهداف الامني الثاني الذي يواجه مصر هو من قبل الجماعات الجهادية المتطرفة التي تستغل  الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية في سيناء بحيث يتم استغلال السكان من حيث تسهيل تحركاتهم  وتقوم هذه الجماعات  في هذه المنطقة  بتهريب السلاح وتتخذ من هذه المنطقة  معقلا لشن الهجمات المسلحة.
تحاول اسرائيل الصاق هذه الاعمال التي تجري في سيناء بالطرف الفلسطيني وخاصة حركة حماس التي تبدو الان غير معنية بالمواجهة مع اسرائيل وخاصة بعد تولي الاخوان المسلمين السلطة في مصر وتحاول مصر برئاسة محمد مرسي التقارب اكثر مع حركة حماس وهذا الامر يشكل ازعاجا لاسرائيل التي من مصلحتها دق إسفين  بين الطرفين.
يبدو ان هناك جماعات متشددة  تنشط في سيناء وتلقى بعض التأييد من جماعات اخرى متشددة في غزة خارجة عن سيطرة حماس مناهضة لسياسة هذه الحركة التي توقفت عن شن هجمات ضد اسرائيل، وبحكم العلاقة الجيدة بين الفصائل الفلسطينية ومصر فانه ليس لاي فصيل فلسطيني مصلحة بشن هجوم على الجيش المصري. ومن غير شك بان المستفيد الاكبر من هذا الهجوم هي اسرائيل التي تجد الذريعة للقول للعالم بأن امنها مهدد لاستدرار التأييد لمواقفها.
ان حركة حماس مهتمة الان اكثر من اي وقت مضى  بالحفاظ على الهدوء وما يهم حماس في هذه المرحلة هو فك الحصارعن قطاع غزة وحرية التنقل للاشخاص والبضائع لترسيخ سلطتها في قطاع غزة.
ان مصر مستهدفة وستبقى كذلك من الخارج ويتم احياء مظاهر عدم الاستقرار في الداخل  واللعب على النعرة الطائفية ويبدو بأن هناك اياد خفية تلعب في اذكاء هذه الاحداث لتبقى مصر منشغلة بامورها الداخلية وعدم الاهتمام بما يجري في فلسطين من بناء للمستوطنات وتهويد القدس وبما يجري من احداث مهمة في الوطن العربي.
يجب ان لا تكون سيناء نقطة الضعف المصرية ويجب بسط  السلطة كاملة عليها حسب متطلبات الأمن القومي المصري وليس حسب اتفاقيات كامب ديفد بأخذ المصالح الاسرائيلية فقط بعين الاعتبار.
ان مصر كقوة اقليمية تلعب دورا هاما في استقرار المنطقة  وهي جار اسرائيل القوي والتي من الممكن ان تقلب الموازين كافة في حال تم العبث والاستهتار بامنها.
كاتب وصحفي فلسطيني
 

CONVERSATION

0 comments: