صرخة إلى الله في السماء والمشير طنطاوي في مصر/ أنطوني ولسن


مصر تسرع الخطى نحو هاوية الدمار والخراب . مصر وصل بها الحال إلى حتمية المواجهة نعم المواجهة الدامية بين الحق والضلال ، بين النور والظلام ، بين العدالة والقانون ، والظلم والغدروالخيانة .
عام ونصف العام ومصر فوق صفيح ملتهب . المتابع للأحداث يشعر بلهيب النار المعدة من قبل من يتشدقون بإنتمائهم لمصر ، وأنهم من قاموا بالثورة . وقد ظهرت الحقيقة المُرّه من أفعالهم المتكررة وتصرفاتهم الهمجية والتي يغلب عليها أسلوب البلطجة و" اللبط ".
يريدون كل شيء . ولا يقدمون شيئا لمصر والشعب المصري . يطيحون بالشرفاء النبلاء من أبناء مصر ، ويأتون من لا شرف لهم ولا نبل ، ولا إنتماء لمصر . وقد تم لهم " تقريبا " ما يطمحون إليه .
تحمل الشعب المصري الكثير خلال عقود وعقود على أمل أن الغد أفضل من اليوم . ذهب اليوم والغد وما بعد الغد ولم يتحقق الأمل . الأمل في حياة كريمة ولقمة خبز شريفة عن طريق عمل يحفظ لهم ماء الوجه . كل شيء راح وإنتهى أو كاد من طيور الظلام الذين سيطروا على الأحياء والأموات . نعم سيطروا على الأحياء والأموات .. من ليس منهم من الأحياء فهو عدو يجب السيطرة عليه وإذلاله أو التخلص منه . ومن ليس منهم من الأموات لا إهتمام به ولا إحتفال بتشيع جثمانه حتى ولو مات شهيدا مدافعا عن أرض وعرض الوطن مصر .أما الأخرون ممن ينتمون إلى تنظيماتهم فلهم كل شيء إن كان في المشاركة في الحكم أو في إيجاد عمل له ولأسرته ومن يموت يشيع جثمانه بجنازة تليق بالشرفاء والمدافعين عن الوطن وهو بعيد كل البعد عن الشرف أو من المدافعين عن الوطن . يكفيه شرف الأنتماء إليهم .
في رفح أستشهد 16 من رجال القوات المسلحة المنوط بهم حماية الوطن . حماية الوطن من العدو الصهيوني . لكنهم أستشهدوا بأيدي من تواجد الجيش المصري لحمايتهم وحماية غيرهم من العرب .
الرئيس مرسي أنكر علمه بإحتمال وقوع مصيبة للجيش المصري ويجب إتخاذ الحيطة . وعندما أعلن مدير المخابرات بعد الحادث أن الخبر أمام الرئيس و فوق مكتبه . قام الرئيس بإحالته إلى المعاش ويأتي كما سبق وذكرت برجل يقول له أمين لم يبلغك أحد بإمكانية أو إحتمال الأعتداء على أفراد من القوات المسلحة المصرية حماة الوطن المفروض ينتمي إليه الرئيس مرسي وكل الأخوان وغيرهم من الجماعات الأسلامية .
لا يذهب سيادة الرئيس إلى مكان الحادث أو تشيع الجثامين للشهداء والحجة أن اللواء المسؤل عن تأمين وجوده أخبره بأنه صعب أو لا يمكن أن يضمن له ذلك . فلا يذهب سيادته فهو الرئيس ، والرئيس كيان يجب حمايته وإبعاده عن مكان الخطر إن لم تتواجد القوات اللازمة لحمايته .من الطبيعي أن اللواء حمدي حمدين قد تم الأستغناء عن خدماته . فهو سبب عدم ذهاب سيادته لأنه لم يوفر له الحماية اللازمة . الرئيس في حاجة إلى حمايته إذا ذهب وشارك في تشيع رجال المفروض أنهم أبناءه الأبطال الذين أستشهدوا من موقع الدفاع عن أرض الوطن مصر الذي هو رئيسها ، والذي فتح " الجاكت " أمام أبنائه الأخرون مؤكدا لهم أنه لا يرتدي قميصا واقيا لأنه بين أولاده ومريديه . وهذا دليل أخر على عدم إنتمائه وإنتماء جماعته وكل الجماعات الأسلامية المتشددة إلى مصر .
الذين إرتكبوا جريمتهم مسلمين من الجماعات الأسلامية أو الحماسية وكانت حجتهم أنهم سيضحون بالجنود المصريين للأستيلاء على المصفحات المصرية والهجوم بها على العدو الأسرائيلي . منطق غريب . لكنه منطق أعداء مصر وليس أعداء إسرائيل .وماذا حدث لهم ؟!. إخترقوا الجدار وكان في إنتظارهم العدو الصهيوني فدمر المصفحة تدميرا كاملا ، وقتل 6 منهم وأصاب أخرين .
من الذي خطط ؟!. ومن الذي دبر ونفذ ؟!. لا أحد يعرف !!. وهل الذي دبر وخطط ونفذ يعلم مقدما أن إسرائيل لها عيون في قلب غزة وسيناء ؟ إن كان يعلم ونفذ فهو مجرم ويجب محاكمته من قبل جماعته . وإن كان يعلم فهذه مصيبة المصائب ولا بد أن يكون وراءها تخطيط أخر الأخوان يدبرونه للتخلص من بعض القيادات المصرية إن كان رجل المخابرات أو رجل الأمن المسؤل في القوات المسلحة عن حماية الرئيس ، أو غيرهما وإحلال أخرين من رجالهم . وهذا ما حدث بالفعل .
نأتي إلى محاولة معرفة ما حدث من الأخوان وحماس ذراعهم العسكري لتحقيق الخلافة الأسلامية وعاصمتها القدس الشريف إبان ثورة 25 يناير 2011 .
** حماس مع البلطجية هم من قتلوا الثوار بالقناصات التي كانوا يستخدمونها من فوق أسطح المباني .
** هاجموا السجون المصرية وقتلوا الحراس من قوات الجيش والشرطة .
** أطلقوا صراح المساجين من الأخوان والجماعات الأخري وكان من بينهم محمد مرسي والكتاتني .
** تهريب الأسلحة إن كان من ليبيا أو السودان ومناطق أخرى وقد تم ضبط بعضها . ولا شك ما تم ضبطه يعد قليلا بالنسبة إلى التهريب وخاصة الأسلحة التي كان يحتفظ بها القذافي .
** هل حقا فاز الرئيس مرسي في الإعادة بالرئاسة ؟ ! .
الأجابة الصريحة .. لا .. لقد فاز مرسي بالكرسي لأن أوباما ومدام كلينتون وأصدقائهم في قطر والسعودية يريدون ذلك .
** بوصول الرئيس محمد مرسي إلى سُدة الحكم سيكون لجماعة الأخوان منفصلة عن بقية الجماعات الأسلامية الأخرى القدرة على تنفيذ مخطط الخلافة الأسلامية .
** حكومة الرئيس مرسي على الرغم من عدم إستكمال مجلس الرئاسة ، إلا أن الرئيس مرسي قام بتسديد دين الأفراج عنه بمنح هدايا لرجالات حماس من فيلل وقصور في سيناء لتكون لهم ممتلكات بها تمهيدا لأستقطاع أجزاء منها وضمها إلى غزة وتكون النواة لدولة فلسطين على حساب مصر . ياله من عرفان بالجميل بالتضحية بمصر في سبيل الخلافة المزعومة !!.
** مصر والشعب المصري يعاني في الفترة الحالية من مشاكل أساسية في الحياة منها:-
1 – إنقطاع المياه في المدن والقرى في جميع محافظات مصر .
2 – إنقطاع التيار الكهربائي أيضا في المدن والقرى في جميع المحافظات . وأخطر شيء قد يسببه هذا الأنقطاع هو تأثيره على المستشفيات في مصر مما قد ينجم عنه ما لا تحمد عقباه .
3 – مازالت وفاة اللواء عمر سليمان محل شبهات للتخلص منه لأنه رجل المخابرات العالم ببواطن الأمور . وأكبر دليل إدانة . إقالة رئيس المخابرات الذي تولى من بعده رئاسة المخابرات بحجة عدم إخبار سيادة الرئيس بوجود مخطط إرهابي ضد القوات المسلحة في سيناء ، وعندما كشف رئيس المخابرات للعالم أن التقرير موجود فوق مكتب سيادة الرئيس . تم إقالته على الفور
الأخوان المسلمون على ما أعتقد لا يفكرون فيما يريدون غير الحكم .. حكم مصر كخطوة أساسية لمشروع الخلافة الأسلامية . أما ما هي واجباتهم تجاه الشعب المصري المخدوع فليست في حسبانهم أو تفكيرهم . إنهم يكفرون كل من يقف في وجههم من الشرفاء المصريين . حاولوا الأعتداء على الدكتور توفيق عكاشة وتم إغلاق محطته التلفزيونية " الفراعين " وهددوا الأخرين من رجال الأعمال المصريين الأحرار أمثال عمرو أديب وعادل حموده وإبراهيم عيسى " مع الأحتفاظ بالألقاب " وغيرهم . لقد كان عند الأعلامية هالة سرحان بعد نظر ورؤية ثاقبة لما سيحدث في مصر بعد نجاح الدكتور محمد مرسي ، تركت البلاد و" نفدت بجلدها " كما يقول أولاد البلد .
الدولة النازية الدكتاتورية الفاشية الماسونية الأخوانجيه بدأت في التكوين مضللة البسطاء من المصريين وغير المصريين بشعارات سبق ورددها أخرون مثل هتلر وموسوليني والإتحاد السوفيتي . فماذا كانت النتيجة ؟!. وبال على شعوبهم وعلى العالم كله في حربين عالميتين قضتا على الأخضر واليابس في العالم . فهل نحن في مصر في حاجة إلى حكام لهم نفس صفات الحكام الذين أشرت إليهم ؟ ... لا أظن ...
في يوم 24 أغسطس الجاري ساندو التجمعات المطالبة بالتصحيح الثوري وإقالة الرئيس مرسي وإعادة إنتخابات حرة بمعنى الكلمة . وإبعاد أي تدخل خارجي إن كان من العرب " الأخوة الألداء " أو من الغرب الراغب في تقسيم منطقة الشرق الأوسط ليس لصالح شعوب هذه المنطقة ، ولا لصالح التيارات الأسلامية التي على رأسها جماعة الأخوان المسلمين كما يظنون . ولكن لمصلحتهم ومصلحة إسرائيل أولا وأخيرا . أما عن العرب وحقدهم على مصر فحدث ولا حرج .
سيادة المشير محمد حسين طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الموقر ، والجيش المصري الوطني الشريف وحامي حمى الوطن مصر نتقدم إليكم وإلى الشعب المصري الأصيل بخالص التعزية القلبية لشهداء القوات المسلحة المصرية في رفح بأيدي عصابات الغدر والخيانة
إننا نطلق صرخة عالية مدوية إلى الله في السماء نطلب منه ونترجاه أن يحافظ على كنانته مصر وشعبه المبارك منه " مبارك شعبي مصر " ويحمية من شر أعداءه في الخارج ومن شر أعداءه في الداخل ممن يحكمونه ويخدعون الناس .
كما أننا نتوجه إلى سيادة المشير محمد حسين طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بصرخة عالية مدوية طالبين منكم عدم التفريط في شبر من أرض مصر ، والتصدي بحزم وقوة لكل من يريد النيل من مصر والشعب المصري . لقد فاض الكيل وطفح سيادة المشير ولا أمل لشرفاء مصر ومحبيها غير الصرخة إلى الله في السماء ، والمشير طنطاوي في مصر .

CONVERSATION

0 comments: