عودى يا هاميس عودى لأخى عوريون/ ايمان حجازى

فى كل يوم تزداد حيرتنا فيما نراه ونسمعه بل ونتعرض له من قرارات وتصريحات يدليها أعضاء حزب الحرية والعدالة أو مستشارى الرئاسة ضاربى عرض الحائط بالصالح العام  أو متناسين أن كلامهم هذا محسوبا ليس فقط عليهم كرجال سياسة وحكم وإنما على الوطن بصفة عامة وأنه يوقعنا فيما لا نستطيع مجابهته ولا التعامل معه

ففى الأسبوع الماضى وفور عودته من أمريكا صرح السيد الكتور عصام العريان مستشار السيد الدكتور رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة بضرورة عودة اليهود الذين تم تهجيرهم من مصر منذ قرابة المائة عام متهما الزعيم الراحل عبد الناصر بأنه هو من كان وراء هذا التهجير , ولست أدرى بماذا كان يفكر الدكتور فى هذه الآونة , ربما كان يريد أن يضرب عرش عبد الناصر فى قلوب عاشقيه ومؤيديه , والبعض يقول أن هذا التصريح كان بهدف إقتصادى بحت وهو إستجلاب رأس المال اليهودى للإستثمار فى مصر !!!!!!!

ولكن كعادة الريح دائما تأتى بما لا تشتهى السفن , فقد أتت هذه الدعوة نتائج عكسية , حيث أنها وبالفعل سوف تؤثر على الإقتصاد المصرى المترنح والآخذ فى السقوط ولكن تأثيرا سلبيا , حيث قررت الهيئة المسئولة عن اليهود من أصل مصرى فى الخارج أن تطالب مصر كحكومة طبعا بالتعويضات التى ترتبت على التهجير لعدد ما يقرب من مليون نسمة منذ ما يقرب من قرن من الزمان والتى تقدر ب 30 مليار دولار !!!! وإشرب يا شعب هنيئا مريئا

طبقا لهذا التصريح وهذه التصرفات المترتبة عليه يتوارد للعقل ويلح عليه عدة أسئلة تستعصى على الإجابات وهى

هل كان رد الفعل لهذا التصريح يخطر على بال السيد الدكتور مستشار الرئاسة عندما صرح به !!!

هل لجأ السيد الدكتور مستشار الرئاسة  الى أي من اللجان المختلفة المفترض وجودها للبحث والدراسة لعرض الأمر والمشاورة فيما قال قبل أن يصرح به !!!!

هل عرض الأمر على مجلس الرئاسة لدراسة ما سوف يترتب عليه من آثار وهل نحن كدولة بعد ثورة غير مستقرة سياسيا وإقتصادها يتهاوى حتى وصل قيمة الجنيه الى أقل قدر ممكن امام الدولار فى أسواق المال تتحمل أعباء تصرف أو تصريح كهذا أقل ما يقال عنه انه صدر فى لحظة غياب العقل فى لحظة توهان فكرى وضياع وعى وضباب رؤى بل وتلاشى الحس الوطنى بما يعانيه هذا البلد من مشكلات تصعب على المحللين الإقتصاديين أن يصفو لها العلاج الشافى

أنا هنا لا أصف الدكتور العريان بأنه لا قدر الله غير وطنى ولا أشكك فى وطنيته ولكن العقل يستغرب تصريحه هذا , خاصة بعد أن ظلت الرئاسة يومين كاملين على حالة صمتها المعهود قبل أن تقرر التصريح بأن الدكتور العريان مستشار الرئيس لم يكن يعبر إلا عن نفسه وآراؤه الشخصية البحتة  !!!!! كما صرح بذلك أيضا حزب الحرية والعدالة ولم يبق إلا أن تؤكد الجماعة على أن الدكتور العريان إتخذ هكذا قرار أو تصريح من تلقاء نفسه !!!!!!

هل أصبحت مصر كدولة هكذا عرضة لأن يصرح فيها من يريد بما يريد وقت أن يريد غير عابىء بمصلحتها ولا بما يترتب عليه هذا التصريح من تبعات قد تضر بالصالح العام !!!!

وهل يكفى أن تصرح الرئاسة أو أى جهة أخرى أن المسئول المحسوب على الرئاسة والذى صرح بكيت وكيت لا يعبر إلا عن نفسه فقط ؟,, حتى لو جاء رفضها لتصريحه بعد دقيقة أو يوم او اسبوع!!!!!

والسؤال الأخطر من هذا ,من هو المسئول عن إعطاء الحرية بالتصريح ؟, عن ترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب أن يقول ويصرح والشعب فى النهاية هو من يلبس فى حيط الإلتزامات وهو من يعانى آثار تلك التصريحات !!!!!

وإذا كانت الرئاسة لا توصف أعمال مستشاريها , وإذا كانت الرئاسة لا تحدد للعاملين المحسوبين عليها إختصاصاتهم ومدى مسئولياتهم وحدود أعمالهم وسلطاتهم فمن أين يستقو الثقة فيما يقولون ؟, وكيف يتسنى لهم التعامل والتفاوض فيما يطرح عليهم من موضوعات سياسية وإقتصادية خارجية أو داخلية !!!!!؟

كلها أسئلة تطرح نفسها على العقل البسيط وعلى المواطن العادى الذى يسمع ويشاهد ما يجرى من أحداث , والمطالب بعدم إفتعال البلبلة والشجب , والحكومة هنا ومسئوليها لا يدرون أنهم هم من يفتعلون الشغب ويروجون له بل ويشعلون فتيله

بالله عليكم يا من توليتم أمر الشعب المصرى , وأنتم كثر , قبل أن تصرحو ناقشو , قبل أن تقررو إدرسو , وقبل هذا وهذا حددو لكل ذى صوت متحدث لديكم مايقول ومالا يقول وما هو حدود تصريحاته وما المقبول منه وما المرفوض , فلم نعد كشعب قادرين على تحمل المزيد من قرارات وتصرفات الحكومات والحكام فقد بلغ السيل الزبى

ألا هل بلغت اللهم فإشهد 

CONVERSATION

0 comments: