مصر مبارك هل تعود؟/ سلوي أحمد‏

منذ اليوم الأول وأنا ضد 25 يناير اطلق عليها المصريون ثورة واعلنتها انها نكسه قالوا ستحمل لمصر الخير وقولت لن تجلب الا الخراب والدمار احتفلوا بيوم 11 فبراير يوم أن تخلي الرئيس مبارك عن الحكم واعلنته يوم حداد فرحوا بيوم 3 اغسطس يوم أن رأوا الرئيس مبارك في قفص الاتهام ورأيته تاريخ النكسة الثانية بعد نكسه 67 ، اعجبوا بالشباب الذي خرج ليسب ويهين وقولت انه الجيل الذي حكم علي الاشياء دون ان يعرفها وقاد بلاده الي الهلاك . ومرت الايام لثبت صدق كلامي وكلام كل من رفضوا 25 يناير بكل ما جاءت به فيوم بعد الاخر نري مصر وهي تعود الي الخلف وينهار كل شئ فيها.
تلبدت سماؤها بالغيوم واظلم فيها الطريق فلم نعد نري الي اين تسير خطانا ولكن فقط من ندركه جيدا انها تسير بنا نحو المجهول ومن اكثر الاشيئاء المضحكة المحزنة ان يقال لك ان مصر وخلال عشرة او خمسة عشر عاما ستعود كما كانت ويا ليتها ستعود لقد حطم المصريون بلدهم بايدهم وانساقوا خلف الشائعات وسمحوا للحقد ان يعميهم فمن دولة تمتلك احتياطي نقدي يقدر ب 36 مليار الي دولة وصلت الاحتياطي النقدي بها 15 مليار ونصف وهو الامر الذي خرج علينا الرئيس الحالي يتباهي بها وحسبت ان الرقم وصل الي ما كان عليه ولن اقول اكثر حتي يكون سبب لتلك الفرحة التي اعتبرها انجاز اننا و باعمالنا سنجبر مصر علي اعلان افلاسها كما فعلت تونس التي اعلنت افلاسها وعجزها عن سداد رواتب الموظفين لشهر يناير الحالي .
كان الجميع يردد لن نقبل التوريث ولن نسمح لمبارك بان يورث جمال الحكم فجاء من ورث مصر كلها بكل ما فيها لاهله وعشيرته ففي اخر تشكيل وزاري ضم ما يقرب من 8 وزراء بعضهم ينتمي بشكل مباشر الي الاخوان وبعضهم بشكل غير مباشر ضف الي ذلك ان باقي الوزارة وعلي رأسها قنديل تدين بالولاء للجماعة , فبدلا من جمال اصبح هناك الف جمال وفي مجال الاقتصاد ذهب عز ليأتي مالك والشاطر وابو هشيمه وغيرهم .
هدأت الامور وعاد الثائرون الي منازلهم ليدرك الشاب انه دمر مستقبله بيده والكبير ليتملكه الخوف علي اسرته التي ربما لن يتمكن من توفير طعامها والمرأة ليسكن الخوف بداخلها من ان يخرج ابناؤها فلا يعدون , واري ان هذا ما هو الا عقاب لمن جار وظلم فثلاثين عاما فتره حكم الرئيس مبارك ظلمت كثيرا وظلم الرئيس مبارك وانكر حقه فجاء اليوم ليري المصريون الفقر والمرض والفساد الحقيقي حتي يدركوا انهم ظلموا وجاروا وتجاوزوا المدي فرغيف الخبر الذي ظل لمدة ثلاثين عاما بخمس قروش لن يجدوه باضعاف هذا الثمن وقس علي ذلك أشياء كثيرة اخري فالانسان لا يدرك قيمة الشئ الذي بين يديه الا عندما يضيع منه
هذا لا يعني انني اري ان كل ما فات كان ورديا خالي من السلبيات بالعكس اقر بان كان هناك سلبيات لتلك الفترة ولكنها سلبيات كتلك السلبيات التي توجد في كل الانظمة كانت وستبقي سلبيات لم تصل الي مرحلة الكوارث والمصائب التي نعيشها اليوم ولن اكون ممن يلتمسون الاعذار ويوهمون انفسهم بالقول بان هذه امور طبيعية بعد ثورة !! ما اعرفه ان ما حدث وطالما انه جلب كل هذه الكوارث في اقل من ثلاثة اعوام وهو ما سنعاني من اثاره لسنوات ليس بثورة بل نكسه لابد ان يحاسب ويحاكم كل من صنعها
وأخيرا وبعد كل ما رأيت واري من احداث في مصر فلابد ان اوجه التحية والتقدير لرجل عاش محافظا علي الوطن بكل من فيه وما فيها هذا الرجل الذي يرقد الان سجينا مكافاة له علي وطنيته واخلاصه ولا استغرب ذلك فمن الطبيعي ان يكون هذا جزاء المخلص الوطني من الخائن العميل .
الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: