رأي: أللهم احمي مصر وشعبها البطل وجنبهما شرور الأشرار/ محمود كعوش

مما لا شك فيه أن ما بدأ حدوثه في مصر هذا اليوم يؤذن ببدء مرحلة جديدة بالغة الحدة والخطورة  من التاريخ الحديث لهذا البلد العربي والإسلامي العريق. لكن وبرغم ما تحمله هذه المرحلة من حدة وخطورة، إلا انها تؤشر إلى بدء العد العكسي لنهاية جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وربما في الوطن العربي والعالم الإسلامي وحيث يتواجدون. 
إتُخذ القرار وأعلنت ساعة الصفر وشرعت قوات الأمن المصرية مدعمة بالقوات المسلحة بفض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة بهدف تنفيذ خطة اعادة الامن لمصر ولكل الشعب المصري على اختلاف مشاربه وانتماءاته السياسية والدينية، وأعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور حالة الطواريء ومنع التجول في القاهرة والجيزة وتسع محافظات كان الاخوان المسلمون والمتحالفون معهم من الأحزاب والتيارات الدينية المتطرفة قد عاثوا فيها فساداً، من استخدام العنف واقتحام وحرق الكنائس والمؤسسات العامة إلى مداهمة أقسام الشرطة والاعتداء عليها واخراج المساجين من داخلها إلى قتل وجرح بعض قادة هذه الاقسام. هذا إلى جانب ارتكابهم جرائم القتل وسفك الدماء في العديد من ميادين وشوارع مصر.
واقع الحال في هذا القطر العربي الغالي الذي استجد هذا اليوم يؤشر بوضوح إلى أن حركة الإخوان المسلمين ومن يواليها في الداخل والخارج يسعون بكل الوسائل الإجرامية واللاأخلاقية إلى نقل التجربة السورية إلى مصر، لخلط الأوراق وزجها في حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر، خدمة لمتطلبات المخططات الجهنمية التي رسمها المحافظون الجدد في واشنطن بالتعاون مع رعاة الإرهاب الدولي الرسمي في تل أبيب تحت مُسمى "الشرق الأوسط الجديد"، والتي نقلتها إلى المنطقة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الأرعن جورج بوش في عام 2006 مستبقة الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني في ذلك العام ضد لبنان ومُني فيها بهزيمة نكراء.
لكن كما فشلت التجربة في سوريا بعد عامين وأربعة شهور من الحرب الكونية المفتعلة والمتواصلة فيها، فإنه من المؤكد أن تُمنى هذه التجربة الإجرامية بالفشل الذريع في مصر بحيث تُدفن في مهدها إن شاء الله. 
أللهم احمي مصر وشعبها البطل وجنبهما شرور الأشرار في الداخل والخارج وانصرهما على القوم الظالمين والمتآمرين عليهما وعلى الوطن العربي وقضاياه الوطنية والقومية...أللهم آمين يا رب العالمين.

كاتب وباحث عربي
كوبنهاجن في آب/اغسطس 2013
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

CONVERSATION

0 comments: