نصائح إلى مشروع إرهابي صغير/ كمال العيادي


الشهيد منّا يا بُني, يَهدي في طفولته زمارة بلاستيك بملاليم لبنت الجيران, و يَضرب له في حياته كلّها ركعتين على عجل, ويصيم في دنياه خمسة أيام منهم ثلاثة أيام وهو نائم لساعة الآذان, وتتلقفه رصاصة منهم, فيرتفع للسماء برتبة جنرال, وتزفه الملائكة, وهات يا بوس وبسبوسة من منكر ونكير, ويهبه الله بدون قروض ولا فوائد ثلاثة قصور على الكورنيش, وزبرجد, وقمصان زرق, وبنطلونات جينز ألمانية الصنع, وسفرجل, ورمّان, وزلابية, وخبز شامي محمّص, ومقروض قيرواني, وزرابي, ومقرونة صلصلة بلحم الخروف الجبلي السماوي, وتفاح, ووووو......
والواحد من الإرهابيين منهم يقضي ثلاثة ارباع حياته البائسة وهو في المسجد, ويصوم رمضان وشعبان ورجب وثلاثة ايام في الأسبوع, ويحجّ للسعودية مرّتين, ثمّ يمخوره إسهال ومغص فقط, فيتلقفه عزرائيل بقضيب حديد صدئ بسبب الروائح العطنة, وتنتف الملائكة لحيته, ويرَكِّب له منكر ونكير كابل كهرباء غليظ موصول بالمحطّة المركزية للطاقة, في أماكن حساسة حتى قبل بدء التحقيق معه, ويصعد إلى السماء وهو يمرد على ذقنونه وجبهته بالتداول, ويُبعث وهو في ملابسه الداخليه المتسخة ( تذكر سبب موته ) منذ مئات الملايين من السنوات, ويعلّقه ربيّ من رمش عينه اليمين, ويبقى ملايين السنين وهو يتضرّع لله فقط, أن يعلّقه من رمش عينه الأيسر ليشعر بالتوازن, وتقرض فئران الجحيم أصابع أقدامه في الصباح وأطراف لسانه في المساء ووو...
وأنت حرّ يا بُنيّ,... إختر مع من تريد أن تموت..؟؟..معانا وإلا معاهم ؟؟

( كمال العيادي - كاتب تونسي مهاجر شويّه, مقيم بالقاهرة )

CONVERSATION

0 comments: