عيّاديات.. لمن يتحمّلها/ كمال العيادي

علّمونا على عجل, ومن جذاذات نصوص مترجمة بعناية وتدقيق, أنّ دور المبدع في هذه الكرة الطينيّة التي نتقاسم صحيفة أحوالها وأهوالها, مراقبة ضمير الأمّة وشحذ جذوته, والنفخ في رماد جمرته كّلما بان منه وهن أو فتور...
فما بال المبدعين في بلدي الأصغر من أعنف شارع فيه, يراقبون نوايا بعضهم البعض, وينفخون في جمر الشرّ, وهم يمروحون على رماد الحكايات القديمة وأسباب الخلاف...
( - كيف بدأ الخلاف يا عمّ ؟؟ )...
( - جُرح غائر حدّ الدمّ )..
( - هل خدع أختك أو إبنة عمّك أو بال على قبر أبيك وهو سكران ؟ )...
( - يا ليت, يا ليت, كنتُ غفرت له ونسيت )...
( - هل سرق أرضك, أو هتك عرضك, أو سبّ أجدادك بالأسماء, وكتب الشتائم بالفحم على الحيطان ؟؟ )....
( هذا جرم بشريّ, ومن أعني يا ولدي, إبليس, شيطان )....
( - فماذا فعل بالله يا عمّ..نفذت أسئلتي وأُسقِط في يدي )....
( لن أنسى له أبدا... سأذبحه, سأسلخه الخنزير, وسيعرف من هوّ فلتان بن عِلّان بن عِلّان )....
( - ماذا قال حيّرتني )....
( - كلمة في محفل, قالها قبل أن تولد أنت يا ولدي...ولكنني نسيتُها الآن )...

بربّكم, ليكن هذا العيد عيد مصالحة أيّها الأحبّة...
يا مبدعي تونس الخضراء الحبيبة

( كمال العيادي - كاتب تونسي مهاجر شويّه, مقيم بالقاهرة )

CONVERSATION

0 comments: