الفصل الثامن 08 من رواية ( حكاية السنوات الثلاثين 8 من 30 فصل)/ كمال العيادي

صباح الفلّ أيها الأحبّة…!

أوّلا, وحتى أريحكم نهائيا, منذ البدإ….فأقسم لكم بعزّة وجلال الله, خالق الأكوان والسماوات والأرض والنور والسلام. وبشرف الأرضيّة مثلي, المُنتقاة, مثلي : أعزّ الناس لديّ, إبنتي ياسمين بنت كمال العيادي, فخري وعِزّتي, أنني أكثر عباد الأرض بغضا وكُرها, ونفورا من جميع أنواع الشراب القوي, ما عدى البيرة الخفيفة, وبمقدار معلوم لا يضر, و أنني أنفر من جميع أنواع المُخدرات الكيميائية منها في شكل حبوب أو سوائل أو غازات أو مسحوق أو معجون أو مركّب أو طبيعي…وأوّلها الحشيش, والماريخوانا والبانجو والقات والسعوق وغيره حسب كلّ الدرجات.

وأنني لا اطيق حتى رائحته. وأنني أشفق على من يتعاطاه,
لكنني أحبّ أغلبهم وليس كلّهم بالطّبع.
فأغلبهم عادة من الطيبين الذين لا يضرون أحدا, على عكس عشاق الكحول وتابعيه…
وأغلب من يدخن البانجو, أو الحشيش, هم هنا في مصر, حيث أكتبُ هذا الجزء الثامن من روايتي ( حكاية السنوات الثلاثين ) التي ستفاجاكم نهايتها أيّما مُفاجأة…. أو في تونس أو في بلدان الشرق خاصة, التي زرتها حتى اليوم, ( وأنا بين جذوة الشباب وبداية شرارات الكهولة الجميلة, التي إطمأننتُ علي علامتها منذ اسابيع, وأنا اتطلّع لأول حبّات سكّر الشيب في شعري الأسود الفاحم…وأنا في السادسة والأربعين من العمر),
قُلتُ أن المحششين الذين عرفتهم في البلدان التي زرتها حتى اليوم, مثل اليمن والعراق والمغرب وسوريا, هم من البسطاء المساكين الذين أرهصتهم الحياة وضياع الفرص والعمر, وعدم فهم عدالة الله

التي لا تتجلى إلا للعارفين…والمُختارين.
وأنا لذلك لا أشتمهم, ابدا, ولا أحسدهم أبدا….ولا أقسو عليهم…وأحبّ أكثرهم…
ومن كان منهم بطبعه أصيلا ونبيلا. فهو بتدخين لُفافة أو لُفافتين من الحشيش الطبيعي الغير مغشوش طبعا, سيزداد طيبة ورضا وقبولا وتسليما وسلاما…
وقد يبكي فقط, لأنه يرى ويتذكر علامات مُبهمة, لكنها مثل ضوء طري وجميل وفاتن ومريح.
وهو أشبه عند عبدة الدنيا, بإعتذار خاصّ وحميمي مسجّل ومودّع منذ الولادة, في ركن قصيّ من دماغة, كوديعة ضخمة, مرعبة, تعادل كلّ الاصفار اليمين في رقم ما, وتعادل عقدا مسجّل لملكية الأرض وكنوزها وتفيض…

وهو يذهب في رحلة, تدوم عادة ملايين السنين ليصل إلى شخمة,
(وليست شحمة) دماغة, التي يقرّها العالم الحديث بجحمو يتصورون أنه في سمك بويضة الرجل المنوية التي لا تُرى إلا بالمجهر…والباقي تمويه, ورحمة حتى لا تعرف للباحثين عن إذلال البشر بإكتشاف مواهبه, وسرّ خلقه….قالنا, أنه حين يدخّن وتتوفّر عدّة معطيات, منها نقاء ونبل أصيل, وغفران, وطهارة خاصة, فهو بركوب براق الّدخان لهذه العشبة السحرية, يصل إلى هذا الرّكن القصيّ منه ( فصّ الشّخمة) , حيث أودع الله له ميراثة ووديعته, منذ الأزل, وقبل ان يولد أجداده أصلا, ( وسيقول أكثركم, وحتى أقلّكم كفرا وفجورا وتشكك وريبة كيف ؟؟…
وسيقول صارخاو أو مُخوّصا عينيه:
- هذا هراء وفذلكة لغوية لطيفة…!

الأمر ليس كذلك على الإطلاق…

…هؤلاء همّ ملايين الاجداد المسحوقين منا يا غافلة, مُنحوا السر وهو لا يستطيعون رؤيته ولا التعبير عنه بلسان قويم…هم أجدادنا , لأننا نحد كلّنا أول الأجداد, وآخر الأحفاذ نحن…

وحتى لا تحسوبا أنني اجدف كعادتي في فلك اللّغة…يلعن اللغة…فلن أعوّل مثيرا هذه المرّة فقط على ذكائكم الارضي وفطنتكم,,,وسأسلخ من عمري القصير وفرصتي للطمئنينة قبل أن ينتبهوا لي ويبعثوا بجلاديهم وأموالهم وهداياهم المنقوعة كلّها في السم, مثل برنس امرئ القيس ذي القروح…قبل ذلك ساشرح لكم سريعا وبإيجاز شديد…طرف الخيط…وحافظوا معي على أوله…

وأوّله , للتبسيطو ولكي تفهموا بلسان عربي مبين, وفقه منحنيه الله, وبيان وادلة لا تردّ ولا تحاجج إلا ممن أعماه الله وللأبد….

فتعلوا معي ادلكم على اول الخيط.

أول الخيط يا أحبتي المؤمنين منذ الآن..ويا قتلتي بعد حين, هوّ عند هذا الحشاش المصري او التونسي أو العراقي أو المغربي أو السوري أو اللبناني, ( وكلهم متشابهون ) الذي دلّني في لحظة قدّرها الله بحسبانو ان ادخل إليهم فيهمو وان أراهم وأنا لا احشش معهم بل أتقاسم معهم الضحكات والنكات فقط…والحشاش عادة لا يحتمل, ولا يطيق من ينظر إليه ولا يشفط معه نفسا او نفسين على الأقل…وهذه حكمة غريبة ولكنها دائما تتكرر معي…واغلبهم يتضايق جدا, انني افتح بيرة إلى جانبه وامد له واحدة للتعذيب, وهو اشعل للتوّ لفافة حشيش, تعب عليها وعلى لفها والحصول عليها أصلا…لكن الله, شاء ان أكون كائنا مائيا, وأنني لا اطيق أكثر من أربع قوارير بيرة خفيفة, لا تتجازو اللتيرن…وبعدها أضيع…وانتبه من غفلتي سريعا…لكن شرب الحشيش, شيء آخر…وانا أعرف جيدا أن الله حماني منه لسر…أنه كان يريدني أن ارى…وأن اسجل., وأن أكمل رسالتي السامية الكقية التي تضوع خيرا إن تابعتم ورأيتم وبدأتم معي ….

لقد بدات ملاحظاتي لأول مرّة سنة 1990, بموسكو, بغرفة جميلة مرّتبة كانت معدّة ومخصصة للضيوف من طلبة القارة الأوروبية من الذين يجيؤون في زيارة لموسكو للتصوير…او لمؤتمر له علاقة بمهرجان السيمنا بموسكو…وكنت أنا في السنة الثانية من افضل طلبة المعهد العالي للسيمنا الشهير ..معهد الفغيغ ( FGIK )…وبدات الحكاية العبقرية, وانا أراجع فرحاو نسخة من جريدة الصباح التونسية, كانت نشرت لي منذ يومين نصا, هوّ اول نصوصي التي شهدت وكانت سبب تحولي من الشعر الذي كنت العب فيه جيدا, ولكنني لم أكن احس أنني شاعر عبقري..عبقري بمعني عبقري فعلا..مثل درويش في أغلب تخريجاته, ومثل أدونيس في بعض نصوصه الفصوص ومثل الشابي في عشرة أبيات مذهلة, ونزار قباني في ثمانية قصائدو وامل دنقل في قصيدة, واحمد شوقي في ثلاث قصائد. والجواهري في ثلاثة مثلها, والسياب في قصيدة, وأيليا ابو ماضي في قصيدتين, وجبران في قصيدتين ونصف, وجرير في ثلاثين قصيدة والمعري في بيتين, والمتنبي في عشرة ابيات و امرئ القيس في بيتين الأخطل في بيت وقيس بن الملوح في اربع ابيات والخنساء في بيت وهوميروس في بيت واحد, وشنغاي في بيت واحد وليرمتوف في بيت واحد, وبوشكين في بيت واحد, ومثل منور صمادح, في ثلاثة أبيات, ومثل رامبو أو حتى شكسبير…

البقية كانوا عندي شعراء فطاحل وكبار..
لكنهم عندي إلى اليوم…فقط فطاحل وكبار,,,لكن ليسوا عباقرة.
فالعبقري لا بد وان يسكن بيته…وللأبد,,,وعن جدارة
ولا بدّ أن يكون انانيا وشريرا في نصه ( فقط ) وطيب وجميل في ونبيل في حياته..حياته…ومن وجدته خارج هذا المقياس المسطرة..فهو ليس عبقريا…
العبقري طيّب جداّ…وخجول جدا جدا, في الحياة…بل هوّ يبدو سطحيا وساذجا وغير مفهوم احيانا…واكثرهم ماتوا لسوء فهم وقلة صبر أو عداء غبي ساذج من ذوي القربى والأهل والأصدقاء انفسهم…وهذا يحدث معنا كلّ عشرة سنوات تقريبا من عمرنا, وبزمما الأرضي….هوّ فعلا غير مفهوم…وقد يتعمّد الإساءة للذين قربه, حتى يُنجيهم بخدوش سطحية بسيطة, من إمكانية انفجاره يوما في غضبة, تقتلهم للأبد لا محالة..ولو معنويا, وتخصيهم للأبد ابداعيا…ولا سبيل لإنقاذهم من الجرح الخظير القاتل لو حدث وانهم تطاولوا,,,وكان لسانه أو قلمه في تلك اللحظة في غير ركب وحماية الله….ياااااااااااااااااااه

العبقري علامته أنه لا يخون…ابدا لا يخون. زهز خجول.

ولكنه في نصه ( يااااااللهول يااااااا للهول….يياااااااا للهول…حين يعجنها ويخرجها للناس آية مفحمة….وردة أو شوكة لا سبيل للفكاك من مصلها ما بقت البشرية تسعى وتتكاثر وتتزاحم )

كنت ايامها سنة 1990, شاعر جيد, بل أكثر من ذلك, بشهادة كلّ من اقترب مني…كنت قد بدات أعرف في القيروان العجوزو بقصيدةو تحفظ من طرف كل من سمعها ولو مرة واحدة…. وكنت قد خلفت ورائي وخلال سنتين فقط في العاصمة صيتو وشهرة ما زلتُ اتجرع زيوتها الكريهة أو زلال ماء وردها حتى اليوم…وتعرفت في ذلك الوقت من بعيد او من قريب على المنصف المزغني وأولاد أحمد وآدم فتحي و عبد الله مالك القاسمي, والعظيم منور صمادح الذي كان يحبني جدا, وهو أحد غيلان تونس رحمه الله مع الشابي, وتعرفتُ على ابي زيان السعدي شيخ النقاد, اطال الله في عمره, وهو اول من سماني (النحيل البوشكيني) وغلى اليوم يبكي بالدموع حين يسمع أنني رجعت تونس ولم ازره….وووو

كنت فعلا قد نجحت ايامها وفي وقت قياسي بالنسبة لشاعر قيرواني شاب يهبط العاصمة ويعربد في شارع الحبيب بورقيبة…معقل الوحوش والحمام…شارع الشعراء والمبدعين…

كنت فعلا بدات بداية قوية ايامها..وتنشر لي اكبر الصحف التونسية والمجلات, بل أن دكتورا, نشر في مجلة صغيرة بحثا وتدقيقا في نص نثشر لي بالملحق الأسبوعي الأدبي لجريدة الصباح الشهيرة, والذي كان يُشرغ عليه آنذاك ابن عمتي القصاص المرموق والصحفي المشور ايامها: ابو بكر العيادي…والذي لم يكن يعرفني ولا حتى تكلم معي غير مرة واحدة لمدة دقيقة أو أقل…قلت له فيها: لدي نص متين…هل تنشره لي …فقل لي نشرت لك منذ اسبوع…فقلت له…هذا نص آخر قوي…فقال هاته. ونشره.

فقط…لم تكن علاقتي بان عمتي المترجم والقصاص المعروف الآن والذي يعيش بباريس…وهو طيب واصيل ونقي . لكن ايامها لم اكن اعرفه. إلا كعلم مشهور يشرف على اهم ملحق ثقافي باهم جريدة تونسية غير مشيوهة في ذلك الوقت . وقد كانت بدايتي من هناك. وقبلها كنت اهم نجوم ملحق الصدى الإبداعي الذي يشرف عليه ايامها في منتصف الثمانينات الصحفي والناقد الجميل: محمد بن رجب. وكان ينتظر قصائدي القصيرة بفارغ الصبر وينشرها فورا في نفس الأسبوع, حيت لم يكن من عش ابداعي غيرها…ولم يكن يعرف ايامها سنوات منتصف الثمانينات, أن هذا العبقري الصغير بتعبيره ومقياسه ايامها…كان تلميذا في السنة الثالثة ثانوي, ومازال عليه أن يكمل أربعة سنوات كاملة وشاقة, حتى يصل إلى السنة السابعة آداب…ويتحصل على شهادة الباكالوريا آداب لسنة 87. لم يكن ليتصور أو يصدق ابدا, ان ذلك الذي كان يرسل إليه القصيد في عشرة ابيات, ومعها رسالة توجه الصفحة وتقترح وتحتج وتغضب وتشتم….لم يكن له, وما كان له أن يتصور ايامهاو قبل ان يراني فعلا…أنه كان لي من العمر ( 15 سنة فقط…) .

وحين قابلته لاولّ مرة بعدها بسنوات, وهو ينشر لي كلّ اسبوع تقريبا…وكان ذلك سنة 1987 سنة الباكالوريا, وكان قد دعاني مع مائة من كتاب الصفحة إلى مهرجان الأدباء الشبان بمنطقة حي الزهور الثالث…يومها نظر إلى جسدي النحيل جدا,,,ووحهي الذي يشبه السياب بشكل عجيب…وقال لي جملة, أشبه بصرخة مدوية حين قدمّت له نفسي …صيحة في قالب جملة لن أنساها: حين صاح, وهو يلوّح بالجرائد في يديه, ويقف مثبتا في مكانه:

- يستحيل…!!!…..أنت كمال العيادي القيرواني …أنت ؟؟؟!!

كنت ايامها فعلا أريد أن أكون شاعرا عبقريا…
ولكنني كنت ألمعيا وأحسب بشكل سريع., بل فوق ارضي.

وحين تأكد لي بعد جهد, وبكاء وحزن ومعاناة مع نفسي بانني انني لن أكون الشاعر العبقري ولو بعد مليون سنة…ابدا…ابدا…
وان البيت الذي انشد يسكنه منور صمادح, وابو القاسم الشابي بعقد مليكة سيزداد مع الوقت حجّة ويقينا…

حينها…في تلك السنة..قررت ان أصنع قصرا بدل البيت…

قصر من صنعي انا وحدي

لا يشبه غيري…ابدا…لا من بعيد ولا من قريب

ولا ينتفسني فيه بشر…لا من الأموات ولا من الأحياء…منذ بدات الخليقة وحتى ترفع…

وكنت غاضبا…لكنني حين اصرّ واقرّر افعل.
ولو كلفني تغيير عبارة مثلا, عشر سنوات من التدقيق…

أنا هكذا…عنيد…وعنادي فوق أرضي…

ولذلك غضبت جدا حين ترجم الصديق الذي احبه, علي مصباح, عبارة ( ) النيتشوية…القاتلة..إلى عبارة الفوق انساني…وساعود إليه في الفصل العاشر…ولن اتركه هكذا كما يريد…لكنني سأكمل الآن…واختصر هذا الفصل…والمّه…لا بدّ من لمّه كي لا يفيض في ألف صفحة وحده…ودين ربي أنا قادر عليها واعصابي من حديد.

لكن رحمة بالقراء والناشر والمترجمين الذين يتتعوش ايامهم…الم الحكاية واختصر في جملة واحدة….:

قررت أن ابدأ من زاوية مستحيلة…لا هي شعر…ولا هي رواية…ولا هي نثر…ولا هي سرد…ولا هي علوم…ولا هي تاريخ…ولا هي سيرة ذاتية…ولا هي نقد,,,ولا هي جغرافيا… ولا هي فلسفة…ولالا هي ملحمة…ولا هي قصة…ولا هي شر…ولا هي خير…ولا هي بدأ ولا هي انهاء..زولا هي قبض…ولا هي بسط:

قرّرت يومها…في الغرفة 216 ( الرقم الأول يشير للطابق والرقمين المتبقيين لرقم الجناح )

قرّرت يومها : أنا…كمال العيادي القيرواني البوشكيني السيابي النحيل…أن اسمي إختراعي الإبداعي بكلمة نستعملها كلّ يوم ولا أحد يسكنها, لغفلة او لضيق رؤية ورؤيا…قررت أن اسمي اختراعي العظيم….اختراعي المذهل:

((((((((((((((((((((((( الكتاب )))))))))))))))))))))))

نعم..الكتاب, بالالف واللام تركيزا وليس نكرة او مضاف او مضاف إليه…أو جار في عنوان أو مجرور في قاطرة جملة…لااااا…ان يكون اسمه بالألف والام ( الكتاب ) ويكون ذكرا,. مرفوعاو فحلا, يلين كالماء و يتكوّر العجين, وييبسّ كالجلمود…وكان الله من هداني لهذه التسمية ..حين يمى ببساطة كلّ ما كتبه, بعبارة ( الكتاب ) في إشارة أن كّل عبد من عبيده, يعود إليه يوم القامة…وفي يده كتابه.أي ( الكتاب )

ولك أكن أخجل أن أعترف للعالمين أنني اغرف وأنتحل من سرّ ربي..,ان الله سبقني إلى هذا الإسم صورة ورسما ومعنى ومبنى…

وكان عليّ فقط, بعد ان عثرت على الأرض الطيّبة التي هي التسمية أصلا, كان عليّ أن أخصص ما تبقى من عمري لجمع مواده…بجسدي وروحي وقراءاتي وعلاقاتي وشري وخيري وتجربتي وشهائدي ومناقشاتي وكلّ كلّ ما سيعترضني …ساحوّله كما النّحلة و وبقدة قادر, وبالأييد من الله, إلى عسل مصفى…

وكنت ابكي وحدي في الغرفة 216, بشارع غالوشكينا…وانا اقلب المقال المقطتع من جريدة الصباح, والذي ارسله لي ابن خالتي بالفاكس,,,وكان المقال عبارة, عن أوّل خيوط المعجزة…وأول الخيط: أن يكون ذلك, اول اثاث في الكتاب, عبارة عن هذه المرأة التي تقف أمامي الآن تدق الباب بعنف شديد…وللحظة, ولأنني كنت مستغرقا كالمسطول بنشوة النص وأنا أقرأ جملته الأخير التي لم تحدث ايامها أبدا…ابدا…وكانت من صنع خيالي وتوصري فقط…كان من صنع خيال شاب عبقري مظلوم…وصل إلى درجة من العبقرية أنه أغرى مديرة مبيت دار الطلبة..ونام معها وهي في الأربعين, وهو في العشرين تزيد قليلا, لا لأنه يحبها, ولكن لأنه لا يكرهها فقط…وزد على ذلك…أنها اعطته جناحا كاملا مع غرفين ومطبخ وحمام وتواليت مجانا…ومؤثث بالكامل…لتنام معه مرة واحدة في الشهر, كونها لا تطيق أكثر لعيب في رحمها…ولأنها

كانت كالمسحورة…تاتيه مرتين في اليوم…ليحدثها عن الشرق, بلهجة عبقيرة تقارب لهجة الروس…ولكنه عبقرية…قال لها أنها لكنة قيروانية…

بدأت المعجزة والفكرة…والمديرة الجديدة الشقراء القاسية الملامح المنتصبة كعود زيتون.و تقف الىن على باب جناحه الذي اعطته له المديرة السابقة بدون عقد ولا وجه حقّ…لأنه مكانه الطبيغي كاعزب وطالب سنة ثانية فقط, وليس الدكتوراهو ان يسكن في احد الغرف الكريهة الرائحة, بأحد الطوابق بين الطابق الرابع والطالبق السادس والعشرين….

وجاءتني الفكرة العبقرية…وانا أقلب مقالا, كتبت فيه حلما لم يحدث عن مديرة هي الآن مطرودة…ولن تراسلني ولن تحميني :

كانت الفكرة في جملة واحدة: ( لماذا لا أحول هذا النص إلى كائن حي…وان أجعل هذه التي تقف الآن تطرق الباب لتطردني لأنها لا تطيق أن يسكن عشيق سابقتها غرفة ليست من حقه )

قلت…لماذا لا أغير عنوان المقال: من ليودميلا فيودروفنا….كما هوّ مدوّون ومرقون أمامي في اعلى المقال بجريدة الصباح المستنسخة عبر ورق فاكس روسي ردي…إلى حياة…حياة تنبض …

وقد كان…وحتى تفهموا جيدا…ولأن ذلك ف منتهى منتهي الأهمية في حكايتي وروايتي كونه النص الأساس البدأ …فهذ هو النص حرفيا. كما نشر , وكما كان في ورق فاكس ردسي يومها, بين يدي في الغرفة 216 من مبيت طلبة معهد السينما الفغيغ ( FGIG )

بون تعديل..وبأخطائه وكما هو: هاهو بين ايديكم, اقرؤوه أولا لأكمل ما هو اشد خطورة مما قد يتصوره بشر سويّ وقرأه في كتاب :

ليودميلا فيودروفنا و الغرفة 216

كان إحساسا غريبا , ذلك الذي اعتراني , وأنا أعبر الممر الفاصل بين الطائرة و مطار موسكو الدولي . أذكر أن الساعة كانت تقارب الخامسة صباحا , وكان مذيع الطائرة قد أعلن لأكثر من مرة بأن درجة الحرارة شارفت الثلاثين تحت الصفر , وبالرغم من عدم تعودي على سماع مثل هذا الرقم , فقد كنت مهتما فقط بجدران الممر الحديدية …!
لم يكن ممرا عاديا , ولكنه كان حلقوما طويلا مثل الثعبان , وضعوه خصيصا لكي لا نتجمد من البرد , ونحن نعبر المسافة الفاصلة بين الطائرة , وذلك البلد الغامض. كنت مشدودا ومتوجسا من شيء ما , وكانت بي رغبة في العدو, باتجاه المطار أو العودة حيث الطائرة … كان المهم عندي عبور الممر بأسرع ما يمكن.
حدثت بعد ذلك حوادث شتى , وفرغت من نفسي بذلك البلد, حتى اكتفيت أو كدت, وألفت المكان حتى كاد يألفني, وقدمت له أجمل سنوات شبابي قربانا … وكنت راضيا وأكثر.
عرفت الكثير بذاك البلد , وجبته جنوبا وشمالا , وتعلمت مجاهل لغته , ومغاليق أسراره, وكنت صديقا وفيا للبجع الأبيض الحزين عند شواطئ الفولغا, وقرأت أجمل القصائد مع سجائر الكوسموس عند قدمي تمثال بوشكين, وكنت لا أفوت فرصة للالتحام بالعجائز أو بالصبايا.
وفي موسكو فقط تتكامل العجائز بالصبايا, ولا سبيل للوفاق مع مزاجية الثلج, ولا مع غنج طيور الدوننباي إلا إذا تحللت حكم العجائز و همسات الصبايا -في ذاكرتك ووجدانك – وامتزجتا بما توفرت عليه قبل ذلك كله …!

جئت موسكو طالبا للعلم -أو لبعضه- ومطالبا بشهادة ثقيلة على النفس , تبدو لي غامضة ومثيرة … ورغم عشقي الفطري للكلمة , وشغفي الشديد بالشعر , فقد مرت سنتان قبل أن أتعرف إلى باريسا ألكسندروفنا …
كانت باريسا ألكسندروفنا آمرة في الأربعين من عمرها , وكانت ابتسامتها تخفي فعل الزمن على وجهها بشكل مدهش التقيت بها صدفة . كانت مسؤولة عن مبيت الطلبة – حيث أسكن – بشارع ‘‘ غالوشكنا, وكنت طالبا مشاكسا أستحوذ على الغرفة رقم 216 وهي غرفة بالطّابق الثّاني, خاصّة بضيوف المعهد من طلبة القارة
الأوروبية … جاءت غرفتي تشتعل غضبا وأمرتني بمغادرتها في الحال. بعد جمع أغراضيّ.
دعوتها لشرب فنجان من القهوة اللبنانية -كانت أهدتها لي إحدى العابرات – … وما كان لمثل باريسا ألكسندروفنا أن تقاوم رائحة البن المحنك , وهي التي تستسلم كل صباح لطعم القهوة الروسية -الكريه-.
عند الرشفة الثالثة , بات واضحا أنها نسيت تماما ما جاءت من أجله , وكانت آخر آثار الغضب تتراجع في زرقة عينيها , وهي تتفرس بدهشة في جدران الغرفة أين اصطفت عشرات الصور المختلفة الأحجام والألوان والأشكال والمواضيع .
كانت لوحات غريبة فعلا تجمع بين رسم لوجه الفرعون توت غنج آمون , وآخر لبيكاسو , وسلفادور دالي , وبوب مارلي , وألآن بارك , و الحبيب بورقيبة , و كلاوس كينسكي , و أوجين يونسكو , وليرمنتوف , ووالدي رحمه الله , وغيرها…
وعند الجانب الآخر , كانت ترقد مجموعة ضخمة من الكتب باللغة الروسية والعربية والفرنسية , وكومة أخرى من الصحف و المجلات العربية , ورسائل مبعثره , وأوراق متناثرة هنا وهناك .
سألتني عن كل صورة , وحين كنت أجيبها باقتضاب , كانت تعيد نفس السؤال بإصرار غريب .

ربما كان للبن دور . وربما لأنني كنت منهارا لتأخر ماشا -صديقتي- وربما كانت باريسا ألكسندروفنا تعرت تماما من أقنعة الوظيفة …
المهم أنني وجدت نفسي أتحدث معها بطلاقة غريبة عني … حدثتها عن لعنة الفراعنة وعن كلب كافكا وعن شذوذ بيكاسو .
حدثتها عن والدي -رحمه الله- وقلت لها بأنه مات استجابة لنداء سمعه من عمق البحر .
حدثتها بشكل لم أعهده في إطلاقا … وكنت أختلق أغلب الحكايات , والغريب أنني كنت أشعر بأنني أقول الحقيقة تماما … وحتى هذه اللحظة , يخيل إلي بأن والدي مات استجابة لنداء سمعه من عمق البحر, وبأن كلب كافكا اسمه -يوشا- , وهو أسود اللون , ويقف على قائمتيه الأماميتين -كما يفعل الشطار- …‍ّ‍

خرجت باريسا ألكسندروفنا من غرفتي , وقد نفذ إليها ذلك العالم الأزرق … وتعودت ألا أقلق لتأخر ماشا -صديقتي- .

كانت باريسا ألكسندروفنا رقيقة النفس , وكانت الكلمة مفتاحا إلى عالمها وقلبها , وقد فتحت لي كل المغاليق وأكثر .
بعد مدة بدأت أنتبه إلى حكاياتها , وكنت قبل ذلك أتظاهر بمتابعتها …
كانت تحدثني عن ألكسندر بوشكين وهي تمسك نفسها عن البكاء بصعوبة . وحين كانت تقرأ لي من الذاكرة بعض المقاطع من روايته الشعرية ‘‘ يفغين أونيغن ’’ – كان وجهها يحتقن من الانفعال , وكان تنفسها يتسارع , وكان كل ذلك شاذا وغريبا عن عاشق الشعر الذي كنته حتى ذلك الوقت .
كنت قد درست عن بوشكين حتى مللت منه , وعرفت عنه ما يكفي لأسود بياض عشر صفحات عند الامتحان المنتظر آخر السنة الدراسية.
وكنت أعرف كما يعرف كل طلبة صفي بأن ألسكندر سرغاييفيتش بوشكين ولد في موسكو, وبأنه تربى على عشق الحرية , وذلك ما جعله يهتم بالتنظيمات السرية وينخرط في الجمعيات المعارضة للنظام القيصري الرجعي , وأنه بدأ بكتابة الشعر وقرضه في سن مبكرة جدا , وتعرض للنفي والاصطدام بالقيصر , وأنه كتب :
‘‘ روسلان و لودميلا ’’ – و ‘‘ نافورة باغشي سراي ’’ -
و ‘‘ الأسير القوقازي ’’ وكتب عن القوقاز كتابا آخر يصف فيه الإبداعات التي أحبى بها الله هذه المنطقة من العالم , وأنه كتب ‘‘ يفغين أونيغن ’’ وصور من خلالها طبيعة المجتمع الإقطاعي ولذلك يعتبر مؤسس الواقعية النقدية في الأدب الروسي
و إضافة إلى ذلك فقد كنت أحفظ عن ظهر قلب -كما يقال- ستة مقاطع من شعره رغم أننا كنا مطالبين بحفظ مقطعين فقط , لعرضهما يوم الامتحان الشفوي في مادة الأدب القديم والوسيط , وأدب رواد الثورة الفكرية في روسيا .
كنت أعرف كل ذلك وأكثر عن ألكسندر بوشكين الذي مات على إثر مبارزة دبرت له مع ضابط فرنسي . كنت أعرف كل ذلك وأكثر عن بوشكين . فلماذا يحتقن وجه باريسا ألكسندروفنا بذلك الشكل -وهي تقرأ مقاطع من شعره ؟؟
وانتبهت مرة إلى دمعة تنحدر من مآقي باريسا ألكسندروفنا وهي تقرأ مقطع من قصيد ‘‘ روسيا ’’ – الذي كنت أحفظه جيدا , وكان المقطع يقول : ‘.. إني أحب سماع أصوات البعوض … وصوت أفراح الصبيان.فوق المرتفعات
حيث يثيرون الصخب … كي تأتي الصبايا …
كنت كمن يستفيق من غفوة طويلة … طويلة .
وأحسست بأنني عدت ثانية داخل نفس ذلك الحلقوم الطويل الذي كان يربط بين الطائرة و مطار موسكو الدولي . وكانت دمعة باريسا ألكسندروفنا -خيطا- يشدني باتجاه الجانب الآخر -عكس اتجاه الطائرة.
وكانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني بموسكو -بعد أكثر من سنتين فيها .
كنت كالطير الوليد أحسني طليقا بهذا البلد الذي لم آلفه قبل ذلك أبدا.
مر وقت طويل على ذلك, غادرت موسكو فيه , وعدت إلى أرض الوطن … ولكنني لم أحتمل دعابات الأصدقاء القدامى … وصياح ديكه الصباح ! . لم أحتمل حنان والدتي , وتصفح جرائد المساء , فغادرت الوطن ثانية ولم آخذ معي إلى بلاد براشت وهيغل و نيثشه وغوته , سوى ديوان ‘‘ أغاني الحياة ’’ لآبي القاسم الشابي . و ديوان‘ ألوا ح
للمنصف الوهايبي – ومسرحية ‘‘ بيارق الله ’’ للبشير القهواجي و ‘‘ حدث أبو هريرة قال …’’ للمسعدي – ونسخة معربة من الكتاب المقدس , ومصحف للقرآن الكريم -عليه إمضاء والدي , رحمه الله.
مرّ وقت طويل بعد ذلك , وأرهقني اللهاث وراء تحصيل ثمن كراء الغرفة المعزولة التي ارتضيتها سكنا . ولكنني كنت كلما انفردت بنفسي , أتذكر قولة باريسا ألكسندروفنا , وهي تودعني بمطار موسكو الدولي قائلة : ‘‘…إذا عصفت بك الأحزان , فلذ ببوشكين …
وحين تقرأ له , تذكر جيدا , أنه كان يخاطب الورد بأسمائه , وأنه كان يعتذر للماء عن تأخر البجع الوحشي .

اللّـــه…باريسا ألكسندروفنا , تلك المرأة العظيمة , التي مازلت رغم كل الأحداث التي عصفت بموسكو – تراسلني, لتخبرني بأنّ موسكو أصبحت أجمل مما كانت عليه قبل رحيلي عنها, وأن كلّ ما يقلقها بعض الشّيئ , هو تأخر مجيء البجع الوحشيّ هذا العام

@@@@@@@@@@

هذا هو نص النص كما نشر بحذافره , وبدون تعديل…

@@@@@@@@

المهم. حدث ما هندست وخططت في عشر ثانية وهي تطرق الباب…وفتحت لها…وهي اسمها في روايتي هذه,,ووللأبد ………….( باريسا ألكسندروفنا )….المديرة الوحيدة التي أعرفها وعرفتها وسأعرفها…وتساءلت: من هذه ال ( ليوديملا فيودروفنا ) المشحمة الكريهة الرائحة التي تستغلني ولا تتركني اكتب,,,وتغارمن كل من تتدق بابي من البنات..من هذه ؟؟؟

أنا لا أعرفها,..ولم أعرفها…وما كان في مسار حياتي ان اعرفها, ولا ان أنام معها وانا اتماسك حتى لا أتقيء, ثلاث مرات كاملة….لاااااااااااا……مرتين ونصف…في المرة الثالثة لم انزل ولم ارش بويضاة المني فيها….مرتان ونصف في خمسة اشهر…إذن أنا لا أعرفها…وهي ليست روسية اصيلا….وهي كابوس……وهي طردت…وانا لا أحبّ الآفلين..أبدا…لا أحبّ من يخون…ولا من يحسد…ولا من لا يعترف…ولا من يطرد….ولا من لا يثبت. وهي مجرد وهم…ونصي هو الأصل…نصي الذي تجملت به, وكذبت على اصدقائي في تونس لطي لا يضحكوا علي هو الأصل

هذا أول عامود في كتابي…وكتابي لا يضم الآفلين…ابدا.

@@@@@@

و…صارت باريسا صديقتي وأمي وحبيبتي …وحوّلت الجناح 216 بالطابق الثاني إلى وكر جميل استدعي له كل الحشاشين من المبدعين والطلبة الهاربين من عيون المديرة نفسها…صديقتي الجديدة…باريسا ألكسنروفنا…..

وبدأت أشتري الحشيش,,بكنيات صغيرة…ولا أدخن ابدا…

كنت فقط أرقبهم كيف يرتفعون ويبدوؤون في الرحلة…وما كان لأحد منهم ابدا ان يمنحني هذه الفرصة, دون أن يجبرني على التدخن معه, لكنهم مع الوقت, قبلوا ما قلت لهم, بأنني مريضو وانني اشرب الحبوب ( وهو اختلاق ) وكنت ابتلع امامهم حبات بيضاء هي اسبيرين ( هههههههه) ….وصدقوا…وظنوني احلق معهم في عربة قريبة بمخدرات أخرى…وفتحوا لي الابواب المغقلة…وراقبتهم عن كثب وبتديقي عجيب…وانا أمثل أنني سرحت في ملكوت الله…واشرب بين الحين والحين رشفة من البيرة فوقهم, للمزيد من التضليل….ومن يومها…لا اسافر بلدا إلا واسأل أول ما اسأل عن حشاشيه وغرزه…ويظنون انني حشاش مثلهم…وما أسرع ما تجد بين اصدقائك المبدعين والكتاب والسينمائيين ممن يحشش

ولكن ودين ربي…أنا لا أحشش…إلا ربما نفسا لا ابتلعه واخرجه من فمي سريعا او احبسه تضليلا كي لا أغيب..

مشروعي العظيم…لم يكن يتحمّل أن اغيب معهم…فمن يكتب عنهم إذن, ليس بصدق فقط, فهذا ما يفعله الجميع فعلا…ممن يجالسهم…ولكن الأخطر الأخطر من ذلك بكثير/ بعمق

(((((((((((((( من سيكتب عنهم بعمق ))))))))))))

وكان هذا سؤالي العبقري الثاني :

الحشاشين…طريقي إلى الابالسة وطريقي إلى الله,,,,

@@@@@@

هباء من جزء من الثانية , يعبّر عنها الحشاش الكريم النفس المرضيّ عنه من الله عادة, بتلك التخويصة الخاصّة للعين, والتي تبدو للغافل, او العابر مجرّد طريقة لدرء الدّخان المُتصاعد من عمليّة احتراق الورق الملفوف به, واشتعال العشبة الإلهية المأمورة.

الذين يحششون, يوميا, سيظنون طبعا أنني محنّك في لغة الحشيش كوني أستعمل هذه العبارة للتحية, وهي في مصر تعني تقريبا, ( أنني أراك)…وتعني بلغة الصمت وحركة النفس في الصدر : ( خذ نفسا من هذا الصاروخ واكمل الحكاية, أنا راض عنك)…وتقال عادة بتخويصة العين اليسرى, وإمالة الصدغ الأيسر مصحوبا بالأذن , إذا كانت سليمةطبعا, فقط عرفتُ من سمعهم ثقيل من جهة الأذن اليُسر, قلنا, إمالة الصدغ الأيسر صوب النديم ( معذرة النديم مصطلح مائي, وهي تُقال في جليس قعدات الشرب أكثر ), واظنها مشتقة من لاوعي جبار في الإشتقاقات اللّغوية الأولى, وتفيد بأنّ المُنادَمَ, وهو صاحب القصر أو مُدبّر الجلسة, واتصور ان عبارة النديم, خرجت اوّل مرةّ من فم ملكو او وزير شاعر عبقري….وتبطنها العامة, لأنها عبارة مسكونة…والمسكونة عندي, تعني الحُبلى.
وربّما في تصوى طبعا, كانت عبارة النديم, أول إشتقاق مختصر لجملة مفادها تقريبا ( ندمت على قعدة ليلة البارحة),

هذا للإختصاروعدم تتويهكم في متاهات الإشتقاقات الكبرى الجوهرية في كلّ مدارات الحياة والفلسفة والكتابة. إذن أعوّل على فطنتكم وسرعة بديهتكم, لفهم ما اشير إليه وتخطيه, حتى لا اطيل في الشرح. نقطة وللسطر. هكذا سأقول كلّ مرّة حين يكون الأمر يستدعي منكم بعض الجهد فقط, لفهم ما أعني…فساكتب لكم بعد شرح قصير, عبارة ( نقطة: إلى السطر )…وأنتم واصلوا معي الرحلة, وحين يكون الأمر هامّا جدا جدا بالنسبة لكم…فهذه الرواية- الرسالة, ستطبع في نسخة ورقية مراجعة لُقويا من اعظم فطاحلة اللّغة العربية في العالم العربي…
وأنا اعني ما أقول…
كونسلتو جبّار من سبعة علماء لغويين, لا يشق لهم غبار. ولا تفلتُ فاصلة من يد عبارة مارقة فيها…وأسمائهم مع ألقابهم, ستجدونها في الصفحة الثالثة من النسخة الورقية فقط…بعد الصفحة الثانية المعدّة لرقم الإيداع وعدد النسخ واسم دار النشر وخلافخ من البيانات المرجعية.

وستجدونها مرّة أخرى, لو إحتجتم إليها فعلا, جدا جدا, في القرص المصاحب, والذي ستجونة في جيب الجهة الداخلية اليسرى من الغلاف .

وهو القرص الذي سيضم النسخة الإلكترونية, الغير مصححة على الإطلاق, والتي لن يسمح لبشر أن يتدخل في إصلاح خطإ واحد فيها…وستجدون فيه الرواية, كما رقنت أوّل مرّة…ويا ما ستتعبون لو قراتم الرواية منه. فكيف لكم ان تفهموا مثلا جملة, مثل:

( في الرواية كش فوت حق يق فيظ واهروب واطن الأم ورما
بانم نها ومااس تتر عن حس ن ني ة او عنم كرو تخط يطول ؤم )

في حين لم اكن اقصد والله العظيم وأنا ارقن بسرعة من كيبوت ليس فيه حروف عربية ملصقة او مدموغة عليه, كوني, غير جملة واضحة, هيّ:

( في الرواية كشف وتحقيق في ظواهر وبواطن الأمور, ما بان منها وما استتر عن حسن نية او عن مكر وتخطيط ولؤم )

وهذه مشاكل لم تكن واردة بقوة قبل عالم الرقن الإلكتروني المباشر والتسرع في الضغط على زر يخون…ويا ما تخون الأرزار ويا ما ستكون حاسمة في تشكيل المصير البشري اللاحق…بل منذ اليوم.

@@@@@@@@@@@@

هل تساءلتم, وانتم يبطحون نساءكم مثل بقرة, وترشون فيها كلّ ما تستطيعون من اثمن ما في الوجود…ملايين البشر والجيوات الممكنة و هل تساءلتم…من هيّ…في الاصل وما حكايتها ؟؟

وهل هرشتم مرّة شوشة رأسكم, المليئ بمشاكل أرضية عابرة وتافهة, وتحل بمكالمة أو ضحكة او إعتذار وعناق وقبلة…هل تخلصتم مرّة من مصائبكم التافهة و وتساءلتم مرّة واحدة بجدّية, وقلتم بصوت عالو أو خافت:
- لماذا يخرج منيّ ملايين الحيوانات الحياة الممكنة, لتموت كلّها, وتعدم هدرا, بعد قليل متيبسة في بقايا لطخة على قماش أو سيارع بمسحها في منديل أو غلقائها في غسالة المانية لا تترك اثرا ؟؟؟

لماذا يا عباد الله…لماذا …؟؟

وواحدة فقط منها سليمة, تساوي عند جيرانكم في أوروبا التي تراقب بعين ماكرة لهوكم, على بعد ساعتين فقط بالطائرة ؟؟؟, لماذا سعرها الآن عشرات الآلاف من الدولارات ؟؟ وهل حسبتم غناكم المفروض ولو للتسلية…وما عندكم من رصيد ؟؟

@@@@@@@@@@

تساءلوا لماذا تتدافع كلّ يوم, ملايين البويضات المنوية وتتسابق, آخر كلّ ممارسة جنسية في الآجل الثلاثي المعروف للمرأة بعد الحيض والعلامة….لمذا تتسابق ملايين البويضات, للوصول إلى حوض الحياة في رحم المرأة ؟؟؟
والله الذي يمسك يخيوط كلّ شي, الم يكن قادرا على توفير هذه البويضات التي تباع الواحدة السليمة منها الآن في أوروبا ببضع آلاف من الولارات, لتوضع في أنبوب, أو زجاج, او آلة, وتعوّض رحم إمرأة معطوب ومرّ وغير صالح ؟؟؟

الم يصلكم خبر من جريدة تافهة او جادّة, عن مليونير, اهدى لحبيبته وزوجته ولدا أو بنتاو وهي التي لا تُنجب أبدا..وابدا. بل من النساء من تنزع الرّحم لاسباب معينه مرضية أغالبها او ارهاق في ولادة مستعصية, ولكنها, يمكن عبر وضع بويضتها الحوض, مع بويضة حبيبها أو زوجها, ان تُخصب…وأن يتفخ فيها الله, لأمر الحياة ؟؟….الم تتساءلوا…إذا كان الأمر كذلك, فلماذا يسرف الله في ضخّ بيضه المقدّس المليئ ببذرة الحياة المُعقّدة, في أعطن مكان نجس. عندنا ايضا, وتخرج من أعطن مكان نجس عندنا أيضا, وأعني القضيب الذكوري, ومهبل المرأة وطريقه, صوب الرّحم…؟؟…لماذ لم يتساءل أحدكم وحده, في يوم من الأيام عن هذا السرّ الذي يبدو تافها…لكنّه أولّ الخيط…وهو بداية المسألة.
هوّ بدايةُ, باديةِ, ما جعلني أقرّر أن افضح فلسفاتهم, وآدابهم, واسرارهم, ومؤامراتهم الخطيرة. لتعطيل الشرق. وإلهاء الشرق. وإسكات الشرق..مرّة بالحلوى. ومرّة بالإغتيال المعنوي أو المادي. ومرّة بخلق فتنة تسلخ حمسين سنة من عمرنا, ومرّة بتزوير نصوص من الأحاديث, والأخبار, وحكايات الصالحين والطالحين, من الطبري لأبن كثير ( اخطر قنطرتين مررنا بهم ونحن نحمل حزم تراثنا في شكل مدوّنات مكتوبة وتطبع من جديد إلى اليوم وإلى يوم يبعثون )….وصولا إلى دسّ ملوك أو وزراء, أو قادة, في شكل غضبة متفعلة لا راس ولا أساس لها, مثلما فعلول مع ابن رشد, حين احرقوا نصف مؤلفاته, وأجبروه على إحراق ما تبقى بنفسه, بأن رماها إلى النار الموقدة بنفسه, لأنها مجرّد شروح لمتن تعب في جمعه وإثباته كلّ عمرة…فألقى الكتب الثلاثة الأخيرة بنفسه في النار, وهو يقهقه…لانه عرف أنه ليس أوانه…وأن للربّ حكمة, في ان تحترق مخطوطاته وكتبه في لذك الزمن المبكر بعد من الحساب. وما ثمّة شيء …وما ثمّة أمر. إلا وحقّ الله, له سبب وجيه. لكننا قصّرو واطفال تلهو بأصابع اقدامها, فلا نرى, أو نصمّ آذاننا ونحسب أن ما نسمع لغو. وتضليل….وما هوّ ودين ربيّ بتضليل.

انتم تبصقون على وجه سعودي أو كويتي أوخليجي يرش مليون دولار على رأس راقصة, لأنه لا يعرف ماذا يفعل بأموال لا تنتهي خرجت من عطن الأرض في شكل نفط وزيت وغاز كريه …

وتنشر طل الصحف اليسارية المعارضة والصحفيين الباحثين عن الخبر المثير صورته وهو سكران يرشّ رأس الراقصة الفاتنة بريش الأرواق النقدية الخضراء المليون…وأتحدى ايا منك, لم تعتره رغبة في نسيان وقاره, والبصق على صورة الشيخ الشاب السكران اللاهي في قصاصة الورق.

ولكن بحساب بسيط…لنترك آبار نفطهم جانبا, وسنعود إليها…ولا تنسوا ان الغرب انفسهم هم الذين قالوا لهم…هذا الماء الاسود العطن الكريه اسمه زيت ونفط…واحفر ما استطعت في ارضك..ودع الخضرة والبقول وحرث الأرض ورعاية الدابة والخلق…وهات لنا تعويضا لك على ذكائك العبقري في الإكتشاف الذي ( لا تقل لأولادك ولا تذكرهم أنه إكتشافنا نحن…ليكن سكوت عن الأصل)

اتركوني الآن من متاهة حكاية النفط وأصولها…واول خيوط التضليل في منطقة اوسط الشرق وكتف افريقيا ورقبة آسيا…اتركوني بربّكم الآن من النفط العطن….ولنعد لما هوّ أسمى.

هل حسبتم قيمة ما يخرج من ثقب في حجم راس عود ثقابو بقضبانهم المُستوفزة على الدوام ….ثقب صغير هو مدخل ومخرج حلقوم عبقري يخترق اللحم والعصاب ويمهد الطريق لعبور موكبة ملكية كلّ يوم…تخرج منكم بدعكة صغيرة, تثيركم, وتفتح منكم بئرا تفيض بثروات لا تقدرّ بحساب البشر…ولونها ابيض او اصفر بدل ان تكون عند أهل النفط اسود…؟؟؟

طيّب سأريحكم…أنا حسبتها منذ عشرين سنة أو تزيد, وقلت اريحكم من البحث والجهد:

أنتم ( يا رجال, يا فحولة ) تبصقون في رحم المرأة مع كلّ نهاية عملية اتصال بها من اي فتحة سويّة ( الفم – الشرج- المهبل ), انتم تبصقون مساحة قدرها بين متوسط ستّة إلى سبعة مليمتر, من السائل النووي المنوي المليئ بالحياة….ولونه اصفر, ودائما أتكلّم عن العادي المتوسط الطبيعي منكم…وفيكم من يبصق أقل أو أكثر.

والآن, سعر البويضة في البورصة الغير معلن عنها إلا في ملفات امر الأطباء العباقرة في أروربا…وخاصة في ألمانيا, مركز تحديد بورصة كلّ شيء في الدنيا يحتاجه البشر أو قد يحتاجه لاحقا…سعر البويضة في السعودية مثلا, يقدر ب (18000 درهم(4930$) ).
وهذا معلن عنه, وهو ثمن بخس لشراء إبن سويّ في السعودية من نسل فحل خانته لأسباب ما فحولته أو ركب وسيقان حيوانته النتوية, فراح للطبيب يُركبها تاكسيى بلوّري مريح اسمه العلمي (أنبوب).

وفي اليابان التي بدات تُخصىو وفي روسيا, وصل بعض المليارديرات إلى دفع أربعين مليونا في بويضة واحدة….وااااحدة..

لنترك الروس واليابان الىن وهذه المليارديرات التي ستدوخنا…

ولنعد للمواطن البسيط الفلاح أو العامل الذي يقوم الصباح وهو يكشر في وجه الله, ويسبهو انه لم يقبض روحه في المنام, ويسب أولاده ويرمي بالحذاء زوجته دون ان يقوم او يقوى على القيام من مكانةو لانه اثقل في شرب خمرة رديئة أو ملأ بالبطيخ والعجين والمحشي والدهون والكوكاولا والتبغ بطنه وصدره.

لنأخذ الآن هذا العبد المحروق الذي تتكاير منه كريات الشرّ…ويتوعد الله بالويل والثبور واحراق قرآنه, والبول على أجداده الذين تسببوا في مجيئة إلى الدنيا الكلبة…لنعد إليه معا:

نحن الآن ندخل بيته, والصبح قد لعلعل والنهار قد أبلق وشعشع كما يقول الرئيس المصري المخدوع التافه السابق, محمد مرسى العياط, وهوّ يعيّط في خطبه المهزلة البائسة….لنعد لهذا المواطن الغلبان الكفران الشقيان الغضبان النعسان ,,,الحانق على الله والكون بسبب فقره. وأن رصيده في البنك أو تحت الحصير لا يكفي ثلاثة ليال أخرى !..

وهاهو يصرخ في زوجته, شاهرا عضلات لسانة المنذر, صائحا:
- هل ذهب الأولاد كلّم للمدرسة يا امرأة ؟؟

- فتجيبه بنعم.

- فيأمرها أن تترك ما بين يديها وتلتحق به في الفراش فورا.

- وتلبي البهيمة الأمر.

- وهاهوّ بعد خوار ثور ووحش كسير منهك. يبصق في رحمها سر الله…سبعة مليمتر كاملة من بيض الربّ وسرّ الحياة واثمن ما فيها…وهي في نظره قليلة, ولا تكبر عن حجم بصقة من فمة مثلا…لكن. لتدعه يتجمّع ويتفاخر بانه الفحل العبقري.

ولنحسب معا…نحن الأذكياء يا أخوتي ,..لنحسب بالمتوسط ماذا رش في مهبل بهيمته التي يمارس معها الجنس وكأنه يغتصبها إغتصابا…بلا رحمة, ولا قبلة, ولا كلمة, ولا مُداعبة, ولا لمسة حنان ولا نظرة إمتنان ولا إعتذار ولا عناق ولا دمعة تأثر.

لنحسب لهو لأنه جاهلو ما بذّر وانفق اليوم, فقط في ثلاثة دقائق من هذا الصباح :

سبعة مليميتر( 07 ):
( هي حجم ما ينزل منه )

ضارب عشرين مليونا ( 20 مليون ):
( هي متوسط عدد البويضات في الميليمتر لديه )

ضارب سعرها اليوم في السعودية: حسب بورصة مرعبة هوّ
(18000 درهم(4930$) ).

لدينا بالدرهم السعودي ( مبلغ صرفه في ثلاثة دقائق, وقدره):
( ستة مليار, وتسعمائة الف ومائتين من الدولارات, وهي بالدرهم السعودي : بصراحة لا أعرف قراءتهو رغم انني من أفضل الطلبة الذين درسوا الإقتصاد في ألمانيا…وبشهادة البروفيسور زاموش, اسطورة صابل أكاديمي بمونيخ نفسه…ولكن هذه قصة أخرى…الرقم امامكم…واقرؤوه أنتم بطريقة ما / 690200 USD = 2535104.6000 AED ) وأعتقد انه ثلاثة وعشرين تريليار وثلاثمائة وواحد وخمسين مليارا واربعمائة فاصل ستة وثلاثة اصفار من الولارا الخضراء….)

وإذا عرفنا أن أغلب الفلاحين والعملة والبسطاء, يجهدون أنفسهم لبصقة أخرى, حتى ولو عن جهد جهيد, ليثبتوا لبهيمتهم بأن فحولتهم لا تقهر, رغم ضيق الحاجة…وأنهم يعوضونها ما تلقاه من شر وازدراء واحتقار, بهذه البصقة الثانية….

بصراحة, تعبتُ من العدّ…وأنا ربيب الأقتصاد الذي امضى حياته في احصاء عدد حبات القمح في الدنيا….تعبتُ وساخرج من هذا الموضوع الذي يحتاجني ألف سنة اخرى…وليس لدي الوقت للمزيد من الشرح…حقيقة أعوّل كثيرا كثيرا على فطنتكم, قبل ان يفطنوا إلي,,. ووعزّة الربّ لن يرحمونني ولن يتركونني ولو دقيقة واحدة زيادة…لأنني أراهم…اراهم في أبشع صورهم وهم يتربصون…ولا اقصد طبعا كلّهم…فتسعة وتسعين منهم لا علاقة لهم بالأمر…بل هم اطيب خلق الربّ وقد ينتحر الواحد منهم لؤية بقرة أو كلب يضرب بوحشية عندنا…لأنها بهيمة الربّ ولأنها حياة..وسرّ ومن ممالك وامم غيرنا…وأغلبهم يفعل ذلك دون وعي وأنما بعريزة السلام والمحبة الجبارة في البويضة التي كوّنهم والتي وصلت من الأجداد غلى رهم أمّهم….نعم من الأجداد الطيبين,,,وأوّل الأجداد, إلى رحّم امهم….وأنا أعني ما أقول,,,
- تساءلوا الآن السؤال المنطقي: لماذا لا يشتري منا العرب بويضات ولو بصقة واحدة, تغني الواحد من المهاجرين لحد أحفاذ احفاذه…لماذا ؟؟؟

الجواب بسيط: لأنهم لا يشترون إلا ما يثقون أنه روح أجدادهم, المكورة كالجنين بقدر من جديد في فصّ لا يري من بويضة لا تكاد ترى إلا بالمجهر…

ودعكم من هذه الأسئلة التي وراءها جشع أرضي ولو من بعيد بربط السؤال الفلسفي بعدد الدولارت التي سالت لها لعاب أغلبكم بالتأكيد…

ابدؤوا منذ البدايات…واسألوا الآن :
- من هؤلاء ؟؟؟
- من هؤلاء الذين يركبون عربات مليكة لا يقدر على صنعها إلا الله, في شكل بويضات مستديرة بذيل كالرادار يوجهها في السباق المعلوم إلى اليمين او اليسارو وتضرب به مخاط جدار الرحم, حتى يصل الأقوى, والاجدر ( شرّا كان او خيرا…قابيلا كان أو هابيلا )

نعم…بدأتم تفهمون…وهذا الذي اشرحه لكم منذ ساعة…لم يسبق أن دوّن في ورق ولا إلكترون ولا يبغي أن يتحدث به بشر جهرا, ابدا…ابدا…وإلا فهي تعديل كفّة الميزان…وبداية سقوك عرش الغرب…عرش الغرب الذي يحفظه دائما أربعة أو خمسة فلاسفة من طينة العباقرة العباقرة…ويتوارثون السرّ بدون تدوين ولا رقن ولا كلام…هيّ الآلة العبقرية التي تسيّر نفسها بنفسها…آلة مخيفة مرعبة جباّرة…الشياطين والأبالسة امام جبروتها مجرّد فراخ وعصافير تزقزق أو تنقر ….وأكثر.

وهؤلاء رضعوا من فلسفة…فلسفة شريرةو ماكرة لا تظهر للعيان, فهي مكسوة بملاين الطبقات من ألمنيوم العبارة, المضللة…

وياااا ويح…سااااا ويح من فطن إلى أوّل الخيط

وسمى اسم الله المائة الذي الذي إكتشفوه قبلنا بالاف السنين…

إسم الله المائة الذي هو اسهل شيء…وابسط شيء وهو أمامنا كلّ كلّ الوقت…يردده الصبي والغلام والشاب والكهل والشيخ عشرات المرات يوميا وفي كلّ مكان…وفي كلّ زمان…لكن لا أحد انتبه أن الترديد لا يكفي…وان اسم الله المائة مفتاح خطييييييير مرعب جبار…وانه ينبغي أولا الإيمان به. ثم حفظهو ثم نسيانه, ثم الشروع في استعماله بعد تدريب واستحضار روح الله ما لا يقل عن نصف عمر بشري….ولم نعرف من خروج السر من ايديهم إلا إستثناء في مرات قليلة وعادت بسرعة وطمس آثار من فطنوا بكل الطرق…لم نجد استثاء واحدا في كلّ ما بحثنا ودقّقنا وراجعنا, إلا في ((( قلّة قليلة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة )))

@@@@@@@@@@@

( عليّ أن انهي اليوم…تعبت من الرقن, وقد يغمى علي…وعليّ ان أركز من أجلكم أنتم وليس من أجلي…غدا نعود للموضوع الأهم…وما سبب هروب الصديق علي مصباح, الذي لم يكتفي بأنه اتكأ علي قلبي بأضافره, واجبرني مكرها على حذف ثلاثة فصول من روايتي هذه تتعلق بالتعرض لنقد وتقيم كل الشعراء والبدعين المعروفين العرب تقريبا…بل زاد في رعبه مما سأقول واصرح…واقفل صفحته دوني ببلوك , لأنني ناقشتة في انه من الممكن أن يكون اخطأ في ترجمة عبارة واحدة من كتاب نيشتة وهو اول من ترجمه ترجمة جادة حدا…لكنها خطرة

والآن لن اكتفي بمناقشته في عبارة واحدة…كما كنت سافعل واسكت وامر لإلى غيره…لكن هروبه مريب…لذلك اجبرني ان انقب كل الوقت عن مكان وسبب خوفه…ويا لرعبي أنا…يا لرعبي
وأنا انتبه إلى انه أخطأ وتسرع في ترجمة عبارتين أخرتين…
في ترجمته الفلسفية الفذة…التي لا ياتيها الباطل ولا الشيطان من جهة, كما يظن…

يا ليت كانت المصيبة فقط ذلك…

وجته يستعمل عبارة المانية…هي الماني مسجلة وللألمان فقط..لا غير…وهي سر سر سرهم الخطير

وهذه العبارة هي عبارة ( ) ( والتي وجدت في كلّ كلّ لهجات الأرض التي اعرفها, عبارة واحدة فقط, ويا للغرابة مسجلة باسم تونس…تونس فقط…وهذه العبار ة استعملها في احد نصوصه الابدعية, وترجمها إلى ( ثقب الطيز ) في حين ان ترجمتها العبقرية هي عند التونسة فقط…وهو عبارو ( صُرْمْ) ووراء هذه العبارة حضارة كاملة…ووراءها وجدت سر الألمان ولبّ لبّهم وكنزهم المدفوون بحرص الشياطين والأبالسة والجبابرة…

فعبارة ( Arschloch ) ..تسمعها في ألمانيا في اليوم على الأقل مائة مرّة في الأحياء الراقية…وفي الأحياء الأقل رقيّ وفي البارات الصغيرة, هي تقريبا ثلاثة أرباع اللّغة الألمانية…نعم ( الصُرْمُ ) او كما ترجمها هوّ سي علي مصباح في احد نصوصه الإبداعية وليست الترجمات…حين ترجمها بعبارتي ( ثقب الطيز ) وكم كان مثخاتلا ومراوغا وهو يخفي عنا السرّ…ولماذا ترجمها هكذا بالتحديد…هذا موضوع فصل الغد…احد اخطر الفصول….واقساها..واعمقها…فصل ( الصُرم ) أو ( ثقب الطيز ) (Arschloch)

فصل علي مصباحو اخطر مترجم تونسي, تعطيه اللغة أسرارها…وهو يعرف.

( كمال العيادي – مكتب القاهرة )

CONVERSATION

0 comments: