ربما آخرُ الصّوتِ يا عبد الرزاق/ أسعد البصري

"نيفاً وتسعين شهراً أنتَ تشتعلُ 
أَطْفيءْ ، فَقَدْ أَيْبَسَتْكَ النارُ يا رجلُ " 
عبد الرزاق عبد الواحد 
ستموتُ عظيما ، وفياً مثل كل الأوفياء الكبار 
وسيبقى الدبى يزحف ليصعد شجرتك ، شجرة المنتهى 
يبقى الغدر محفورا على جباه أعدائك 
كيف ينالون منك 
وحولك القبيلة الكبرى ، و فرسانها ، و مضارب العرب 
أنت يا عبد الرزاق حصار الحاقدين ، عزلتهم في الليل 
مقتل الشعوبيين و غصتهم
نهاية المعاني ، و عمق الصحراء ، و أحلام سومر 
هنيئا للصابئة ، و للعرب ، ولمدينة العمارة العظيمة ، و للعراق 
أيها التراب العائد إلى الأرض 
قبض ريح هي الحياة 
و تبقى الأعمال الخالدة التي تستحق الذكر 
المواقف الصعبة ، والآثار الشعرية 
فلتمت يا عبد الرزاق ، وتأكد بأنك لم تخرج من العراق 
بل خرج العراق معك معك 
لقد ماشى الغضا الركابَ ، ركابَ عبد الرزاق لياليا 
ولسوف يجلس القرفصاء هذا العراق العظيم عند قبرك ويرثيك 
وليبق ذكرك المتفتح يا آخر الفاتحين
وليرقص الصفويون على جثتك 
كما رقصوا على جثة صاحبك
" يا عراق 
ربما آخرُ الصّوتِ هذا 
بعدهُ يُرْفَعُ الملكوتْ 
فلتُفَتِّحْ كلُّ المجاهيل آذانها
مَنْ يقُلْ بابلُ تفنى 
بابلٌ لا تموتْ 
مَنْ يراهنْ على جوع أهل العراقْ 
زادهم صبرهم وهو ملء البيوتْ 
مثل سقراط 
في بلدي أموتْ 
لا أبيعُ دمي 
أو أدور به في القرى والبيوتْ " 
عبد الرزاق عبد الواحد / السر الخالد

لقد تعامل الشاعر الجواهري مع الشاعر معروف الرصافي كما يتعامل تلميذ مهذب مع أستاذ كبير . 

ورغم أن الرصافي مشاكس كبير ، ولم يسلم من نقده أحد حتى عليّ بن أبي طالب ، كان الرصافي يصفه بالفشل . 

مع هذا لم يؤثر ذلك بالمحبة بين الشاعرين الكبيرين ، وحين مات الرصافي رثاه الجواهري بقصيدة عظيمة قال فيها 

" لغز الحياة وحيرة الألبابِ 
أن يستحيل الفكر محض ترابِ " 

بذات الإحترام تعامل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد مع أستاذه الجواهري . 

لم يقل الجواهري يوما بأنه أفضل من الرصافي 

كما لم يقل عبد الرزاق يوما بأنه أفضل من الجواهري 

المشكلة في دود الأرض ، و النطيحة ، والمتردية في هذا العالم 

لا مشكلة بين الكبار

CONVERSATION

0 comments: