مزارَاتْ الزَمْن المُر/ خالد الأسمر

ليلٌ لامَ النائمين الذين
يتلذذون بذواتهم الذرية،
ذائبون في العالم السفلي،
زائرون لمزارات الزمن
الصاخب.

يسود وجوهم وَجَمٌ
ووجع أصيل وصديد،
أرتكبوا الخطيئة الأولى،
فهاموا على أعقابهم لأعوام
وأيام وسنين.

متاهات في الوهاد والقلوب،
والثلوج والرعد والأعاصير،
تطرق بوابات الدهر الهارب.

أحلامهم في يم عميق،
منارات موعودة انطفئت أنوارها،
مسارات مباركة لم تبارك أفراحنا،
أشارات مقدسة لا تلوح في الأفاق.


آهذا الصدى وليد اللحظة المضيئة
أم غيمة على القلب؟
يلقون السمع لمواويل المدى
أصواتهم نسياً منسيا.


غارقون في الغرف المظلمة
ولا من منقذ من ضلالات الأمس،
السقم عمَ البلاد والعباد،
السواقي الوفيرة شحت
وساد ما لا يخطر على بال،
وبال فوق وبال، شواظ من نار
يتشظى فوق شطآن محترقة،
شمس حارقة تغدق غمار
غلال مرة.
 
سفينة نوح لا تجيء
والبحر من أمامهم، وورائهم،
ومن تحتهم،
لا مفر اليوم من التشبث بطوق
النجاة. 

لا مفر اليوم من سؤال رب السماء
الصفح والغفران.

CONVERSATION

0 comments: