لماذا لدينا كل هذا الشغف بشخصنة المواضيع ؟؟
لماذا يحرص الناس فينا على وجود رمز ,دليل ,شخص بعينه !!!
لماذا كل خطوة فى حياتنا لابد أن تكون متعلقة بسين أو صاد من الناس ؟؟
أهذا يرجع لحب شعبنا للأساطير .... وجريه وراء الفارس المغوار الذى لا يشق له غبار ...
نعم فلم يكن الوضع قاصرا على سيندريلا وأميرها , ولا على عنتر عبس وما فعله حتى يأتى بالنوق الحمر مهرا لعبلته , ولا حتى هو إقتصر على أبى سعدة الزناتى خليفة
فقد إمتد عشق الأساطير الى الزعيم الراحل ناصر الحرية ,وتعداه للزعيم المؤمن صانع النصرجالب الفجر من وسط الغيوم , حتى إنه صنع اسطورة قائد الضربة الجوية والتى كذبها التاريخ وإتضح أنها مسروقة ...
ولما كانت ثورة 25 يناير اليتيمة بدون أب شرعى ألتقى الشعب على الدكتور البرادعى متمنيا أن يقبل الإعتراف ببنوة الطفل الذى شهد له العالم أجمع بالنبوغ والعبقرية
ولما تأبى الدكتور البرادعى بطريقة أو بأخرى ,ولما تبارى الجميع ليوصم الجميلة بعار قضاء لياليها البنفسجية معه , ليوهم الجميع بأنه أب شرعى لهذا الجنين العبقرى ,ولما لم يقتنع الشعب بأيهم فارس وملك وأب روحى
فما كان من النساء إلا التبارى لتحمل التبعة ,وقد كان لنا سوابق أعمال مع حاكمات مصريات يشار إليهن بالبنان , حاكمات قويات رابطات الجأش مثل كليوباترا وشجر الدر ونفرتيتى وغيرهن الكثير
عندها نأح علينا العرق الصعيدى بإسم الدين فقال إدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله .... وقال لعنت أمة تولتها إمرأة فحكم فينا لمدة عام ولقب نفسه الحاكم بكلمة الله
ولأننا شعب متدين بطبعه إستبشر به خيرا ,وكان ينتوى أن يلقبه بحاكم الثورة الأب الشرعى الفعلى برغم أنه لم يكن ولكن هى جذور فى أعماق وثقافة شعب
وعندما فشل الحاكم بكلمة الله وثار عليه الشعب حين أدرك أنه دخيل على ليل الجميلة ولم يكن أبدا هو فارس أحلامها ولا أنيس ليلها وليس هو بأب لطفلها ولن يكون
ولما ظهر البطل الأسد ولوح للشعب من بعيد ,هرع الجميع إليه ,وقف هو بطيبته ,بتواضعه ,ببزته العسكرية متخايلا بها رافعا رأسه فى عزة وأعلم الجميع أنه لهم السند وأن له منهم التأييد فصار هو الأب الجديد
صار الرمز ,صار الشخص
وكما صار الشخص المنتظر للجموع الشعب ,صار هو الرمز المكروه لمعارضيه ,صار هو الرمز الذى يطرح عليه كافة إحباطات كارهيه ورافضيه !!!
حتى ونحن اليوم نستعد للإحتفال بذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة التى هى صنيعة بطل الحرب والسلام السادات ,وبالطبع وقتها لم يكن موجودا رزمنا الأسد المذكور !!!!
إلا أننا كشعب إعتاد على شخصنة الأمور إنقسم كعادته الى مؤيد سوف يشارك فى الإحتفال حاملا صورة الرمز الذى لا يمت بصلة الى الحرب إلا أنه قد إنضم فيما بعد لفريق العمل وتواجد تحت المظلة !!!!
كما سيشارك المعارض بالسباب واللعان وأفظع الألفاظ لنفس ذات الرمز الذى لم يكن موجودا وقت الحدث الأصلى وهو العبور منذ 40 سنة !!!
أتساءل لماذا لا نحضر هذه الإحتفالات كلنا حاملين صورة صانعها السادات رحمة الله عليه !!!!!
لماذا لا نرجع الحق لأصحابه ..........
ولكن طبعا فى هذه الحالة سوف يمتنع قاتلى السادات ومؤيديهم ومعاونيهم ومشجعيهم عن الإحتفال وإلا نكون شعب تاهت بوصلته وأصبح غريب عن دربه ,, لا يعقل أن يحتفل بذكرى شىء من قام بسفك دم الصانع هذا الشىء ....
ولكن على كل الأحوال ما أردت قوله هنا أن إحتفالاتنا بذكرى أكتوبر لا تخص من قريب أو بعيد الفريق السيسى ولن يكون مسموحا أن تلبى دعوات البعض بإدارة أغنية تسلم الأيادى فهذا خارج السياق
إحتفالات أكتوبر معروف من صانعها ومحفوظة أغانيها وغير ذلك ضياع وإعتراف منا بأننا شعب ريشة فى مهب الريح
فهل نريد أن نكون بالفعل ريشة فى مهب ريح التغيير !!!!!
لا أظن ............
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق