طريقة الإنجـيل التعـليمية بالأمثال والتشابـيه والقـصص/ مايكـل سـيـبي

جاء الرب يسوع المسيح في زمن كانت الفـلسفة مقـتـصرة عـلى الفلاسفة ، والعـلم عـنـد أهـل العـلم ، والكـتابة عـنـد الـكـتبة فـقـط ، ولكـنه في ذات الوقـت جاء للجـميع الـذين غالبـيتهم كانـوا أميّـين يتعاملـون مع الأرض والبحـر والسماء فلا يعـرفـون إلاّ الرياح والغـيوم والماء والزرع والحـيوانات التي يستـخـدمونها للعـمل ثم النباتات والأشجار وإلى آخـره .
ولكـن المسيح جاء ليعـلمهم فلا جـدوى أن يتكـلم معـهم بالتـكـنولوجـيا أو بالكـيمياء وغـيرها من العـلوم التي تـتـطـلب أناساً دارسين ، لـذا ولغـرض إيصاله تعـليماته ووصاياه ، إتبع أسلوب الامثال والقـصص التي تقـرِّب الفـكرة إلى أذهانهم ، فـحكى عـن الزؤان والدابة التي تقع في الحـفـرة بـيوم السبت وعـن هـيجان البحـر ، والخـبز المتـناثر من الموائـد وجاء عـلى ذكـر الكلاب مثلاً وهـكـذا .
إن المسيح لم يقـصد الكلاب أنـفـسم ولا الـدابة نـفـسها ولا الزؤان وإنما كان تشبـيهاً لا أكـثر ، وهـكـذا إتبع مار بولس الطريقة ذاتها مستخـدماً الأمثال والصور المبسطة لإيصالها إلى أذهان الناس ، إن هـذا الأسلوب متبع حـتى في العـهـد القـديم .
فـفي رسالة مار بولس الرسول حـين يريـد أن يعـرِّفـنا بمحـبة المسيح العـميقة لكـنيسته ، فـخـير مثال لـذلك ذكـرَ العـروس متشبهاً إياها بعـروس المسيح التي أحـبها وفـدى نـفسه من أجـلها عـلى الصليـب ، فـهل نسأل ونـقـول أين العـروس ومتى تـتـزوج ؟ إنه تشـبـيه رائع لأن أحـب شيء إلى الرجـل هي عـروسته  ، وهـكـذا مار بولس نـفـسه يصف أو يلـقـب تلميـذه ويقـول : أنا ولـدتك !! إن مار بولس ليس إمرأة كي يـلـد ! ولكـنه يقـصد شيئاً آخـراً الولادة الروحـية ، أي أتى به إلى الحـياة وإلى الـدرب الصحـيح .
وهـكـذا نحـن لا نمتـنع من أن نـتـبع في بعـض المرات الأسلوب نـفـسه لإيصال الفـكـرة إلى القارىء ، ولا داعي لأن نأخـذ الكـلمات بحـروفـها وإنما بمضمونها .

CONVERSATION

0 comments: