
والمأساة والخطورة هنا ليست في استغلال الناس البسطاء وتوظيف دور الافتاء والمراجع الدينية لخدمة المصالح والأهداف الضيقة،بل هو اصباغ صفة الهالة والقداسة على هؤلاء المشايخ،وتكفيرمن يتعرض لهم بالنقد،واعتبار أن رأيهم هو رأي الإسلام ومن يختلف معهم فإنما يختلف مع الإسلام،وهو من المارقين والكفار واهل الذمة وأعداء الدين!!؟؟،وفي هذا الجانب أشير الى التصويت على التعديلات الدستورية،حيث دعا المشايخ المصريين للموافقة على تلك التعديلات ومن ضمنها المادة 28 والتي تحصن اللجنة المشرفة على الانتخابات من الطعن،والتي ستعمل حتما في تزوير الانتخابات الرئاسية،والناس البسطاء الذين استغلهم المشايخ للموافقة عليها،اعتقدوا انهم بالتصويت عليها إيجابا فإنهم يحمون الإسلام.
نعم الذين أفتوا اليوم بتكفير الشيخ حسن نصرالله وبشار الاسد وبعدم كون الشيعة من المسلمين،وباستقدام القوات الأجنبية من أجل احتلال البلدان العربية،هم أنفسهم الذي أفتوا في خروج احمد عرابي عن تعاليم الاسلام،عندما حشد الجيش المصري للدفاع عن مصر امام الغزو الانجليزي عام 1982(ثورة احمد عرابي)،ففتوى خليفة السلطان العثماني انذاك كخليفة للمسلمين لعبت دوراًهاماً في هزيمة الثورة المصرية.
نعم نحن لسنا في العصر الذي كان يتم فيه الانتقاد العلني للخليفة،بل في عهد تقديس المشايخ وتحريم الخروج عليهم،حتى وإن كانت تلك الفتاوي تلحق الضرر بالإسلاموالمسلمين،المهم خدمتها لهدف سياسي وليس لمصالح الأمة،ونحن في عهد يجري الكذب فيه باسم الدين أيضاً لخدمة مصالح وأهداف وأجندات فئوية،وهنا أنا لا أتجنى بل أسوق حقائق،أوردها صديقي الكاتب علاء الأسواني في مقالته "هل يمثلون الإسلام أم يمثلون أنفسهم" فالأخوان تعهدوا بأن لا ينافسوا على أكثر من ربع مقاعد مجلس الشعب ثم نافسوا على المقاعد جميعاً وأثناء الانتخابات ارتكبوا كل أنواع المخالفات الانتخابية بدءا من شراء الأصوات إلى تشويه المنافسين لهم بالشائعات المغرضة والطعن على دينهم وقد تعهدوا بأنهم سيكتبون الدستور بمشاركة كل القوى السياسية الأخرى ثمنقضوا عهدهم واستأثروا وحدهم بلجنة كتابة الدستور،وقد تعهدوا مرارا وتكرارا بانهم لن يتقدموا بمرشح رئاسي وكالعادة نقضوا عهدهم... كثيرون من مشايخ السلفية ،في فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة، وقفوا ضد الثورة ودعوا المتظاهرين الى العودة الى منازلهم وحرموا الخروج على حسني مبارك ومنهم من حرم الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة،ولكنهم انقلبوا جميعاً بعد نجاح التمرد الاجتماعي وجيروه لصالحهم وغيروا أرائهم وانشأوا أحزاباً وخاضوا الانتخابات.
0 comments:
إرسال تعليق