ليلة عيد قيامة وطني/ لطيف شاكر

تلألأت اضواء الفرح واضئيت  شموع البهجة جنبات  الكاتدرائية المرقسية  بعد ان اكتست جدرانها  بالاعلام البيضاء مزينة بصورة قيامة السيد المسيح من الاموات  ايذانا ببدء قداس اكليل الاعياد القبطية .
وتوافدت حشود الاقباط  وجمع كثير من الاشقاء المسلمين علمانيون وعسكريون وازهريون  اثروا الحضور بانفسهم ليقدموا تهنئتهم لاخوتهم الاقباط  ويشاركونهم فرحة قيامة السيد المسيح من الاموات باكورة الراقدين وامل البشرية في القيامة الحقيقية 
وعلي الالحان الكنسية والانغام القبطية ذات الاوزان والايقاعات والمقامات الموسيقية البديعة التي حيرت مؤرخي الموسيقي العالمية  وارتفعت اصوات خورس الشمامسة بملابس الفرح يرنمون اعذب الترانيم  التقليدية  والضاربة في القدم  من العصور الفرعونية بعد تهذيبها  بالكلمات المسيحية والتي مازالت اصدائها وتنوع الحانها بين الحزن والفرح تصدح في سماء الكنيسة العتيقة وفقا للمناسبات والاجواء  الحزينة باسبوع الالام والمفرحة ببهجة ايام  القيامة
وكان  احتفال هذا العام يختلف تماما عن الاحتفالات المعتادة السابقة وكانه احتفال  من نوع جديد  وبشكل مميز  في  تحدي لشر فتاوي  المهوسين  فكان الاحتفال  كنسيا وطنيا تذكرنا فيه الزمن الجميل .
وحملت كلمة قداسة البابا تاوضروس الثاني عريس الحفل وعرابها  كل مشاعر الحب والتقدير لكل المشتركين بالحضور والمشاركة الوجدانية او عن طريق البرق او ارسال مناديب او ممثلين لهم وافاض الرجل بكلمات الشكر للمؤسسة الرئاسية وخلت من اي عتاب او لوم عن تقصير النظام  للدماء القبطية التي سفكت جهارا عيانا في وسط النهار في قرية الخصوص والاستهانة بالكاتدرائية رمز الكنيسة الوطنية العتيقة  لاول مرة في التاريخ القديم والمعاصر  ولم يستحوا من منظر الجناز المهيب الذي راح فيه سبعة من الاقباط غدرا واهمالا من المسئولين
وان صمتَ  البابا  فالاقباط ينطقون  بما يحملوه  من اوجاع وظلم خاصة ,بعد ان خرجوا من عباءة الكنيسة واصبح لهم رأيهم  وتواجدهم  الملحوظ, علي الساحة المصرية وفي كل الثورات المصرية والتظاهرات الوطنية , ولن يقبلوا اختزالهم في شخص انسان واحد مهما كانت قدسيته ووطنيته, واختلط الفرح بقيامة الرب من الاموات بالحزن علي فراق احبائهم دون ذنب او جريرة .
و الشعب القبطي كجزء لايتجزأ من الشعب المصري الاصيل  عبر بطريقته الراقية والمتحضرة عما يجيش في داخله  من شجون واحزان,  وكشف عن رؤيته تجاه نظام الحكم والادارة ومؤسسات الدولة , وذلك من خلال التصفيق  من عدمه وحسب حماسهم وترحيبهم بالضيوف اثناء كلمة قداسة البابا تاوضروس في قداس عيد القيامة المجيد اهم مناسبة قاطبة  للاقباط    .
 ومن  واقع التصفيق وقوته او ضعفه وعدمه يمكن تقييم  مشاعرالشعب القبطي تجاه الدولة ومؤسساتها  واحزابها  طبقا للاتي :
رفض الشعب التصفيق   للنظام ورئيسه  اوتحيته والترحيب به  رغم ان قداسة البابا افاض  بكلمات عذبة وطيبة للمؤسسة الرئاسية والرئيس  وليس هذا مجرد بروتوكول  اللحظة واتيكيت الموقف انما نابع من محبة قداسة البابا  واحترامه للحاكم كتعليمات الكتاب المقدس الذي يوصي الصلاة من اجل الرئاسات واحترامهم .وبالرغم من كلمات البابا الطيبة ا لا ان الشعب به رؤيته الخاصة .
وتكرر هذا الرفض والامتناع عن التصفيق  لمؤسسة الداخلية ولحزب الاخوان المسلمين  وفصائله المتعددة بما فيه التيار الديني المتشدد  وايضا  المؤسسة التشريعية الحالية  الممثلة في شخصين قبطيين  يمثلان مجلس الشوري فقط دون الاقباط الرافضين لهما .
ولقد كان للمؤسسة الدينية المتمثلة في شيخها الجليل  احمد الطيب وصحبه الكرام نصيب الاسد في تصفيق الاقباط والحضور الاسلامي حتي  كادت عيناي تدمع فرحا.
كان نفس الحماس للمؤسسة العسكرية  في شخص القيادة الحالية حصن الامان للوطن  وتهنئتهم الطيبة المعبرة عن محبتهم للشعب القبطي والعاملين الاقباط بالقوات المسلحة
وتماثل نفس التشجيع والتصفيق للفريق احمد شفيق الرئيس المنتخب الحقيقي  المتمثل في شخص االناشط الجرئ د.عبد الرحيم علي
وكانت نفس درجة الحماس والترحيب  للمؤسسة القضائية  المتمثلة في المستشار احمد الزند عن مجموعة القضاء المصري الشريف  والحر
وتناغمت حدة التصفيق والحماس والترحيب للمؤسسة الفنية و جبهة الانقاذ الذين اثروا الحضور بانفسهم دون مناديب او تمثيل ليؤكدوا علي  مشاعرهم النبيلة تجاه اخوتهم الاقباط   وكذا سيدات ورجالات الدولة وعدد كبير من السفراء الاجانب الذين جاءوا يشاركوننا فرحة العيد .
مااحلاها ليلة قيامة السيد المسيح لقد كانت   تظاهرة وطنية حاشدة  تحمل كل معاني الحب والود والاحترام بين ابناء الوطن العزيز شعب مصر العظيم
وجاءوا الاشقاء من كل الاطياف يفرحون مع اخوتهم  بالعيد حتي اخال ان العيد اضحي عيدان عيد القيامة المجيد  وعيد الحب السعيد واحتفلوا جميعهم مسلمين واقباط  بالعيد بعد ان رفضوا الاذعان لفتاوي تجار الدين ونباح اعداء الوطن وعويل المتاسلمين
شعرت بنشوة روحية مقترنة بطفرة وطنية  احسست ان السيد المسيح وهو يدوس علي راس الشيطان وقام منتصرا علي شوكة الموت وغلبة الهاوية انما  ينبأنا بعهد جديد منتصر للمصريين  قادم  لمصرنا الحبيبة حيث تتألف القلوب المصرية علي حب مصر والخلاص من ظلم نظام ابتلت به مصر .
هذا هو اليوم الذي نفرح فيه  بالانتصار علي الموت والكراهية  حيث اتحدت قوي الشعب تناطح  شر الفاسدين والمتنطعين علي مصر والاسلام  وهم ليسوا بمصريين او مسلمين   .

CONVERSATION

0 comments: