سقوط بيوت مُحرّمة/ د. عدنان الظاهر

( رسالة للسيد غورباتشوف )

أين يولّي قُلْ لي
وجهاً قصّادُ بيوتِ حرامِ
كمثابةِ إبراهيمَ مقاما
سقطتْ فسقطتُ كما يسقطُ زُرزورٌ في وحلِ
مشلولاً حتّى عجزتْ لقضاء الحاجةِ عن نقلي رجلي
كيف وأين يُصلّي
بعد سقوطِ بيوتِ حرامِ
رجلٌ ترك الدنيا
وتزهّدَ حتى ما عادَ سوى
شَبحٍ يتحدّبُ فوقَ عصاةِ الأعمى
ليُفاجأَ أنَّ الدنيا دارتْ
دورانَ الثورِ الإسباني المطعونِ
ومن ثُمَّ انقلبتْ
زانيةً ساقاها للأعلى.

أين يولّي من ضيّعَ مفتاحَ الأصلِ
تحمّلَ ما لم يتحملْ بشرٌ قبلا
من ضغطِ الأهلِ
ورقابةِ شرطيِّ اللأمنِ
وقضى أعواماً مخفيّا
وتشرّدَ في أرجاءِ الأرضِ
هَرَباً من زنزانةِ إعدامٍ أو سجنِ.

أين يولّي شَبَحٌ مثلي
بعد سقوطِ مدائنهِ قُلْ لي
أيقولُ فَقَدنا بالأمسِ القدسَ وبغدادَ اليومَ وعاصمةً نائيةً أخرى ؟؟

ماذا …
ماذا سأُسمّي نفسي
بعدَ سقوطِ مدائنِ أحلامي
وطنياً ؟
قومياً ؟
أُممياً  ؟
أمْ لا شيءَ بتاتاً ، قلْ لي.


CONVERSATION

0 comments: