لماذا.. أغرقوا مصر بالمخدرات؟/ مجدى نجيب وهبة

** فى عشرات السنين الأخيرة من حكم مبارك إنتشرت تجارة المخدرات بصورة مرعبة ومخيفة .. وتحولت الشوارع فى مصر إلى مقاهى وكافيتريات بصورة كثيفة .. وكان ذلك بتشجيع من الحكومة .. فكان إستخراج رخصة مقهى لا يستغرق بضعه أيام ، بينما كان الحصول على ترخيص كشك يحتاج بضعه سنين ، وعديد من الشكاوى للسادة المسئولين عبر بعض الصحف المصرية ..
** مع تنامى هذه الظاهرة التى بدأت تنتشر ، فتحولت الشوارع إلى مقاهى .. بين كل مقهى ومقهى ، مقهى أخر .. وإنتشر الدخان فى سماء المحروسه ، وزادت نسبة البطالة .. كما إنتشر بائعى الصنف من كل لون على جميع النواصى ، بتشجيع من بعض المسئولين ، بل إنه كانت تقدم صراخات وبلاغات عديده من سكان بعض المناطق ، إلى الجهات المسئولة ، والأقسام التابعة لها لإنقاذهم من تجمع البلطجيه وتجار المخدرات على جميع النواصى وأسفل العقارات ، وهم يتعاطون المخدرات بصورة علنية .. فى الوقت الذى لا يخشون مواجهة الشرطة أو الأجهزة الأمنية ، بعد تسلح هؤلاء البلطجية ، وتجار المخدرات بجميع أصناف الأسلحة  البيضاء والسنج والمطاوى ، وبعض الأسلحة النارية ، لإرهاب الشعب .. فى الوقت الذى يبدو أنه كان هناك شبه تواطؤ بين بعض ضباط المباحث فى الأقسام وبعض أمناء الشرطة ، حتى لو تم القبض على بعضهم لفترة قليلة يتنفس سكان هذه الاماكن الموبوءة الصعداء فيها .. فما تلبث بضع ساعات إلا ويتم الإفراج عن هؤلاء البلطجيه ويعودو إلى أماكنهم أكثر شراسة ، وأكثر إجراما لممارسه كل أنواع البلطجة والتجارة فى كل صنوف المخدرات .. وهم يزهون بأنفسهم ، لأنهم ببساطة إستطاعوا هزيمه الشرطة المتمثلة فى الأمن ، فهم أصحاب القانون .. وهم أقوى من الدولة والداخلية!!!
** كان الهدف من الوصول إلى إدمان الشباب أن يتحولوا إلى فئة مغيبة لا تعى ما يدور حولها .. لأنها تعانى من البطالة ، فلا مستقبل ، ولا أى أمل فى غد مشرق .. وبدأنا نقرأ عن جرائم بشعه مثل :
إبن يعتدى  على أمه لرفضها إعطائه أموال لشراء المخدرات ..
شاب يعتدى على والده بأداة حادة ويقتله عندما وبخه ورفض إعطائه ثمن المخدر ، وطالبه بالبحث عن عمل بدلا من التسكع على المقاهى والنواصى ..
 زوج يقدم زوجته لراغبى المتعه للحصول على ثمن المخدر ..
زراعه ألاف الأفدنه بالمخدرات وظهور إمبراطوريات المخدرات .. على سبيل المثال ، إمبراطور المخدرات فى الصعيد "عزت حنفى" .. الذى تمت معاقبته بالإعدام شنقا ، كما قدمت الشاشه الصغيرة العديد من الأفلام التى تدور حول هذه الظاهرة وتجارة المخدرات ، والتى تؤدى من الإدمان إلى السقوط فى الهاوية ..
** شاهدنا فيلم "عادل إمام" حتى "لا يطير الدخان" ، و"الإخوة الاعداء" للفنان "حسين فهمى" ، و"محمود عبد العزيز" ، و"نور الشريف" ، و"المزاجنجى" للفنان الكبير "محمود عبد العزيز" ، و"يحيى الفخرانى" ، والفنان "جميل راتب" .. وفيلم "سلام ياصاحبى" ، وفيلم "النمر والانثى" تمثيل عادل إمام وأثار الحكيم .. كل هذه الأفلام قدمت لنا دور المخدرات فى تغيب الإراده والعقول .. فهل كان هدف الدولة هو فرض هيمنتهم على هذا الشعب بإشباعه بالمخدرات .. فالمدمن والشقى يظل غارقا فى النوم طوال النهار .. بينما يبدأ ممارسة يومه مع بداية الليل حتى الساعات الأولى من الصباح ، حتى يصل إلى درجة الترنح وفقدان الوعى ، ويتكرر هذا السيناريو المرعب ، والدولة والمسئولين فى وادٍ أخر ..
** نعم كان الهدف أن يظل هذا الشعب عاجزا عن التفكير مسلوب الإراده والإحساس والفهم .. مغيب العقل لسهوله السيطرة على تحركاته .. وبدأت جرائم الاغتصاب تزيد فى الشارع المصرى وجرائم سرقه السيارات وخطف حقائب السيدات ، والسلاسل الذهبية .. ووصلت هذه الجرائم البشعه إلى خطف بعض الفتيات الصغيرات ، وقتلهم بعد انتزاع القرض من أذنها أو خاتم صغير من أصبعها  ..
** وبعد سقوط النظام السابق برغبة المجلس العسكرى فى إحداث تغير فى الدولة إلى الأفضل , عادت حكومه أخرى من البلطجيه والإخوان .. وبدأ تطوير المخدر ليتناسب مع أهداف الثورة المجيدة بإنتشار البانجو ، وحبوب الترامادول .. وهو مايفسر ضبط أحد مناديب جماعه الإخوان المسلمين ومعه مجموعة شرائط من حبوب الترامادول..... بل الأسوأ فى هذه الأيام .. إنه أصبح تناول المخدرات بطريقة علنية فى أكبر ميادين مصر .. وهو ميدان التحرير .. وقد ضبطت العديد من القضايا ، ولكن للأسف لا يتم التعامل معها ، بالشدة والحسم ، بل لا يتم القبض أساسا على أى متعاطى أو بائع للمخدرات .. والشاهد على ذلك تحول الخيام لبعض البلطجية الذين أطلقوا على أنفسهم "ثوار" بميدان التحرير .. إلى وكر للجنس والمخدرات ، بل تم فرضه على معظم المارين بالقوة .. وعلقوا لافتات فى مدخل كل غرزة بالتحرير ، كتب عليها "القياده العليا لثورة 25 يناير" .. ولم يعد تجار الصنف بحاجة الى الهروب من الداخلية .... بل  الداخلية هى التى تهرب من البلطجية وتطلب السماح والمغفرة!!!..
** وفى النهاية نستطيع أن نقول أن الذين أسقطوا مصر هو الإعلام ، والإخوان ، والبانجو .... والأن إغلقوا الأبواب حتى لا يطير الدخان .. وحتى لا يفيق هذا الشعب  .. فلا فرق بين الإرهاب والفساد ..

CONVERSATION

0 comments: