فرصة للراعي ليعود إلى بكركي وإلى أن يكون بطريركاً مارونياً/ الياس بجاني

متى 18/19 و20/: ""الحق، الحق أقول لكم: إذا اتفق اثنان منكم في الأرض أن يطلبا حاجة بالصلاة، حصلا عليها من أبـي الذي في السماوات. فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنت هناك بينهم".

فرحنا جداً بلقاء عدد من أقطاب قوى الرابع عشر من آذار المسيحيين (الرئيس امين الجميل، النواب ستريدا جعجع، دوري شمعون وبطرس حرب، والنواب السابقون فارس سعيد، نايلة معوض، كميل زيادة) في بكركي يوم الجمعة بتاريخ 22 حزيران/12، مع غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي في حضور النائبين البطريركيين المطرانين سمير مظلوم وبولس صياح.

ولأن المشكلة مع البطريرك الراعي كبيرة جداً وخطيرة جداً كونها تتعلق بمصير ووجود الموارنة، وفي مصير ومستقبل لبنان الدولة والكيان والهوية والنظام، وفي أسس ثوابت بكركي وبكل المفاهيم الإنجيلية، نقول دون مواربة أو ذمية أو نفاق وبإيمان قوي أن اللقاء هذا ممتاز وأكثر من ضروري ويعطي بشارة الراعي الراهب فرصة تاريخية لا تعوض ليعود إلى بكركي قلباً وقالباً وإيماناً وممارسات، وإلى أن يكون قولاً فعلاً وإيماناً بطريركاً للموارنة هو يعرف رعيته ورعيته تعرفه.

نقول هذا الكلام الصريح والمباشر لأنه للأسف ومنذ انتخاب الراعي بطريركاً مارس دوراً سياسياً مثيراً للجدل ليس دينياً في جوهره وأهدافه وأسلوبه ولا يمت لبكركي أو للموارنة أو للبنان الرسالة بصلة وهو لم يكن بطريركاَ مارونياً لا في تعاطيه مع بكركي التي أعطي لها مجد لبنان ولا مع ثوابتها، ولا مع المفاهيم الإنجيلية، ولا مع قيم ومبادئ الموارنة أنفسهم، ولا مع أقطاب وأحزاب الموارنة، ولا مع حقوق الموارنة، ولا مع أرض الموارنة، ولا مع الأسس المسيحية الحقة من محبة وتواضع وانفتاح وتفاني وشفافية وشهادة للحق وعيش في النور.

نعم المشكلة خطيرة جداً وحتى يتم حلها بين الراعي من جهة، وبكركي والموارنة ولبنان من جهة أخرى، على الأقطاب المسيحيين في 14 آذار عدم التعتيم أو التستر أو التعامي أو التغاضي على أي موقف من مواقفه العدائية للبنان والموارنة والكنيسة والشهداء. كما لا يجب القبول بأي من مواقفه المستنكرة تحت أي ظرف وهي كثيرة عربياً ودولياُ واقليمياُ ومحلياً، وكلها كوارث ومهينة للموارنة ولكنيستهم ولتاريخ لبنان ولتضحيات الموارنة واللبنانيين.

ولأنه لا يمكن حل أي مشكلة قبل تحديدها ومعرفة مسبباتها وكل خلفياتها ومن ثم إعتراف المعنيين بها دون لبس، لا يجب بلع أي مسكنات كلامية من مثل مسلسل ادعاءات الراعي بأن مواقفه حًرّفت أو اجتزأت أو لم تقرأ ككل لأن كل مواقفه الخطايا هذه هي موثقة بالنص والصوت والصورة ونقطة على السطر.

نعتقد أنه يتوجب على البطريرك الراعي إن كانت تقديراته السياسية محلياً واقليمياً ودولياً خاطئة والتي على أساسها بنى مواقفه "الكارثية" وخطابه الاستفزازي أن يصححها بجرأة على خلفية إيمانية بحتة ويعود إلى ثوابت بكركي الوطنية والإيمانية وإلى نفس النهج الذي اتبعه البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره.

أما في حال كان الراعي رهينة لأي سبب من الأسباب لإيران أو لسوريا أو لحزب الله أو لغيرهم عليه أن يستقيل فوراً ويتحرر ويحرر بكركي عملاً بقول السيد المسيح: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، والراعي في الأساس راهب وصاحب دعوة وقد نذر طوعاً العفة والطاعة والفقر.

بمحبة نقول إن المشكلة مع مواقف وخطاب وممارسات ونهج البطريرك الراعي هي كبيرة جداً وخطيرة جداً، وبالتالي أي تعاطي معها من قبل أقطاب 14 آذار المسيحيين يجب أن يكون على نفس مستوى حجمها وخطورتها.

من القلب نتمنى أن يعود البطريرك الراعي إلى روحية دعوته اللاهوتية ويتوقف عن إهانة ذكاء الموارنة والاستخفاف بإيمانهم وضرب كل تضحيات الشهداء. ولتعود له المصداقية المفقودة عليه بعد تصحيح مواقفه السياسية والوطنية أن يحيط نفسه بطاقم من رجال الدين والإعلام المشهود لهم بالشفافية والإيمان والوطنية وليس العكس كما هو حاصل حالياً.

أما فيما يتعلق بمذكرة أقطاب 14 آذار المسيحيين التي أفيد أنهم سيرفعونها إلى الراعي في اللقاء المقبل معه وفيها رؤيتهم لدور بكركي والموارنة ولبنان محلياً وعربياً ودولياً نتمنى عليهم أن لا يكون مصير هذه الوثيقة كمصير عشرات وثائقهم ومذكراتهم وأوراقهم السابقة التي بقيت حبراً على ورق ودون متابعة

يبقى أن من واجب أقطاب 14 آذار المسيحيين أن يتصرفوا كأبناء نور حقيقيين ويضعوا الموارنة واللبنانيين بأجواء حصيلة اللقاءات المستقبلية مع الراعي وبأجواء نتائجها النهائية بشفافية وصراحة وجرأة.


CONVERSATION

0 comments: