الخوف والعناد/ حسن سعد حسن

أيام قليلة ،ويعود الشعب المصرى مرة اّخرى إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد لمصر بعد ثورة 25 يناير وقد انحصر الاختيار بين رجلين هما ( شفيق )و ( مرسى ).
ووسط انقسام المجتمع المصرى أربعة أقسام
قسم يريد( الفريق) فهو يرى فيه( الجنرال) القوى، القادر ،مالك مفاتيح الاستقرار
وقسم اّخريرى فى الدكتور( محمد مرسى) الأمل أو(أردوغان ) مصركما يردد بعض مناصريه الذى يحمل مشروع النهضة.
وقسم ثالث قد قرر الذهاب ،ولكن لا ليختار أحد الرجلين، ولكن ليبطل صوته .
والقسم الرابع فضل البقاء فى البيت يشاهد الفضائيات ،والنقل المباشر لأحداث اليوم أى قرر (المقاطعة)
ولكن أكاد أجزم أن المفاضلة بين الرجلين لن تكون على أساس البرنامج الانتخابى لكليهما
إذاً ما المحرك الأساسى للاختيار ؟،وما معيار المفاضلة؟
الحقيقة الواضحة من المشاهدات، وما سمعته من عدد غير قليل من المواطنين أن الاختيار قائم على أساسين لا ثالث لهما وهما ( العناد )و(الخوف ).
فمن اختار شفيق اختاره ظناً منه أنه بهذا ينتقم من التيار الإسلامى، ومن اختار مرسى يعتقد أنه بذلك ينتقم من النظام السابق فى صورة (الجنرال ).
أما عامل الخوف فهو المسيطر الأقوى على العقول فهنا ك من اختار( الجنرال) خوفاً من المستقبل القادم على يد التيار الإ سلامى لو فاز مرشحهم، واعتقاداً منهم أنه سينتقم من كل معارض له ،ولجماعته ، وكل من وجه إليهم اللوم ،والعتاب يوما ما ،أو خوفاً من ضياع حلم المساواة داخل الوطن الواحد ،وعدم تحقق مبد أ المواطنة.
ونفس هذا العامل هو الدافع وراء من قرر أن يصوت لصالح الدكتور (محمد مرسى) أيضاً خوفاً مما أشيع أن (الجنرال) قادم لينتقم من الجميع ،وأنه سيضرب بيد من حديد .
إذاً فالاختيار لا علاقة له بالبرامج ولا بالفكر .
وحالة كتلك تدعو للخوف ،والقلق على مستقبل هذا الوطن فقد قامت الثورة لتنهى حالة الخوف، لا لتعيدها ،وتجعلها عاملاً مؤثراً فى الاختيار.
وكذلك الاختيار القائم على العناد لا يمكن أن يقدم لنا الشخص المقنع .
لذلك نرجومن كلا المرشحين الفاضلين أن يبعثا برسائل مضمونها الطمأنينة كى يستطيع الناخب أن يختار بعقلانية بعيداً عن الخوف ،والعناد .
فالصندوق لا يعرف النوايا

CONVERSATION

0 comments: