الطيار الذى غير مساره/ سمير احمد القط‏

بالأمس القريب ، كان يحظى بالرقم الأول فى الدولة المصرية لايرضى بغيره  رقماً بديلا او عدد دونه ً ، لعرشه ومقامه وسطوته ونفوذه  و اليوم  تبدلت الاحوال ليرتدى  الرئيس السابق حسني مبارك بدلة السجن الزرقاء سجيناً بين رفقائه في مستشفى سجن طرة ، الذي دخله يوم الاحد الماضى  عقب الحكم عليه بالمؤبد. والبدلة الزرقاء لمن لايعرف يرتديها عادة المحكوم عليهم كتلك  وهى التي ظهر بها وزير داخليته حبيب العادلي في قفص المحكمة السبت، حيث إنه يقضي عقوبة اخرى لهذا الحكم .ومن المعروف والمتعارف عليه  إن مسؤولي السجن قد قاموا يوم  الأحد الماضى بصرف تلك  البدلة الزرقاء للرئيس المتنحى  وتصويره وإعطائه رقما ووضعه بجانب سريره طبقاً للوائح والقوانين المتبعة بقطاع السجون.ومهما كان هذا الرقم فانه لن يكون الاول شكلاً ومضموناً ...او مادياً ومعنوياً.. بل سيكون الرقم الاخير فى مصر .لم يكن مبارك يعلم او يدرك وكما اوضحت وكالات الانباء  أن الطائرة التي أقلته من مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة تطير به فى  آخر رحلة طيران يمكن ان يشهدها فى حياته الى  سجن طرة، الامر الذى  جعله يصاب بصدمة عصبية شديدة جعلته يمتنع عن النزول لأكثر من ساعتين حتى استطاع قائد حرسه الشخصي إقناعه في النهاية..هذه الامور وماصاحبها من اعداد مستشفى السجن بتجديده وتطويره حتى يكون ملائما طبيا لاستضافته، بعد ان زودته وزارة الداخلية بالعديد من الأجهزة الطبية لقطع أي محاولات لعدم تحويل مبارك إليه.وليتم نقل مبارك فور نزوله إلى غرفة العناية الفائقة بالمستشفى، والتي تضم 5 أسرة ومزودة بأجهزة قياس ضغط الدم والتنفس الصناعي وقياس سرعة نبضات القلب، وتقع ثاني غرفة يسار باب المستشفى عقب عيادة الأسنان. وان كانت إدارة السجن قد وافقت  لعلاء وجمال المحبوسين احتياطياً على ذمة قضية التلاعب في البورصة بالمبيت مع والدهما في ليلته الأولى داخل مستشفى السجن. لايغير من الامر شئ لكون إن قوات الأمن فرضت حراسة مشددة بعد دخول مبارك للعنبر والذي أصيب بحالة كبيرة من الصراخ أعقبها بكاء شديد ...هكذا تبدلت الاحوال وهكذا اسدل الستار على من كان فى يوم من الايام زعيما وقائدا وضابطاً للطيران بل وقائدا لسلاح الطيران شارك ..وان انكر البعض .. حروب مصر المتواليه وكانت له فى يوم من الايام بصمات فيها.. لكنه أبى وابناءه الرفعة والسمو الوطنى المخلص واختار التفربط فى كرامة شعبها فعمل على اهانته فى الداخل والخارج وجعله بين شعوب العالم سلعة رخيصة هكذا اسقط كل تاريخة واكتفى بصفحاته التى تلطخت بالدماء والفساد والتهاون ...فاضاع نفسه  كما اضاع من بلده ...عدالة غائبة وكفالة ضائعة وحق مطموس بانياب تبادلها ابناءه وحاشيته للسرقة والنهب والاغتصاب كلٌ فى موقعه فى سباق اراد يوماً ما ان يتبادله معه ابنه وابى قدر الله ان يكون انها ارادة الله عز وجل الذى يعز من يشاء ويذل من يشاء ويبدل الحال بين طرفة عين وانتباهها ...

CONVERSATION

0 comments: