
ولكـن المسيح جاء ليعـلمهم فلا جـدوى أن يتكـلم معـهم بالتـكـنولوجـيا أو بالكـيمياء وغـيرها من العـلوم التي تـتـطـلب أناساً دارسين ، لـذا ولغـرض إيصاله تعـليماته ووصاياه ، إتبع أسلوب الامثال والقـصص التي تقـرِّب الفـكرة إلى أذهانهم ، فـحكى عـن الزؤان والدابة التي تقع في الحـفـرة بـيوم السبت وعـن هـيجان البحـر ، والخـبز المتـناثر من الموائـد وجاء عـلى ذكـر الكلاب مثلاً وهـكـذا .
إن المسيح لم يقـصد الكلاب أنـفـسم ولا الـدابة نـفـسها ولا الزؤان وإنما كان تشبـيهاً لا أكـثر ، وهـكـذا إتبع مار بولس الطريقة ذاتها مستخـدماً الأمثال والصور المبسطة لإيصالها إلى أذهان الناس ، إن هـذا الأسلوب متبع حـتى في العـهـد القـديم .
فـفي رسالة مار بولس الرسول حـين يريـد أن يعـرِّفـنا بمحـبة المسيح العـميقة لكـنيسته ، فـخـير مثال لـذلك ذكـرَ العـروس متشبهاً إياها بعـروس المسيح التي أحـبها وفـدى نـفسه من أجـلها عـلى الصليـب ، فـهل نسأل ونـقـول أين العـروس ومتى تـتـزوج ؟ إنه تشـبـيه رائع لأن أحـب شيء إلى الرجـل هي عـروسته ، وهـكـذا مار بولس نـفـسه يصف أو يلـقـب تلميـذه ويقـول : أنا ولـدتك !! إن مار بولس ليس إمرأة كي يـلـد ! ولكـنه يقـصد شيئاً آخـراً الولادة الروحـية ، أي أتى به إلى الحـياة وإلى الـدرب الصحـيح .
وهـكـذا نحـن لا نمتـنع من أن نـتـبع في بعـض المرات الأسلوب نـفـسه لإيصال الفـكـرة إلى القارىء ، ولا داعي لأن نأخـذ الكـلمات بحـروفـها وإنما بمضمونها .
0 comments:
إرسال تعليق