نوري المالكي عصر المعجزات/ أسعد البصري

هل جرّبتَ الغضب الذي ينتابك
حين تكون في الأربعين
تعيش في غرفة قذرة مظلمة صغيرة
مليئة بالدخان والفشل
بينما تعرف أنك تستحق حياة أفضل من هذه
وأن هناك مَن سرق بلادك و حياتك ؟
إنك لا تكتب بسبب الكتب التي قرأتها
بل تكتب على قدر الصمت والوجع
  الجسد يمتليء بالسماء
ثم ينزل إلى الأرض
كما قال أدونيس
(( لنا الأحلام ولهم الأسرّة ))
عزيزي أدونيس حتى الأحلام العمياء
التي نأخذ بيدها و ندلها على الضوء
يطردوننا منها إذا تحولت إلى واقع
مع هذا مسؤوليتنا الأخلاقية أن نقف مع الضعيف
حتى لو فعل بنا فيما بعد
ما يفعله أقوياء هذه الأيام
  أتفهم التهميش لأنني مخضرم
في دمشق كان نوري المالكي جاري
شقته بالضبط فوق شقتي بالمنطقة الصناعية
كانت عنده جريدة سخيفة ( الموقف الإسلامي )
ناطقة باسم حزب الدعوة
أربع صفحات صغيرة تصدر كل أسبوعين
يوزعها على محلات الدجاج والطرشي والهواتف
والمقهى العراقي و مستوصف الصدر و مستوصف الرسول الأعظم
بعض النسخ يوزعها المالكي بسيارته المارسيدس الملحة القديمة
على حسينية الصادق والواحدي والزهراء و... الخ
عصرا يوزع بعض النسخ داخل حرم السيدة زينب
نسخ سخيفة مجانية
هذا هو نشاط نوري المالكي الثقافي زمن صدام حسين
يبيع برقيات المخابرات السورية للدخول إلى سوريا على العراقيين
ويعيش من العناية بنشاطات الحسينية الحيدرية و تصريف الدولارات
أحيانا لا يكون هناك مردود يكفي خصوصا حين يقل الدعم الإيراني
أو حين يهدأ الوضع السياسي خصوصا في الشتاء
فيقوم نوري المالكي بتهريب بعض السگائر أو العراقيين
بين حدود لبنان وسوريا
لأن الأحزاب الشيعية زمن حافظ الأسد
كانت تحصل على رقم خاص من المخابرات السورية
يضعونه على سياراتهم و يدخلون لبنان عن طريق الخط العسكري
بلا گمارگ ولا تفتيش ولا ڤيزة
كانوا يعيشون من تخريب الإقتصاد اللبناني لصالح المخابرات السورية
هذا هو نوري المالكي الشخصية الخرافية
العزيز القدير الذي تاب على المالكي
من تهريب السگائر وجعله سيدا لبغداد
قادر أن يتوب عليَّ من بكاء الغربة و كآبة المنفى
و يجعلني معلما في بغداد
ربما تقولون معقولة نوري المالكي يبيع خواتم
أقول لكم الشاعر المرحوم السيد مصطفى جمال الدين
كان بياع خواتم في السيدة زينب
ثم مدح الرئيس الأسد و صار مقربا منه
حتى أصبح الشخصية الشهيرة التي تعرفون
كل عراقي يدخل سوريا أول عمل يجده
بسطية بيع خواتم أو جواريب نسائية
على الزوار اللبنانيين والإيرانيين
يعني لا يوجد كذب في هذه القضية بالذات وليست عيبا
أنا عملت في المهنتين و في بيع التسجيلات الحسينية
لم أكن بائعا شاطرا على أية حال لكن تعيش نفسك
......................
هامش /
كنا نقف ١٢ ساعة تحت البرد والمطر أحيانا في سبيل  أن نحصل
 على الإيجار والعشاء .... العار ليس في هذا العمل على العكس المالكي كان شريفا
 يجلس في الشارع و يبيع و يحمي عائلته من الذل ... هذا في الصورة
رجل شريف . العار هو العميل الذي باع
 شرف بلاده و ثرواتها للغزاة و ساهم في تصفية العقول والضباط الشرفاء
و وافق على السجون السرية و ترسيخ الطائفية
 و تعذيب واغتصاب النساء والفتيان في السجون
 هذا هو العار . المالكي لم يكن عنده سيارة في الثمانينات
  من القرن الماضي .. باع خواتم في تلك الفترة
بداية قدومه لسورية . لكن طبعا مع الوقت تتطور العلاقات
و أصبح مسؤول حزب الدعوة والحسينية والجريدة
 وتعامل مع المخابرات الإيرانية والسورية . بالمناسبة كان المالكي
 حذرا جداً لأنه في التسعينات حدثت جريمتان قرب الحسينية
 التي يعمل بها . تم قتل صاحب الطرشي أبو علي مقابل حسينية المالكي
 تماما صديق المالكي لأنه يصرف دولارات كثيرة ، فقد تم تغطيسه في برميل طرشي حتى مات
 وسرقوا دولاراته ، وتم قتل النجفي الآخر
صديق المالكي أيضاً أبو حامد يصرف دولارات أيضاً ، قتله عراقيون أيضاً بالسكاكين
 و سرقوا دولاراته . هؤلاء يصرفون دولارات بعلم المخابرات
 و بتنسيق مع نوري المالكي . لكن نوري المالكي كان في أمان بسبب ذكائه
 و حماية الحسينية الحيدرية . بالمناسبة كل طاقم الحسينية الحيدرية يعملون الآن
 مع رئيس الوزراء وأصبحوا مسؤولين وتجاراً كباراً مليارات الدولارات

CONVERSATION

0 comments: