الإقليم السنّي العراقي/ أسعد البصري

منذ أن صارت الأحزاب الدينية المذهبية الشيعية
تتحدث عن الوحدة الوطنية انتهت تلك الوحدة
وصار لا معنى لها
كيف تحكم البلاد بأحزاب مذهبية مغلقة
و تتحدث عن وحدة وطنية في الوقت ذاته ؟؟
المفكر الدكتور عبد الله النفيسي
يقول الحل هو أقاليم أو فيدرالية
ويحذر العراقيين من ما أسماه (( الحل الصفري ))
وهو يقصد اللجوء إلى العنف والقتال
لا يمكن فرض حكم سني على الشيعة
لكن يمكن رفض الحكم الشيعي الحالي على السنة
المطالبة بإقليم سني كما فعل الأكراد
السنة يبحثون عن حل
لأنهم يتعرضون للإبادة الثقافية والبيولوجية
ما يقوله الدكتور عبد الله النفيسي أدناه فيه صحة
لا يمكن للسنة التعايش في وضع كهذا
لا يمكنهم إنجاب أطفال وتربيتهم
في ظل دولة تتحكم بها تنظيمات صفوية طائفية متطرفة
ك حزب الدعوة و المجلس الأعلى والتيار الصدري
هذه قضية مستحيلة
لو انسحب السنة في إقليمهم و قواتهم المسلحة والأمنية
سيسقط الإيرانيون في صراع مع الشيعة العراقيين
على خلفية قومية مثل صراعهم مع الأهوازيين
لكن وجود السنة و ذاكرة البعث
هو ما يؤجل هذا الصراع
ويجعل من السنة حطب هذا الزواج
غير الشرعي بين شيعة العراق و إيران
موقف عشائر النجف الأخير و صمت المثقفين الشيعة
إضافة إلى مطالبة الشارع الشيعي حكومة المالكي
بالضرب بيد من حديد
لكي لا يتفاقم الوضع ولا يتفرعن السنة
الإبتهاج الشيعي باغتصاب النساء
و بكاء المدن السنية في صلاة الجمعة
كل هذا يزيدنا قناعة بهذا الحل السلمي
الأقاليم .... لا للعنف ولا للقتال نعم للحلول مهما كانت
هكذا يمكن الشيعة الإستمرار بالزيارات المليونية في إقليمهم
وشتم عمر بن الخطاب وعائشة كما يحلو لهم
ربما بعد عشرين سنة يشبعون و تنتهي هذه الحمى
يعود الشعب العراقي بعدها يتحد كما حدث لألمانيا واليمن
إذا كانت هناك حاجة و مصلحة للوحدة الإندماجية مرة أخرى
العراق كان يستنجد بفكرة البعث لخلق عقيدة جديدة
تضمن بحزم أن يكون الولاء للعروبة قبل الولاءات الأخرى
وذلك لتأثير الدعاية الدينية الإيرانية في العراق
لكن هذا حول البعث إلى عقيدة مرهقة و متشنجة قاسية
ثم أن كثيرين يعتقدون بأن الولاء للعقيدة أهم من القومية
وهناك اليوم مثقفون كثيرون يعتقدون بأن الولاء فكرة متخلفة
وأن أساس البناء الصحيح للدولة الحديثة هو القانون المدني
لهذا لا أرى جدوى من تكرار فكرة البعث
سيسقط ضحايا كثيرون ولا جدوى من استعادة سلطة متشنجة
في الأيام الماضية حاولت تقمص فكرة البعث
بأناشيدها و أفكارها و صوتها الرهيب
فكرة نبيلة ملحمية لكنها غير مريحة
مليئة بالكوابيس والقسوة والثورة الدائمة
إن فكرة الأقاليم تجنبنا الحاجة إلى آيديولوجيا عنيفة
لم يكن لحزب البعث بديل
لمواجهة العقائد الأخرى في الماضي
لكن الحال قد تبدل اليوم
حتى لو أخذ السنة الحكم في بغداد بمساعدة غربية
كيف ستحكم الشيعة ؟؟
ستضطر إلى بناء جيش جرار مرة أخرى
إلى عسكرة البلاد و الأناشيد والشعر الشعبي والأبواق
هذه القضية مزعجة حقاً
لأن الشيعي سيقاوم كما يقاوم السني اليوم
وهكذا لن يرتاح أحد إلا بتقسيم البلاد حاليا
إن العراق اليوم يتألف من جزئين
الجزء الكردستاني الذي يتحكم بمصيره
أهله الوطنيون الأكراد
هذا سبب البناء والإعمار و ازدهار المدنية في كردستان العراق
وهناك من جهة أخرى هذا الجزء المُخرَّب الذي تحتله إيران بالكامل
إن كفاح السنة نحو تحرير البلاد من الإحتلال الإيراني
سيعتبر انتحارا و غباء سياسيا من الدرجة الممتازة
لأن تحركا كهذا سيفسر هجوما على الحكم الشيعي
ويؤدي إلى حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد
إعلان إقليم سني مشابه للأكراد
بمساعدة المجتمع الدولي والحقوقيين العالميين
يجنبنا قتال الأخوة
ويمنح الوطنيين في الجانب الشيعي الثري بالبترول
فرصة الكفاح ضد الإحتلال الإيراني
لبناء مدنهم و مستقبل أبنائهم
ضد هذا النهب والفساد و تخريب البلاد
الأمل والضوء يبدأ في العقل ثم ينعكس على الواقع
إن لجوء السني العراقي إلى البعث والقومية
هو بسبب خوفه من إيران
ولجوء الشيعي إلى إيران هو بسبب خوفه من السنة والبعث
معادلة بسيطة ، لكن لو يتم تقسيم العراق
لا تعود بالسني حاجة إلى فكر وآيديولوجيا حادة كالبعث
كما لا تعود بالشيعي حاجة إلى هذا المشي للزيارة بالملايين
والصراخ والغبار والميليشيات هذه آيديولوجيا موت
و توتر و وعي عذابي بالعالم
يسترخي الشيعي وحده في إقليمه
ويفكر في بناء مدينته والقضاء على اللصوص والإحتلال الفارسي
كذلك يسترخي السني في إقليمه ويبني مدينته
مع مرور السنوات تترسب الثارات والحقد والسوداوية و تختفي
ربما يظهر جيل عراقي مثقف سليم غير معاق
في المستقبل يقدر ملحمة العراقيين و ذاكرتهم المشتركة
ويرى مصلحة ثقافية واقتصادية بتوحيد البلاد مرة أخرى
لكن الآن الإقليم و حدود الله والقانون أفضل من سفك الدماء
عار على العراقيين قتل بعضهم هكذا
لكن هذا سيحدث لو لم يحدث تقسيم
العراق ليس ديناً
هو مؤسسة كبيرة لخدمة المواطن
إذا فشل في هذا تنتفي الحاجة إليه
سيبقى عشرة بالمئة سنة في الإقليم الشيعي
و عشرة بالمئة شيعة في الإقليم السني
لا يشكلون منافسة أو خطرا من أي نوع
و سيعيشون في أمان و دلال
يشبه دلال المسيحيين و تنتهي المشكلة
إن إقليما سنيا عربيا سينقذ الشيعة أيضاً
لأن الأحزاب الشيعية الصفوية الحالية
تبرر سلوكها التخريبي
من خلال وجود سنة و إرهاب و بعث في البلاد
هكذا تبرر وجود ائتلافا شيعيا طائفيا يحكم البلاد
و محاصصة سياسية و ميليشيات مسلحة للسبب ذاته
الفكرة هي أن الأحزاب الشيعية تتصرف كالخوارج
ونعتقد حقاً بأن الحل الوحيد
هو أن ننقذ مدارس أطفالنا
من العبث الصفوي بالوجدان والثقافة والعروبة
كما نعتقد بأن هذا سيمنح العلمانيين الشيعة خصوصا
فرصة أكبر للكفاح ضد هذه القوى الظلامية
حيث لا تكون هناك ظروف طواريء خادعة
قائمة على التخوف من السنة العراقيين
هناك سخفاء يحذرون من اللعب بنار الطائفية ؟؟
ما هو المقصود ؟؟
البلد تحكمه أحزاب و ميليشيات طائفية صريحة
يقولون صراحة بفتوى واحدة من السيستاني
لا يبقى سني في العراق حيا
زيارات مليونية كل شهر ، شعر شعبي لطميات
على الفضائيات الحكومية و في دوائر الدولة
مداهمات على طائفة واحدة و تعذيب
و سجون سرية و قلم سري و أربعة إرهاب
اغتصاب للرجال والنساء في السجون
تمييز في كل شيء و على كل شيء
ويأتي مستفيد من الحكومة الطائفية
يحذر من اللعب بنار الطائفية
لماذا على السنة تقديم نموذج آيديولوجي حماسي
يمارس الشيعة فيما بعد سخريتهم منه و تمردهم عليه
في إقليم سني لا تعود هناك حاجة لحزب بعث
ماذا تفعل به ؟؟ الكل عروبي ولا توجد ولاءات غير عربية
لن تجد شعوبية ولا كراهية للعرب ولا دعوة لمقاطعة العرب
في الحقيقة هذا ما لم أفهمه في سورية مثلا
فالشعب السوري عروبي بطريقة فطرية
إلى درجة أن عبد الناصر نفسه قال
بأنه لم يكن مقتنعا بالعروبة تماماً
حتى زيارته الأولى إلى دمشق واستقبال الشعب السوري له
لا يحتاج الشعب السوري إلى حزب بعث
ولم يكن للحزب وجود ملموس في سورية
لأن الشعب كان أكثر عروبة من حكومته حليفة إيران
التي تتحرك بهاجس أقلية تغامر بمصيرها في سبيل السلطان
من ناحية أخرى الشعب الشيعي جنوب العراق
لو تم الأمر و حصل على إقليم
سيتخلص من التشنج الطائفي والمبالغة في الزيارات
فور التخلص من السنة العراقيين
لأن الشيعة يمارسون الدين
كثورة سياسية حسينية و تحدٍ للسنة
أكثر منه تجربة روحية إنسانية
فهم رغم التهديد والتفجيرات والنزيف يزحفون نحو الحسين
في الحقيقة لو اكتشفوا أن السنة هجروهم إلى إقليمهم البعيد
سيشعرون فورا بالضجر والفتور
من هذه الزيارات السخيفة و يتبدل مزاجهم
بحيث يلتفت الجميع إلى الحياة المدنية والبناء
الخطأ العراقي في الديموغرافيا و التشكيلة السكانية والجغرافيا
أكثر منه خطأ في أفكار زكي الأرسوزي أو ميشيل عفلق أو باقر الصدر
هؤلاء مجرد كتاب لا أكثر ولا أقل
تم زجهم في الصراع لأسباب سياسية فوق تصورهم
نحن هنا نؤكد على حق حزب البعث
في العمل السياسي كما يشاء
لكنه سيكون في الإقليم السني
كبائع ماء في حارة سقائين
يجب البحث عن حلول وطرد الغوغاء من الحوار الوطني
يعود سواد الناس إلى مهنهم و بيوتهم

CONVERSATION

0 comments: