بعد عامين من الفوضى.. الشعب فى مواجهة الإخوان والشرطة والقضاء والجيش/ مجدي نجيب وهبة

** حذرنا كثيرا .. وناشدنا الجيش فى أكثر من نداء بأن ينقذ مصر من العصابة الحاكمة .. وكتبنا فى أكثر من مقال أن الطرف الثالث هو جماعة الإخوان المسلمين ، وميليشيات حماس .. وأن كل الجرائم التى إرتكبت فى حق الوطن ، بما فيهم جريمة قتل ألتراس الأهلى ، نفذها ميليشيات الإخوان ، وربما بعض الأفراد من حماس ..
** لم يصدقنا أحد .. أو ربما تعمد الجميع ألا يصلوا للحقيقة .. ناشدنا الجيش المصرى بالتدخل لإنقاذ الوطن ، ولكن بلا فائدة .. فقد أدى المجلس العسكرى دوره بقيادة المشير "حسين طنطاوى" ، ونفذ سيناريو تمكين الإخوان من الحكم .. ثم خلع !! .. ولم نعد نسمع عنه أو عن الفريق "سامى عنان" .. بل أن "محمد مرسى العياط" قام بتكريمهم وإعطائهم "قلادة النيل" ثمنا لدورهم فى إسقاط "مبارك" ، وتسليم الإخوان ..
** حذرنا الجيش المصرى ألا يلتفت للشعارات والدعاوى ، سواء من الإخوان المسلمين أو بعض القوى الثورية ، والتى تحذر من تدخله فى الشأن السياسى .. فالإثنان وجهان لعملة واحدة رديئة .. فبعض القوى الثورية التى تطالب بعدم تدخل الجيش ، ويطالبون بسقوط المجلس العسكرى هم فى الأصل ينتمون لتيار الإخوان .. ولكنهم يمثلون أنهم تيار ثورى مستقل .. وهذه كارثة ومصيبة كبرى .. فالحقيقة أنهم خونة ومرتزقة ومأجورين ..
** الجرائم واضحة .. والمجرمين الذى إقتحموا السجون وحرقوها ، وإقتحموا الأقسام وأشعلوا بها النيران لإحداث الفوضى الهدامة .. ثم إقتحام مبانى أمن الدولة فى جميع أنحاء الجمهورية .. وكان الهدف هو إخفاء ملفات جرائمهم .. ووصل قمة الإستهبال أن يخرجوا علينا أثناء هذه الأحداث ، يساندهم الإعلام وفضائيات حرق الوطن ، والذين ساهموا بقدر كبير فى تضليل هذا الشعب .. ليقولوا لنا أن هدف هذه الميليشيات التى إقتحمت مبانى أمن الدولة هو إنقاذ الملفات قبل أن يحرقها الضباط .. ولأننا شعب أهبل ، فقد صدقنا هذه الخرافات .. فكان الجميع مغيبون .. مستسلمون لهذه الأكاذيب .. ولكن كانت هناك قلة فى هذا الشعب ، تحذر من إنهيار هذا الوطن ..
** بالأمس تسرب نور وشعاع من الأمل .. من مواطن يدعى "شريف عبد المجيد عبد البر" .. إكتشف أنه خدع عندما إنتمى لهذه الجماعة .. تيقظ ضميره عندما سمع صراخ الأم وهى تدعى على الإخوان ، وعلى الرئيس "مرسى" ، بعد فقدان إبنها .. وتيقن الخديعة الكبرى ، عندما إستدرجه أصدقاء له فى الجماعة ، وطلبوا منه أن يرافقهم للذهاب إلى معسكر الجبل الأحمر للأمن المركزى لمساعدة الشرطة فى إنتزاع إعترافات الشباب الطاهر الذى أطلق عليهم الجماعات المخربة الإرهابية ، و"محمد مرسى العياط" ، إنهم مجموعة بلطجية ومأجورين ..
** إعترف "شريف" أنه خدع فى هذه الجماعة الدموية ، وهو يراهم يعذبون الشباب الصغار الرافضين لحكم الإرهابى "مرسى العياط" بضربهم بالجنازير ، وتجريدهم من ملابسهم .. وشاهد ورأى بعينيه الشهيد "محمد الجندى" ، عضو التيار الشعبى .. عندما قام أحد ضباط الداخلية بالمعسكر بتعذيبه ، وقام بسحله وتعريته وسكب الماء المثلج على جسده النحيل .. ولم يملك "محمد الجندى" إلا أنه يصرخ فى وجه الظالم فى صمت .. بعد أن أخرس الضابط صوته ، وكهرب لسانه ..
** لم يحتمل المواطن "شريف عبد المجيد" الموقف .. وقرر أن يعترف على هذه الجماعة .. وقال بالنص أنه لا يوجد طرف ثالث ، مؤكدا أن كل الجرائم التى إرتكبت فى حق هذا الشعب هى من تدبير جماعة الإخوان المسلمين ..
** أعتقد أن إعتراف المواطن أمام العالم وهو أحد أفراد هذه الجماعة .. يجب أن يحقق فيه فورا .. ولكن السؤال هنا ، من يحقق مع من ؟!! ..
** نحن أمام ثوابت وحقائق لا تقبل الشك أو العودة لزمن الإستعباط والهبل .. حتى تطمس الحقيقة .. هذه الثوابت هى أن كل الجرائم التى إرتكبت فى حق هذا الشعب .. فالقاتل فيها هو جماعة الإخوان المسلمين ، ومن يمثلهم حتى منصب رئيس الدولة .. فمن يحاكمه؟!!! .. الدستور تم تفصيله ليكون فى خدمة الجماعة .. فلا توجد مادة واحدة يحاكم بها الرئيس على جرائمه ، بل هو يحاكم فقط على تهمة الخيانة العظمى .. وهذه التهمة من المستحيل إثباتها ، وهو ما فسره المستشار "مصطفى دويدار" ، المتحدث الرسمى بإسم النيابة العامة .. وقال بالحرف الواحد "إنه لا توجد أى وقائع تدين الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى وقائع قتل المتظاهرين أمام قصر الإتحادية أو فى أى جزء من أركان البلاد" ..
** فهل ينتظر الشعب المصرى من القضاء كارثة أكبر من ذلك .. لأن يصرح المستشار "مصطفى دويدار" ببراءة الرئيس من كل جرائم القتل ، حتى قبل إجراء أى تحقيق .. وهذا يعنى خروج النيابة عن أداء وظيفتها القانونية .. فليس من اللائق أن يخرج هذا التصريح قبل إجراء أى تحقيقات وهناك ألاف البلاغات المقدمة ضد رئيس الجمهورية ..
** هل يمكن أن يستقيم القضاء ، ونثق فى أحكامه .. وهناك السيد المستشار وزير العدل "أحمد مكى" الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين .. يصف المتظاهرين بالبلطجية ، ويصف الإعلام بالمحرض ، ويصرح أمام كل وسائل الإعلام أن الشهيد "محمد الجندى" قتلته سيارة مسرعة ، ويكذب تعذيبه أو ذهابه أساسا لمعسكر الجبل الأحمر .. وأن التى حملته من الطريق سيارة الإسعاف ، ونقلته إلى مستشفى الهلال ..
** هل يمكن أن يحدث هذا من وزير العدل .. ونتساءل ، أين هو العدل .. بالطبع خرج ولم يعد .. كيف نثق فى القضاء ، وهناك منصب النائب العام الذى فرضه د."محمد مرسى" على الشعب ، ليكون خادما للجماعة وليس للشعب ..
** هل تذكرون فى أحداث الإتحادية والتى أعقبها سقوط قتلى ومئات الجرحى .. خرج علينا د. "محمد مرسى العياط" ، ليعلن عن المؤامرة التى تريد أن تطيح بكرسى الحكم ، وإنه تم القبض على أكثر من 40 مواطن ، وصفهم بالمأجورين والممولين من جهات خارجية .. ووعد بالكشف عن كل هذه الجرائم بعد تحقيقات النيابة ..
** ولم تمضى بضعة ساعات إلا وكذب المحامى العام هذا البيان .. وإضطر للإفراج عن كل الذين إعتقلوا من قبل ميليشيات الإخوان بعد تعذيبهم وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة شاهدها العالم كله .. ولم نصدق أعيننا ، ولم نصدق أذاننا .. ونحن نرى النائب العام يطالب المحامى العام بالقبض مرة أخرى على المفرج عنهم ، وإعادة محاكمتهم .. فلا يجوز أن نحرج الرئيس .. وعندما رفض المحامى العام هذا الطلب الشاذ ، قام النائب العام بمحاولة التنكيل بالمحامى العام ، وأصدر قرار بنقله إلى بنى سويف .. هذا هو القضاء فى عهد البلطجية والقتلة والسفاحين !!..
** أما عن الشرطة .. فليس من المنصف أن نشبه شرطة الداخلية أيام مبارك .. بشرطة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أيام جماعة الإخوان المسلمين .. وقد أعلنوا بصراحة أنهم سيظلوا فى خدمة الحكم .. وقد تناسوا أن كل شهداء الشرطة الذين سقطوا منذ بداية 25 يناير وحتى الأن ، كان برصاص الإرهابيين وميليشيات الجماعات المتأسلمة والجهاديين .. ولكن يبدو أنهم لم يستوعبوا الدرس وتحولوا إلى جزء من خدمة هذا النظام .. وبدأنا نسمع عن تسليح الشرطة وحقهم الشرعى فى قتل المتظاهرين ، بزعم الدفاع عن أنفسهم .. وهو ما دعى الشعب أن يصدق ويؤمن أن جهاز الشرطة أصبح تابع لمكتب الإرشاد ، وليس تابع للشعب .. والدليل هو إعتراف المواطن الشريف "شريف عبد المجيد" بوجود ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين داخل معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر .. وهو ما أكدناه قبل ذلك .. بل نزيد عن ذلك وجود ميليشيات حماس داخل جهاز الشرطة المصرية .. والكارثة أن الشرطة تكذب كل ذلك بل وتؤكد أنها ليس لها علاقة بمقتل الشهيد "محمد الجندى" ..
** أخر مراحل إسقاط مصر هو القوات المسلحة .. وهو الخيط الأخير الباقى لإنقاذ هذا الوطن .. فهل تظل القوات المسلحة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم .. وتدعى أنها تقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية .. ونكرر تساءلنا ، هل جماعة الإخوان المسلمين تيار سياسى أم جماعة إرهابية ؟ !!!!!!...
** هل حزب الحرية والعدالة تيار سياسى ، أم هو مسمى أخر  لجماعة الإخوان المسلمين .. هل حزب مصر القوية الذى يترأسه الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" وهو أحد كوادر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، تيار سياسى أم تيار دينى متخفى بإسم مدنى ، ليخدع الشارع المصرى ..
** هل النكتة الجديدة لما يطلق عليه "جبهة الضمير الوطنى" .. هل لديهم ضمير ، وهل هم جماعة سياسية أم إخوان مسلمين ، يترأسهم "محمد البلتاجى" .. والكارثة أنهم يقولون "لقد إظطررنا إلى تكوين جبهة الضمير للتعبير عن الشعب المصرى" .. يا أيها القتلة ، كيف تقتلون وتنشرون الفوضى والخراب ، وتزعمون إنكم تتحدثون بإسم الشعب ..
** وبعد ذلك .. ونحن نرى وطن يتساقط فيه أبناءه برصاص الغدر والإرهاب .. منذ أن بليت مصر بنكبة 25 يناير .. والتى بالقطع لن يستمر طويلا حتى ينهار الوطن بأكمله .. فهل نظل صامتين أم نتحرك .. ويتحرك الجيش ، ويطهر هذا  الوطن ، ويغسل العار الذى لحق بكل مؤسسات الدولة .. أم يظل الجيش لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم .. ليهل علينا ببضعة كلمات على الفيس بوك .. فى إنتظار أن نصل إلى سيناريو العراق أو سوريا أو ليبيا ..
** نعود ونتساءل ، أين حقوق شهداء القوات المسلحة التى سقطت برصاص الميليشيات فى رمضان الماضى .. أين حقوق أهالى هؤلاء الشهداء من الجنود والضباط البالغ عددهم 16 جندى من قواتنا المسلحة !!...
** دعونا نكرر ما قاله المواطن "شريف عبد المجيد عبد البر" .. إنه لا يوجد طرف ثالث .. وأن الطرف الثالث هم جماعة الإخوان المسلمين .. وقال مناشدا الشعب المصرى .. "فوقوا .. فوقوا قبل أن يسحل ويحترق الوطن" !!! .. فهل من مجيب ؟؟!!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: