الكلمات المرة في الزمن المر/ أسعد البصري

في السبعينات من القرن الماضي
تشاءم ميشيل عفلق من استلام الحزب للسلطة
ويعترف أن ذلك تم بمساعدة غربية
على خلفية صراع مع الشيوعية
وقد دوّن ذلك بكتابه في سبيل البعث
في رأيه إن الأمة لا تنبعث إلا إذا سُحِقَتْ تماماً
بحيث يكون عند العرب المعاناة الكافية
لفهم مصيرهم المشترك وقدر الذاكرة الحية فيهم
البعث فكرة تكافح للبحث عن نفسها في المعاناة
الخراب يجعل العروبة تتضح أكثر في نظر العربي
إن قوة الطائفية هذه الأيام دليل على أن البعث
فكرة قفزت قبل الأوان إلى المشهد السياسي
لم تكن عند البعث ذلك التصور عن الديمقراطية و حق التعبير والسفر
كان التركيز على التنمية الإقتصادية
تعليم ، مستشفيات . جيش ، مصانع ، إصلاح زراعي
من ناحية نظرية كانوا يفهمون بأن العرب أمة ممزقة
ولا يمتلكون قنبلة نووية تمنع احتلال بلادهم و تقسيمها مجددا
الوعي بالتجزئة والضعف القومي العربي كان هاجس تلك الثقافة
مع هذا ورغم كل عيوب البعثيين العراقيين
فقد كانوا عمليين جداً يعون أنهم ليسوا أرضا جديدة تم اكتشافها
بحيث يبنون مصانع و أحياء سكنية حولها و مراكز ترفيه
كما في كندا حيث الشركات متعددة الجنسيات
تبني المدن بمواطنين متعددي الجنسيات والجميع يدفع ضرائب
هذه الحالة تختلف عن العراق القديم
حيث هناك تاريخ و طوائف و صراع قديم
كان البعث يعرف كيف يتعامل مع الواقع بلغته
وقد أثبتت التجربة أن الديمقراطية بمعناها الغربي
لا تناسبنا ولا تناسب تأريخنا
طه حسين قال بأن كل ما نجح في الغرب ممكن ينجح عندنا
وعلينا فقط تقليد الغربيين حتى نتطور مثلهم
ونساهم في بناء الحضارة والمدنية المعاصرة
في الحقيقة لتنجح هذه النظرية يجب تحطيم القبيلة والعائلة
وتفتيت الطوائف ثم تحقيق الحرية الجنسية و فتح السوق الحرة
العربي ( خصوصا العراقي ) ليس فردا
بل هو عضو في منظمات صارمة كالقبيلة والطائفة والمنطقة
لا أحد يعرف ما هو الصحيح
لا ميشيل عفلق ولا الرفيق فهد
ولا مصطفى البارزاني ولا محمد باقر الصدر
لا هادي العلوي ولا علي الوردي ولا الرصافي ولا السيستاني
الظلام حالك و ثقيل في بلادي
كل واحد يثرثر ليجرب طعم الكلمات المرة في الزمن المر

............................................
 هامش
المواقع والصحف العراقية الشعوبية
تساهم في إشاعة الخوف والرعب الصفوي
لأنها تنشر نغمة واحدة فقط
ولا تنشر نقيضها النوعي
طبعا الشيوعيون مساهمون في هذا المشروع 
أين كانت هذه الملايين الغاضبة
في الأنبار والموصل وسامراء
لماذا لم نسمع بهم قبل اليوم ؟؟
أين قصائدهم و رواياتهم و مقالاتهم وشكواهم ؟؟
لا أثر لذلك في الصحف والمواقع والفضائيات العراقية
لأن هذه المؤسسات  الإعلامية في الداخل والخارج
   ليست مؤسسات وطنية
مخصصة لكتاب شيعة فقط
هناك سنة طراطير يكتبون شعر غزل  
لا يناقشون قضايا مهمة ولا يجادلون
لماذا ؟؟ لأن السني إرهابي
قاعدة عبوة ناسفة
بعثي صدامي قومچي
حتى يثبت العكس
ما هو الإعلام العراقي ؟؟
مجاهد أبو الهيل
مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع
في هيئة الإعلام والاتصالات
أعظم شاعر عراقي
 يجلس في الفضائيات العراقية
كما يجلس في  مرحاض شرقي 
وصاحب رسالة ماجستير في المشاية الأربعينية المليونية
عراقي من أصل إيراني كان مسفرا زمن النظام البعثي
يقيم أمسيات شعرية في بغداد والسويد ولندن
بينما أدباء عراقيون عرب سنة
قصائدهم غير صالحة للنشر 
دون المستوى الفني المطلوب
تماماً كما يطردون الضباط
 بحجة نقص الكفاءة والجاهزية
 يقول محرر الملف السياسي لصحيفة المدى أحمد عبد الحسين
 تأتيهم تعليمات للكتابة بأسماء سنية مستعارة
لأن السنة لا يكتبون في الإعلام الرسمي الطائفي
خوف الإغتيال والتعذيب
إن تصعيد التوتر الطائفي في العراق و سورية
سيؤدي إلى حرب إقليمية كبرى حتما
هل الأنبار حقاً يمكنها مواجهة نظام المالكي العميل لإيران ؟؟
بكل تأكيد لا يمكن ذلك حسب أبسط الحسابات
ليس بسبب قوات المالكي الخاصة
ولا بسبب ميليشيات مدربة
ك عصائب الحق أو حزب الله أو جيش المهدي أو فيلق بدر
اعتاد الجيش الصفوي
ضمها الى فصائل القوات الحكومية
للقيام بمهمات طائفية عنيفة
كالتي حدثت في أحياء بغداد
بل من اليسير على إيران وضع فصائلها الخاصة
بثياب جيش المالكي الخاص
وهذه كتائب قوية ذات جاهزية عالية لا يمكن دحرها
فكيف يتحدث شيوخ الأنبار بهذه الثقة ؟؟
لأن هناك طبخة لحرب إقليمية كبرى مع إيران
إن هذه الجمع والأسابيع والتظاهرات المليونية
وظيفتها التحشيد النفسي والإعلامي بشكل مستمر
من خلال كل المساجد العربية السنية والشيعية
حتى تنضج فكرة غامضة عن حرب كبيرة
العراق مجرد حلقة ك سورية في مسبحة الجحيم
نحن نعلم ذلك لكن لا يوجد مفر آخر
الجحيم هو الباب الوحيد للخروج من العار
إما العار أو النار

CONVERSATION

0 comments: