السلفيون يلعبون بالنار/ لطيف شاكر

السلفيون يلعبون بالنار ومن يلعب بالنار سيكتوي بها ان آجلا او عاجلا ويبدو ان التعصب اعمي عيونهم بعد ان اغلظ قلوبهم واقفل عقولهم عن الصواب والخطا وعن مصلحة الوطن و استقرار مصر .
ان تمسكهم بالمادة 219 او نصوص الشريعة الاسلامية في الدستور الحالي هو من قبيل خراب مصر وتدمير الوطن ومن يدعي ان التصدي للمواد السامة  هو مؤامرة علي الاسلام اؤكد واجزم ان هذه المادة بمثابة المؤامرة الكبري علي الاسلام وليس العكس ,فيظهر الاسلام بانه دين متشدد كارها للاخر مضادا للغير لايستطيع العيش المشترك مع غير المسلمين  ولا يقبل التعددية ويتعامل مع الاخرين باسوب فظ غير ادمي ولا يتناسب مع حقوق الانسان ويخالف المعاهدا الدولية في هذا الشأن ,ولايظهر بانه دين السماحة ويجذر الاسلامفوبيا امام الغرب والعالم كله.
ويؤسفني  ان اوضح للقارئ ان المرد الاساسي لهذه المادة صادر من رئيس الدولة المؤقت الذي اصدر الاعلام الدستوري متضمنا فحوي هذه المادة مما حفز السلفيين للتمسك بها والاصرار عليها وفقا لاتجاه رئيس مصر المؤقت والتي تنص في المادة الأولى للإعلان الدستوري ''جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة، والإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية التى تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة، المصدر الرئيسي للتشريع"
واذا كان رئيس الجمهورية المؤقت متأسلفا فشيمة السلفيين التشدد بالمواد السلفية الفاسدة  ,والاعلام الدستوري الذي صدر  من لجنة العشرة المبشرين بالسلفية  والموقع عليه من القاضي والعارف بقوانين العدالة الاجتماعية  والذي يجلس مؤقتا علي كرسي مصر الحضارة والتاريخ  هو بمثابة المرشد والمصباح (الغير منير) لاعضاء لجنة الخمسين في كتابة الدستور الحالي .
يقول الاستاذ سعد الدين الهلالي  أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة  :       .....والمتأمل فى المادة التفسيرية رقم 219 التى أقام لها البعض الدنيا ولم يقعدها يراها موصوفة بخمسة أوصاف قبيحة فى المنهج العلمى السائد، وهى: الظلم والغموض والتناقض والتلبيس والعقم. مما يستوجب حذفها واعتبارها كأن لم تكن، بل والاعتذار لأكثر أهل العلم أن كانت هذه المادة مثبتة فى دستور مصرى يوماً ما. ووضح سيادته  تلك الأوصاف المشينة في مقاله المعنون لماذا نرفض المادة 219 من الدستور المعطل (السايق)؟
وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية فى جامعة الأزهر الشريف، ضرورة إلغاء المادة، ووصفها بأنها «طائفية» وصياغتها تخالف أبسط مبادئ اللغة، وأنها تصف الأدلة بأنها كلية وهذا خطأ فإما أن تكون تفصيلية أو جزئية، والذى يوصف بالكلى أو الجزئى هو القاعدة، وأوضح أن البلد لا يحتاج إلى تهييج آخر، ويجب اعتقال جميع شيوخ ورموز حزب النور، إذا لوحوا بذلك، وأشار إلى أنه أرسل للجنة تعديل الدستور أربع ورقات يبين فيها موقفه من المواد المتعلقة بالشريعة الإسلامية، خاصة المادة 219.
ولفت إلى أن تلك المادة جعلت تفسيرها مقتصراً على الجماعة والسُّنة وهذه طائفية لأن الأمم العاقلة هى من تنشئ دستوراً للجميع، فهناك السُّنة والشيعة والأقباط وغيرهم من فصائل فى المجتمع.
وطالب «كريمة» الأزهر بألا يخضع لتوجه السلف، لأن ذلك يحجم ويقزم من دوره، وينبغى أن يكون وعاء للكل، وتساءل «كريمة»: ما دخل «المتسلفة الوهابية» بأمور الشريعة الإسلامية؟ فهذا الأمر من اختصاص هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث، وليس مجموعة من الواعظين والدعاة.
ويدهش المرء انه بعد ثورات الشعب في 25 يناير و30 يونيو ضد التيار الديني والاسلام السياسي ,وما قدمه الاقباط من تضحيات في النفوس والكنائس والمتاجر والبيوت وشهد بهم القاصي والداني حتي اصبح دور الاقباط درس في الوطنية ونموذجا يحتذي به في حب مصر وعدم الاستقواء  بالخارج  الذي كان ينتظر ان يجأر الاقباط بالشكوي حتي يتحقق مراده بتقسيم مصر, نجد ان السلفيين يطلون برؤوسهم  الفاسدة من خلال المواد الدينية في لجنة الدستور , لاقصاء الاقباط من ادني حقوقهم  وسلب حرياتهم ,واعادتهم الي عصر الذمية المقيت  .
ورغم قلة عدد هؤلاء السلفيون  الا انهم يتاسدون المشهد ويتنمرون للدولة المدنية , والعجب العجاب ان من اساسيات ومبادئ الدستور اخذ القرارات  باغلبية عدد المصوتين علي المواد قبل اقرارها وعرضها علي الشعب للاستفتاء ,الا ان في  ظلم واضح وتجبر معلن ان تاخذ اللجنة بعدد اصوات الاقلية واهمال الاغلبية  اربعة  مقابل عشرة وكانت صياغة المواد وفقا للاربعة وليس للعشرة ,فاذا كان  رؤساء اللجان بهذا الشكل المتخلف والغير امناء  فكم يكون  شكل الدستور الجاري اعداده , فالمناط بهم العدل والحق والامانة
هم الظالمون والفاسدون وانتفت فيهم الامانة وضاع الحق بينهم .
ان مصر ليست عزبة يحكمها السلفيون وليست  ضيعة  ورثوها من اخوتهم الاخوان المسلمين بعد ان رفضهم الشعب المصري  , ان مصر اكبر واعظم مما واكبر من ترهات وتفاهات هؤلاء العروبيون الذين يريدون مصر عربية تحت حكم الوهابية السلفية السعودية
ان هذا الاصطدام ليس بين مسلمين ومسيحيين حتي لا يحتسبها اعداء الوطن لتأزيم الوضع  الديني واثارة الفتن الطائفية بدغدغة مشاعر بعض الاسلاميين الضعفاء , انما حرب بين المصريين والعروبيين وصدام بين النور والظلام  وخلاف بين  عصر السلف وعصر التقدم  وصراع بين الاسلام السياسي والاسلام المعتدل الذي يجمع بين ضفتيه كل الاديان والمذاهب في ظل دولة مدنية ليبرالية عالمانية .
ان مصرستظل موئلا  للمصريين  كما كانت قبل الاديان وفي ظل الاديان والي دوام الزمان باذن الله .
للموضوع بقية
المقال القادم ضمن سلسلة السلفيون يلعبون بالنار سنكتب عن  المادة 219  لاتضر بغير المسلمين فحسب بل  بالمسلمين ايضا  

CONVERSATION

0 comments: