شهداؤنا.. قُتِلوا مَرَّتَين/ مهندس عزمي إبراهيم

يا وطني... ها هي ذكرى شهداء مذبحة القديسين بعد ثلاثة سنواتٍ دون عقابٍ أو حُكمٍ على الجاني أو الجناة لمجرد أن المجني عليهم غيرُ مسلمين!! فرغم أن المجني عليهم كانوا مواطنين مصريين أمناء مسالمين غير مسلحين... فقد قُتِلوا مَرَّتين!!
راحُوا، كما راحَ شهداءٌ أقباط عديدون مثلهم، ضحايا تعصبٍ مقيتٍ أسودِ كريهِ. قُتِلوا ليس فقط باعتداء الجاني أو الجناة، بل بتغاضي وتراخي بل وتواطؤ الحكومة والقضاء في تناولهم لتلك الحوادث بما لا يردع ظالماً عن ظلم الغير، ولا مجرماً عن قتل الأبرياء!!
الغريب أنه بينما يُعَزِّي الأقباط أنفسهم عن أحزانهم ومآسيهم فيعتبروا أبناءَهم القتلى وكنائسَهم المحترقة بأيدي الأرهابيين الإسلاميين قربانَ تضحية من أجل مصر، يبدوا أن الإرهابيين والحكومة والقضاء المسلمين يعتبرون أن قتلَ الأقباطِ وحرقَ كنائسِهم قربانٌ بَشريّ في سبيل الله والدين ووسيلة لدخولهم الجنة!!
هي ذكرى دموية مروِّعة تصرخ في أذهاننا مثل أخواتها السابقات واللاحقات، معلنة للعالم أن مصر - حكومة وشريعة وقضاء - لا تعرف العـدل مهما تشدقت به!!
فيا وطني... ونحن على أعتاب عامٍ جديدٍ مستبشرين به خيراً وسلاماً، ومتطلعين فيه إلى طاقمٍ جديدٍ من دستورٍ ورئيسٍ وحكومةٍ، أما آن الأوان كي نمارس العدل الحق بين البشر.. فنعرف اللـه ونشعر بوجوده فينا؟؟؟ في قلوبنا وفي أعمالنا؟؟ لأن العـدلَ إسمٌ من أسماء اللـه، وسِمَةٌ من سِماتِه، بل العـدلُ هو اللـه ذاتـه.!!
أما عن الشهم، بطل مذبحة القديسين فها هي تحيتي له:
***
عفــارم عليــك يا بَطــَــل
برافـــو عليــك يا شـَهـْــم
كان نفسي أحييك بإسـمَك
لكــن... ما لكـشي إســْــم
***
قتلـت طفــــل بــرئ *** وسَرَقت الحياة مِنـّـه
وقتلت كهـل عجـوز *** بـلا احتــــرام سِـنــّه
وقتلــــت أب وأمْ
يتِّمـْـت أطفـــالهمْ
دا غير شباب وصبايا.. قتلتـهمْ
وقتلـت آمالـهمْ
وقتلت كاهـن بيرشــد ويعلــّم الأخـــلاق
قتلتــهم في سـاعة ما بيعبـدوا الخــَـلاق
لا كان في إيـدهـم سـلاح *** ولا بيهتفــوا بالحَـــــرْبْ
كانـت قلوبـــهم شـمـوع *** نـورهـا رجـــــاء للــرَّبْ
بيرتلـــوا للســـــــــــــلام *** ويبشــروا بالحُــــــــــبْ
***
كانــوا بيسجـدوا للــــــه *** "الواحــــد" الرحمــــان
قضِيت عليهم في لحظـة *** يا كــــــاره الإنســــــــان
العـــار عليــك يا نــَـــدل *** العــار عليــك يا جبــــان
مش عايـز أقـول إنسـان *** ولا عايـز أقـول حيــوان
مش عايز أقولها عشان
إهـانــــــــة للحـيــــــوان
***
عفــارم عليـك يا شـَهـْـم *** يللي... ما لكـشي إســْــم
ما لكشي إســـم عشــان
في الأصـل انـت جبــــان
ضحكـوا عليـك تجــــار السـمـــوم والــــــدَّم
ضحكوا عليك سماسرة خلطوا الديــانة بســم
وَعَـدُوك حتروح السـما تبـقى بطـَـل وشهيــد
وحيبقى يومـك هنـاك يــوم احتفـال أو عيـــد
يستقبلوك (الحـور) ومعاهم (الغلمـان)
في (حَضرة الرحمـــان)!!!
وصَدَّقتهم يا حمـار
يا لعبــة السمسار، يا إصبـع الأشــرار
يا أرخص بضـاعـة... لأســوأ التجـــار
عايشين في قصـر العـاج
مالكـش قيـــمة في عُرفــُـهم يا حمــار
***
بتنافـس الشيطــان.. وتـدَّعي الإيمــــان
عنـدي سـؤال، قـولـّي.. لـو رُحــت للرحمــان
تقــف أمامـه إزاي ودم الأبريـــاء في إيديـــك
واللــه بعدلــه وجلالــه إزاي حيرضى عليــك
قتـلـت من غيـر سـبب خَلـْقــُـه وصُنـْـع يديــه
ضحكوا عليك السماسرة وجاي تضحـك عليه
وتقـول بتـؤمـن بيـه!؟ُ
***
ضحكـوا عليـك السماسـرة
مشَـوّهُــوا الأديـــان
استعملوك يا جبـان
خـــَـــدَّروك بكــــــــلام *** دفعــوك على الإجــرام
والدافـِـع مع المدفــوع *** عـارهـم على الإســلام
***
أما انــــت ياخيبــــــــان
مـُــت.. لا انــت شهيــــد *** ولا احتفــال ولا عـيـــــد
حيستـقـبـــلك جبــــــــار *** يشـويك بنـــار وحديــــد
مبــروك عليـك ياجبــان
*****

CONVERSATION

0 comments: