التغيير بين الوازع الأخلاقي والموروث الإجتماعي/ محمد محمد علي جنيدي

ليس بالثقافة وحدها ولا بالعلم وحده نستطيع أن نعول عليهما تغيير الكثير من المفاهيم التي استقرت في أذهان الناس، وخاصة تلك التي تعد من  المواريث الإجتماعية التي لها قواعد راسخة في تكوين الشخصية الشرقية.
إن الإنسان الذي اعتاد منذ نعومة أظافرة أن يستيقظ وينام ويتحرك في محيط صورة مقلوبة ثم تقوم بوضعها أمام عينيه في وضعها الصحيح سوف يراها خلاف ذلك، ولاسيما أن الصور المقلوبة في حياتنا كثيرة جدا وتعكس واقعا مثلها.
إن المعرفة المنبثقة من مكون ثقافي يعول عليه في بناء شخصية قادرة على الفرز الصحيح لا تعمل بمنأى عن الوازع الأخلاقي إذا ما أردنا له أن يكون أحد أهم ركائز تغيير الشخصية المراد تصحيح مسار مفاهيمها،
فعلى سبيل المثال لإدراك أهمية الوازع الأخلاقي في صلب الموضوع نستعرض سؤالا على الرجل الذي يعيش في هذه المساحة من المواريث الإجتماعية في مجتمعاتنا الشرقية وهي بالطبع منصفة له إذا ما قورنت بحقوق المرأة مثلا شريطة أن يكون راضٍ بها كسائر إخوته من معشر الرجال نقول له - جدلا -  ما شعورك لو خلقك الله امرأة تعيش في وسط كهذا !.
أعتقد أنه لن تخرج إجابته عن أمرين أولهما: في حالة معايشته مع هذه الفرضية بوازع أخلاقي معتبر لا شك أنه سيرفض أن يعيش واقعها ولن يقبل مثل هذه المواريث، وثانيهما: إن كان يفتقر إلى هذا الوازع الأخلاقي فلن يعطي للسؤال عناية ناجزة وإن كان رجلا مثقفا.
من هنا نجد أن الوازع الأخلاقي يعول إليه كأحد أهم ركائز التغيير، غير أن الوازع الأخلاقي ذاته غير ثابت ويتغير وفقا لمعطيات البيئة المحيطة بنا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ومن هنا يبرز الدور الذي يلعبه جوهر الدين ليقدم لنا بصلة تصحيح انحراف الوازع الأخلاقي عن مساره وبالتالي إمكانية تصحيحه.
يقول الشاعر:
أخلاق الناس بلا دينٍ ** كورودٍ في عصف الريحِ
إن تحفظ مولاك فربي ** الحافظ من كل قبيحِ

m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: