أحاديث قلم في مرايا الذات والمجتمع/ الأب يوسف جزراوي

قبل أن أشارك برأي المتواضع عن كتاب أبونا يوسف جزراوي  " أحاديث قلم في مرايا الذات والمجتمع " ، أحب أن أتقدم بالشكر لمن تفضل وبارك العمل أو شارك برأيه ، أو رأيها وأضاف ببركته أو كلمته أو رسوماته الى هذا الكتاب زخما يضاف الى مجهودات الكاتب والمؤلف قدس أبونا يوسف جزراوي الكاهن والأديب والمحلل للنفس البشرية الأمارة أحيانا بالسوء ، وفي كثير من الحالات أمارة بالخير والحب الأخوي بين الناس .

أبونا يوسف جزراوي بعيدا عن الكتاب ، أرى فيه المثال الذي يجب أن يُحتذى بين رجال الدين المسيحي . يرتدي الزي الكهنوتي ويقدم القداس ويصلي مع المصلين بالكنيسة . شاب يعرف مشاعر الشباب واحتياجاتهم الروحية والزمنية . فيناقشهم ويجعلهم يفتحون له قلوبهم مع عقولهم في لغة المحبة والإهتمام ، وليست بلغة الآمر والناهي . لم يترك إحتياجات الشابات أيضا في بلاد الإغتراب . فنراه الأب الحنون الصاغي بأذان مهتمة لمشاكلهن الحياتية . يناقش معهن بروح الشباب للشابات وروح الأب الكاهن إن كان بالنسبة للمرأة عامة والتي تكون في أشد الحاجة الى من يستمع اليها .. مجرد الأستماع والمشاركة تشعر المرأة أنها تتحدث الى ابنها الراعي لها والمهتم بشئونها واحتياجاته الروحية والزمنية من مشاكل .

أبونا يوسف جزراوي يحب العراق ، مثله مثل كل مهاجر إضطرته ظروف المعيشة في وطنه فهاجر بجسده وعقله ، أما قلبه فهو مازال هناك في وطنه الأم " وهذا ما أكتبه وأقوله عن نفسي وأمي مصر " . هذا لا يعني نكران جميل الوطن الثاني الذي فتح لنا أبوابه واعتبرنا جزء لا يتجزأ من الوطن نفسه . لنا ما لغيرنا ، وعلينا ما على الأخرين من واجبات مقدسة لوطننا الثاني الذي نعيش على أرضه ونتمتع بخيراته . فيجب علينا الإخلاص والولاء له والعمل على رفعته ببث حب هذا أو ذاك من الأوطان في قلوب أبناءنا . وهذا ما يفعله أبونا يوسف جزراوي في قداديسه التي يقوم بها بالكنيسة التي يصلي فيها . وأيضا في علاقاته مع الناس خارج الكنيسة .

رحلات أبونا يوسف جزراوي إلى دول غربية أعطته عمق إنساني وروحي . عمق إنساني جعله يشعر بأهمية الأنسان العامل الذي يبذل قصارى جهده لرفعة وطنه وبني وطنه . إختلاطه بسكان هذه الدول سواء من هم من العراق أو أي من الدول العربية أو من أهل البلد جعله يفكر ويقارن ويحلل في صمت . يختزن ما يسمع وما يرى في قلبه وفؤاده  ليبلوره الى معرفة قد يحتاج اليها يوما في وطنه الأم " العراق " أو وطنه الحاضن " أستراليا " وهذا نراه في إصداراته الأدبية التي نرى فيها نحن القراء فهما وإدراكا لمعرفته بإحتياجات الأنسان في الغربة ، فيشاركه ويعيش معه الحياة بفرحها وحزنها كأب راعي ، وكأبن شاب يمكنه حمل ما يمكن حمله من آلام الناس واحتياجاتهم الذين يستمع اليهم ويمسح دموعهم ، أو يشاركهم أفراحهم .  

أبونا يوسف جزراوي أشكرك من أعماق قلبي على هديتكم التي لا تقدر بمال أو زمرد أو ذهب ، وأعني بالهدية كتابكم الصادر " أحاديث قلم في مرايا الذات والمُجتمع " في 2014 .

سامحني لقد تطلعت الى محتويات الكتاب . قرأت شذرات من بعض العناوين الموجودة في صفحة " مُحتوى الكتاب " ، وما جاء في الأبواب الأربعة من مقالات رأيت نفسي في حاجة الى وقت لأقرأ وأستوعب كل حرف في كل كلمة موجودة في كل سطر مما سطره قلمكم الواعي والحكيم وحامل هموم وطنه " العراق " ووطنه " أستراليا " .

دمت للمسيح صوتا مؤمنا مجلجلاً بعظمة الإيمان المسيحي . وإبنا بارا بوطنه " العراق " متمنيا له الرفعة والتقدم والمحبة والرخاء لأبناءه .

مع وافر محبتي واحترامي لشخصكم الحبيب أبونا يوسف جزراوي السامي الأحترام .

أنطوني ولسن

CONVERSATION

0 comments: