شاهدت على شاشة التلفزيون بطريق الصدفة فيلما يحمل هذا العنوان " بنت الشوارع " . لم أشاهد الفيلم من البداية . ومع ذلك شدني عنوان الفيلم وأخذت أتابع القصة وألحق بما فاتني من معنى ومضمون . ووجدت نفسي أعيش مع أحداث الفيلم حتى النهاية . فكرت كثيرا ثم قررت أن أكتب عنه . أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة .
أنها قصة أسرة مثلها مثل أي أسرة في العالم يدب الخلاف فيها بين الأب والأم . يحتدم هذا الخلاف الى درجة الأنفصال ، الأبنة في سن المراهقة . زوابع المنزل تتلقفها ، ترتفع بها وتهبط في عالم لا أستقرار فيه ولا أمان أو أطمئنان . البيت الذي يمثل القلعة الحصينة للأبناء ، زلزلته الخلافات المستمرة ودمره الأنفصال . تهرب الأبنة وتجري ولكن ألى أين الهروب ! لا مكان لها سوي الشارع .
في الشارع تتلقفها أيدي زبانية الشر والفساد ممثلة في شخصية " قواد " ضائع مثلها . لكنه أستطاع أن يقف على قدميه على أشلاء مثلها من بنات الشوارع اللواتي لفظتهن بيوتهن وخرجن الى الشارع ليقعن في قبضة هذا الشيطان الملاك .
غواها بالزواج . وهذا دائما ما يكون مفتاح قلب المرأة ، أي أمرأة تمر بمحنة عاطفية . وما أصعب ما تمر به هذه الفتاة المسكينة من محنة عاطفية أشد تأثرا من محنة الحبيب . وهي محنة تفكك الأسرة وضياعها . بعد هذا تصير الأمور كلها رخيصة ولا مكان للعفة والشرف ولا أيضا معنى للحياة في حد ذاتها .
أنغمست الفتاة في الرذيلة وأصبحت بائعة هوى في الطرقات .
عرفت الأم بالأمر . أفاقت على ما فعلت وما تسببت من ضياع لأبنتها . صممت على أستردادها . أرتكبت جريمة أختطافها . حبستها في المنزل حتى تمر فترة النقاهة من المخدرات التي تتعاطاها . أبلغ زوج الفتاة الشرطة بأختفائها ، بدأت تحريات الشرطة تصل ألى الحقيقة ، حقيقة وجودها في منزل الأم .
وهنا بحكم القانون تخرج الأبنة ألى الشارع مرة أخرى ، وتعود ألى سابق عهدها . أما الأم فتبذل المستحيل وتلجأ ألى الأعلام لأستمرار عطف الناس ومحاولة مساعدتها . يبتعد هذا " القواد " عن المكان ومعه الفتاة . تستطيع الأم أن تعرف المكان فتذهب أليها . تشاء الصدف أن تتعرض الأبنة لمحاولة أعتداء عليها وقتلها . في نفس الوقت تتقابل مع الأم وهنا يدور الصراع بين العودة ألى الأم أو البقاء مع هذا الشيطان .
يتغلب منطق الأم وحبها وحنانها . تتماثل للشفاء ، يتجمع الأعلاميون خارج البيت للحديث معها . تخاف البنت من مواجهة الناس ، ماذا ستقول لهم ؟ أتقول لهم أنها كانت بائعة هوى !؟
لا يا أمي لن أستطيع مواجهتهم ، تنظر الأم أليها ، تحتضنها وتقول لها :
" ماذا قال الناس عن مريم المجدلية ، لقد تابت ولم تعد ألى الى الخطيئة مرة أخرى ، وأنت يا أبنتي .." . لم تكمل حديثها فقد بكت الأبنة وارتمت في حضن أمها . كفكفت الأم دموع أبنتها وطلبت منها أن تبتسم وتواجه الأعلام والناس والحياة ...!!
كلام .. وكلام
** الفاشلون يميزهم غرورهم .
** أن أسأت أليك .. لن تنساني . وأن أحسنت أليك .. سرعان ما تنساني . الأفضل أن لا تنساني .
** عندما قلتِ " ضمني ألى صدرك .. أحتضني " ظننتك تنشدين الدفء والحنان . ما ظننت أنك ترسلين بقبلاتك الى من هو وراء ظهري .
** المرأة نار لمن لا يعرفها .. ونور يضيء لمن يعرفها . لكن هل تعرف هي نفسها !!؟
0 comments:
إرسال تعليق