الارهاب والوطن/ عبدالواحد محمد

كم  مرت بالوطن العربي محن عبر عقود طويلة  جعلتنا جميعا بين مؤيد ومعارض واليوم اختلفت الصورة بعدما ساد الوطن العربي من المحيط إلي الخليج موجة عارمة من الارهاب الذي لا وطن له غير دماء الابرياء  غير احداث الفوضي باسم هلامي السلمية والديمقراطية  لا بأسم حقوق إنسانية  ؟!
وشهد العالم علي مرمي ومسمع ما حدث يوم الأثنين  29 يونيو  الشهر الماضي من اعتداء آثم راح ضحيته المستشار هشام بركات النائب العام المصري  في حادثة مروعة هزت الضمير المصري والعربي  مسلطة الضوء علي ما يصنعه الارهاب من قتل ودمار حتي تغيب يد العدالة الطولي في ملاحقة متطرفي الفكر لكن الله لهم بالمرصاد في ظل تلاحم شعبي وحكومي من أجل  عودة الاستقرار إلي كل مؤسسات الوطن العربي التي دفعت ثمن ماعرف بالثورات الربيعية التي جاءت من رحم عملاء الوطن في الداخل والخارج لكي يسقطون هيبة رموز اوطاننا  بتلك الحجج الواهية والمكشوفة والتي تعد جزء من مخطط كبيرلتقسيم الشرق الأوسط !
نعم توجد اخطاء تحتاج إلي تصحيح داخل أوطاننا بأحتواء الشباب العربي والعمل علي  حل مشكلاته والوقوف الإيجابي علي كثير من قضاياه وعلي رأسها البطالة  لكي يكون سندا للوطن بدلا من تركه فريسه للتطرف والارهاب الذي نراه شاخصا في عالمنا العربي اليوم داعش في العراق وسوريا  وسيناء وليبيا واليمن وغيرهما من عواصم الوطن تعبث بمقدرات الوطن في صياح مسموع وذلك بأستقطاب الشاب واللعب علي وترالعقيدة التي هي بريئة من هؤلاء الخونة الذين جاءوا من رحم الصهيونية العالمية لا  الإسلام  الذي هو  في جوهره السلم والسلام التسامح والبناء !
كما فزعنا جميعا بما شاهدناه مؤخرا في الكويت بسقوط عشرات القتلي في مسجد الصادق أثناء صلاة الجمعة في 26 يونية الماضي  ثم توالت الاحداث الارهابية في تونس باستهداف السياح الاجانب كما شهدنا ماحدث في الجزائر من استهداف 11 جندي جزائري  راحوا ضحية الارهاب الاسود ومن قبلها  مظاهرات غرداية  الجزائرية لاحداث فتنة من اجل بث الفوضي   في كل عواصمنا العربية التي يحاولون زرعها بالشوك والصبار ؟
  من أجل وقف عجلة البناء في الوطن بل اصبحت الورقة الاكثر ترويجا اليوم ( الطائفية ) هذا سني وذاك شيعي من أجل اشعال المنطقة بلغة لا تقرها مذاهب وأديان !
ربما هي الورقة التي تعلب عليها امريكا  اليوم وغدا في مستقبل شرق اوسطي جديد الا إذا توحدث كل عواصمنا اوطاننا في لغة واحدة اسمها  قدسية وطن !
نحتاج إلي ثورة تصحيح من أجل استعادة الشباب العربي في لحمة وطن من أجل القضاء علي الارهاب والتطرف بمد جسور من التواصل الذي فيه لغة العلم هي السائدة والاقوي وذلك بتحديث مناهجنا العلمية في المدارس والجامعات وارساء دعائم للعدالة الاجتماعية التي يشعر بها كل شاب ومواطن عربي فلا تعرف الواسطة طريقها إلي مؤسسات الوطن ولا  الإبقاء علي الفساد المتراكم من عقود طويلة  مهما كانت مواجهته وتحدياته  لأنه هو ايضا أحد الاسباب الجوهرية التي تصنع أرهابا وتطرفا ندفع جميعا ثمنه  في الفية ثالثة  غير كل الالفيات السابقة والتي  تحملنا إلي عالم اسمه تقسيم المنطقة كما قسمت من قبل بموجب وعد بلفور في مطلع عام 1928 م من القرن العشريني !
لابد من مواجة الارهاب والتطرف بكل آليات الفكر البناء الذي يحمي العقل العربي من الانحراف  من السقوط في عالم هو استعماري بامتياز !
 فثورة التصحيح القادمة لابد أن تؤمن بدور الشباب في المشاركة في بناء الوطن عبر كل مؤسساته  العلمية والتعليمية والأمنية والقضائية  والثقافية  والاقتصادية والعقائدية  الخ لكي نفسد علي اعداءنا مخططاتهم  بلغة العقل التي هي لغة الفكر لغة أجدادنا الذين سادوا العالم شرقا وغربا عبر حضارة إسلامية عريقة  جاءت من رحم الوسطية والإبداع ؟!
كما لابد من مواكبة الإعلام العربي لقضايا العصر فلا ينعزل عنها داخل استديوهات مغلقة ويبدو صوت الكتروني بلا قلب إنساني !
نحتاج اعلام الحقيقة اعلام يحث الشباب علي الإنتماء للوطن والعمل بعاطفة وعقل يؤمن أن القادم أفضل أن المستقبل أفضل ؟!
بقلم 
عبدالواحد محمد 
كاتب   واعلامي وروائي عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: