الابعاد الخفية وراء تعداد الاقباط الان/ لطيف شاكر

في كلمة رائعة لنيافة الأنبا باخوميوس  الي " ام سي ان" :هذه التصريحات غير محسوبة وليس من الحكمة تفتيت الوطن بتقديم معلومات غير موثقة ويمكن الرد عليها اذا ما تقدم بإحصاءات تفصيلية عن المحافظات المختلفة، ويجب النظر فى المقام الاول لمصلحة الوطن وبنائه فى هذا التوقيت، لأن في النهاية المسيحيون مواطنون مصريون .
وبداية اريد ان اعلن  علي رؤوس الاشهاد ان هذا الرقم  ليس مجرد خدعة جهنمية للتقليل من عدد الاقباط لشق الصف المصري فحسب بل  لايهام المسلمين الليبراليين بعدم الاعتماد علي عدد الاقباط  في مشوارهم الوطني ليخيبوا امالهم  ويجهضوا خططتهم  نحو تحقيق الهدف الاسمي  للوصول الي مصر المدنية .
وسؤالي للجميع ماالهدف من اثارة عدد الاقباط    في هذا الوقت بالذات ولم يجر عمل تعداد او احصاء لسكان مصر وهل المطلوب هو حصر الاقباط  فقط  دون فئات الشعب المصري كله   ..ام  انه لغرض في نفس يعقوب .ومن ياتري يعقوب الان  ؟؟؟!!!
و هل التصريح الاخير  نقلا عن مصدر مسئول من جهاز  التعبئة والاحصاء  وهذا مشكوك فيه  ,ام مجرد فرقعة اعلامية وخبر كاذب من صحفي  متطرف وجريدة  متشددة او بمثابة بالونة اختبار لجس نبض الشارع لمثل هذه الاكاذيب مستقبلا  او تسريب الخبر من الاجهزة المخابراتية  لاثارة الفتن والهاء الشعب عن النكبات المعيشية والمصائب الحياتية والخرائب الامنية.
كان تعداد الاقباط في اول زيارة للبابا  شنودة الثالث عام 1979م للولايات المتحدة الامريكية متطابقا مع الرقم الذي ذكره  الرئيس كارتر رئيس امريكا و كان العدد حول 7 مليون قبطي طبقا لاحصائية  1976  من اجمالي  الشعب المصري  حوالي 7و36 مليون مصري   وهو رقم اقرب للحقيقة  والواقع للاسباب التالية:
اولا :ان رئيس امريكا لايقول الكلام علي عواهنه  بل من واقع احصائيات دقيقة ومسئولة ولايهمه التملق  للاقباط  وكان في  حضور السفير المصري , وعادة تكون هذه الارقام الدقيقة  علي مكتبه قبل مقابلة ضيوفه  , حتي لايرتجل الكلام ولا يحسب عليه.
ثانيا:ان عدم الاعتراض علي هذا الرقم من  قبل  قداسة البابا الذي يعرف اعداد رعيته من خلال سجلات العماد والزواج  والافتقاد والوفيات بالكنيسة في كل الايبارشيات  يؤكد علي صحة الرقم  .
ان قداسة البابا اعلن في احدي الفضائيات ان عدد المسيحين الان 12 مليون فهذا الرقم طبيعي ويتماشي مع المنطق والعقل ومع الزيادة الطبيعية ولاتحتمل غش او مبالغة فاذا كان العدد 10 مليون عام 1979 فيكون العددالان 12 علي الاقل مليون اي بزيادة نتيجة المواليد 2 مليون خلال 30 سنة ولا غرابة في هذا   فا لاقباط يتزاوجوا ويتناسلوا شأنهم شأن البشر كله !!! .
وذا  اخذنا بكلام الدكتور محمد الباز الصحفي المرموق وما توصل اليه  من سجلات من واقع البطاقة القومية وشهادات الميلاد يصل اقباط الداخل 17 مليون خلاف اقباط الخارج الذي لايقل عن 3 مليون قبطي
لكن دعني اؤكد ان عدد الاقباط يفوق ال12 مليون بكثير كما صرح قداسة البابا شنودة  واشار قداستة ان الارقام موجودة باحدي ادراج مكتبه والامر بسيط واريد ان اوضحه للجميع لان الانسان عدو مايجهل :
اعلن اللواء أبوبكر الجندى ـ رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ـ أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نعلن عدد الأقباط فى مصر حتى لو كانت لدينا الاحصاءات الدقيقة المتعلقة بذلك.
هذا التصريح كان بتاريخ 11 اكتوير 2009 بجريدة الشروق
واليوم ينشر بجريدة الشروق  ايضا قول اخر يفيد ان  عدد الاقباط لايتجاوز  5 مليون و134 نسمة
عن عدد الاقباط حتي لو كان لدينا الاحصاءات الدقيقة
وسؤالي لماذا لايعلن عن عدد الاقباط طبقا للاحصاءات الدقيقة ؟
واذا كان لايعلن عن عددهم حتي لو كانت لديه احصاءات دقيقة فهل  يكون عدد الاقباط الذي افصح عنه صحيحا مادام النية مبيتة بعدم الاعلان عن عددهم حتي لو كانت لديه الاحصاءات الدقيقة
وفي جريدة اليوم السابع بتاريخ  9 يوليو 2010   يقول اللواء ابو بكر: الإعلان عن العدد الحقيقى للأقباط لا يفيد ولا يضر وهذا أمر اختيارى فى استمارة التعداد حسب توصيات الأمم المتحدة
اليس كلامه يدل عن ان الرقم غير صحيح طبقا للاحصاءات الغير دقيقة
وماذا يقصد بالاقباط هل يقصد بهذا الرقم الوجه البحري ام الوجه القبلي ام القاهرة والاسكندرية ام المهجر
هل  قصد بالاقباط  :الارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت وكل المذاهب المسيحيىة  الموجودة في مصر قديما وحديثا.
هل يقصد بكلمة اقباط المسيحيين كلهم الروم بانواعهم والارمن وغيرهم اكثر من  عشرة مذاهب مع انهم ليسوا باقباط انما هم مسيحيون مصريون بالتجنس
هل يقصد بكلمة اقباط المسيحيون والمسلمون الاقباط علما بان ليس كل المسلمين اقباط لان ماتبقي من الاحتلالات  العربية والاتراك والاكراد والمماليك ليسوا اقباط بل مصريين بالتجنس فقط  .
ماذا تقصد  الجريدة بهذا التصريح الخطير والجاهل  ويخص الاقباط فقط دون فئات الشعب وفي وقت  لايتم فيه اي احصاء حاليا  
النظام  المتبع في الكنيسة ياسادة دقيق  للغاية فيوجد في كل كنيسة سجل  باسماء كل المعمدين ويحصل المعمد شهادة من الكاهن  وسجل للزيجات وسجل للافتقادات وسجل للوفيات ومن واقع هذه السجلات اعلن  قداسة البابا ولحكمته في عدم اثارة بلبلة برقم اقل من الصحيح حتي لايتطاول المتعصبون وينزعج المتشددون وأثر السلامة.
لكن لماذا الكذب وعدم توضيح الارقام الصحيحة  ولماذا هذا الخبر الان , واريد ان اوضح الابعاد وراء هذا الخبر :   
اولا : العمل علي توطين الاقباط  بحقوق منقوصة طبقا لهذه الارقام الغير صحيحة ,وذلك  في الاجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية والتعليمية والجيش والبوليس وخلافه ..  وفقا لاعلان جهاز التعبئة والاحصاء اي بنسبة حوالي 5% والطريف والمخزي  , حتي هذه النسبة لاتتحقق للاقباط فعلي سبيل المثال يكون طبقا لهذه الاحصائية الخايبة  المستحق للاقباط في مجلس الشعب حوالي 22 عضو وهلموا جرا في باقي الاجهزة فبالرغم من الرقم الكاذب فنحن لانحصل علي هذه النسبة
ثانيا: ابلاغ العالم الخارجي بالاقلية العددية للاقباط حتي لايقام لهم وزنا في العالم الحر وعدم  اهتمام اعضاء الامم المتحدة لطلباتهم .
ثانيا: عملية تفريغ المنطقة من الاقباط بطريقة ايهام الاقباط برقمهم الكاذب فيلزموا الصمت او الخنوع  وعدم مطالبتهم بحقوقهم او الهجرة وشن الحروب النفسية عليهم.
ثالثا: جاء الاعلان في وقت اعداد الدستور الديني ,وتحجيم عدد الاقباط معناه ان فرصة رفض الدستور الاسلامي  منهم لايتناسب مع عدد المؤيدين للدستور
رابعا : حتي لايطالبون  بكوتة لهم واذا  تحقق تكون حسب النسبة الكاذبة. .
خامسا: تسهيل عملية اسلمة الدولة بعد اخونتها
سادسا: تكريس للفتنة الطائفية باثارة نعرات المسلمين  المتشددين بانهم اغلبية مطلقة ورد الفعل القبطي بالعدد الصحيح وطلب  المحاصصة العادلة مما يثير الاضطرابات في بر مصر لتمرير مايريدون تمريره وصرف الناس عن مشاكلهم الاساسية التي تؤرق الدولة وتهدد بالانفجار والثورة فلا يهم الحاكم الا الكرسي ولو علي اشلاء كل المصريين باثارة مثل هذه الاكاذيب المصطنعة في وقت غير مناسب مخطط  له ومرسوم بعناية
سابعا: اعلان هذا الخبر تحديدا هذه الايام لاسماع الصوت للاقباط بالخارج المزمعين التظاهر امام الامم المتحدة اثناء خطاب الرئيس محمد حسني مطالبين بمدنية مصر ويكون رئيسا لكل المصريين وذلك كنوع من التهديد  المقنع والعلني في نفس الوقت بعدم التظاهر واظهار الاقباط  امام العالم بان الاقباط مجرد فئة قليلة لايعتد بها .
واود الاحاطة بان الحركة الاجتماعية للإنسان الكاذب تناقض حركة المسيرة الإنسانية الطبيعية، فان الكذب لا يبقى خافياً ومستوراً، وان طال أمره نسبياً، وان الكاذب لا يلبث ان يأتي بما يكذبه، أو يتحدث بما يكشف القناع عن بطلان ما أخبر به أو ادعاه، وقد يبتلى الكذاب بأنواع العقاب، ومن أولياته ان يبتلى بآفة النسيان التي تكشف قبح سريرة الكاذب

CONVERSATION

0 comments: