
عيد وراء عيد مصائب وكوارث تزداد على رأس هذا الشعب،كوارث بسبب كثرة وكبر حجم المؤامرات عليه محلية وعربية واقليمية ودولية من جهة،وفئوية وانانية ومصالح وأخطاء قياداته من جهة أخرى،والتي تنقل الشعب من أيلول لأيلول وتعده بالانتصارات الورقية التاريخية،غير المتحقق منها شيئاً غير المزيد من الخسارات.،والمزيد من الشرذمة والانقسام والإحباط وعدم الثقة،ولعل ما جرى في الانتخابات المحلية،خير شاهد ودليل،حيث النسبة المتدنية من المشاركة في الانتخابات،وحتى العزوف عن الفصائل والأحزاب لصالح العشائرية والقبلية،وهذا مؤشر خطير جداً،وسيكون له تداعياته الكبيرة على المجتمع الفلسطيني.
حتى الربيع العربي الذي كنا نراهن عليه،بأن يشكل سنداً ورافعة لنا،يبدو أنه على رأي المأثور الشعبي"تمخض الجبل فولد فأراً"،فالقضية الفلسطينية يتراجع حضورها عربياً ودولياً،والضغوط والحصار المالي على الشعب الفلسطيني ،وبمشاركة عربية يتصاعد ويتوسع،ومن الواضح أن الهدف هو تطويع الشعب الفلسطيني وقيادته،ومحاربته في لقمة عيشه،وليس أدل على ذلك الاستطلاع الذي نشرته جامعة النجاح الوطنية من 7-9/10/2012،حول الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية،فإن 64 % من المستطلعة آرائهم قالوا،بأنهم مع عودة السلطة الى المفاوضات مقابل استمرار تدفق الدعم الخارجي وصرف رواتبهم،وهذا بحد ذاته شكل من أشكال محاربة المواطن الفلسطيني في لقمة عيشه وابتزازه،وما كان لهذا المواطن أن يصل الى هذا الحد من الذل والهوان،لو كان هناك سلطة تعتمد على تنمية اقتصادية حقيقية،وتركز على القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعات تحويلية،بدل من أن تعتاش على الضرائب والتحويلات الضريبة للبضائع الفلسطينية من خلال دولة الاحتلال،والتي تتخذ منها وسيلة ضغط وابتزاز واستثمار سياسي، ناهيك عن الابتزاز السياسي من قبل مؤسسات النهب الدولية.
متى سيأتي عيد نفرح فيه كشعب؟؟،فحتى في الأعياد يتواصل العدوان على شعبنا،حيث الشهداء يسقطون في القطاع المحاصر،والعالم يغمض عينية ولا يهمه من مصير الشعب الفلسطيني شيء،سوى أن يكون هناك هدوء وامن وأمان لدولة الاحتلال ومستوطنيها،تقتل،تدمر،تحرق،تبني مستوطنات،تعتقل،تغتال،كله مباح في العرف ومعاير الغرب المزدوجة والانتقائية،فهم يتعاملون معنا كفلسطينيين وعرب بأننا كم زائد ولا قيمة له.
وفق المعطيات المتوفرة لن يكون هذا العيد خاتمة أعياد الأحزان عندنا،بل واضح أنه ربما العيد الأسوأ،فأوضاعنا تزداد سوءاً على كل المستويات،حيث الأوضاع الاقتصادية مع الغلاء وارتفاع نسبة البطالة،وتراجع الدعم والمساعدات الخارجية،تنذر بأوضاع كارثية،وكذلك سياسياً لا افق بتحقيق تقدم ولا بحلول سياسية تلبي الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،ونحن ما زلنا نقتتل على سلطة وهمية ليس لها أي مظهر من مظاهر السيادة الحقيقية،يستبيحها الاحتلال متى شاء.
كان الله في عون شعبنا،هذا الشعب المحتل الذي يدفع الثمن يومياً،ويحرم من حريته وحقوقه،وبدلاً من أن يمنح هذه الحقوق وهذه الحريه،فما يسمى بدعاة الحرية والديمقراطية،يريدون أن يظهروا نضاله وكفاحه على أنه شكل من أشكال"الإرهاب"،ففي عرفهم المقلوب يصبح الجلاد ضحية والضحية جلاداً،فهل هناك ما هو أكثر من هذا الظلم و"التعهير" للمبادئ والقوانين الدولية؟؟.
رغم كل سوداوية المرحلة نحن نؤمن بأن فجر الحرية لشعبنا وإنعتاقه من الاحتلال ستبزغ فجرها يوماً ويتحقق ذلك الإنعتاق.
0 comments:
إرسال تعليق