التوريث السياسي/ سركيس كرم

(التوريث السياسي)
كنا من اوائل المتمردين على تقاليد السياسة اللبنانية المعروفة في أوساط "الأحزاب والتيارات" بما يسمى "بالأقطاع السياسي والعائلية السياسية"..وكنا من المتحمسين الى من يدعّون السعي الى تكريس العمل المؤسساتي وإصلاح النشاط الحزبي الهادف الى التغيير لنكتشف بعد حين أن الشعارات الرنانة لم تكن سوى أداة الى تأسيس "إقطاعيات سياسية" جديدة، لكن من نوع آخر، حيث يتم "تفقيس" زعامات تكون أسوأ بكثير من الزعامات "التقليدية" ومن العائلية المفترضة التي لها حيثياتها وشعبيتها وتاريخها بالرغم من ما قد تعانيه من سلبيات.. وإذا بتصرفات وممارسات أصحاب تلك الشعارات الفضفاضة تجعل من تصرفات "الزعامات" التقليدية تبدو أكثر منطقية وواقعية وأقل سلبية بكثير كون هذه الزعامات لم تتعهد يوما بتطبيق المؤسساتية و لم تعد بتحقيق أحلام تدغدغ المشاعر، ولا بوعود براقة ترفع راية المساواة والكفاءة والنزاهة والديموقراطية.. 
من هذا المنطلق نتساءل أنه في حال كانت العائلات السياسية تتعاطى مع المواطن بأسلوب مباشر وتشاركه أفراحه وأتراحه وتوفر ما تقدر عليه من خدمات من دون أن ترفع شعارات لا تستطيع تحقيق ولو الحد الأدنى منها، ما هو المانع من أن يترشح أبناء هذه العائلات ويترشح في المقابل من يود المنافسة، عندها صناديق الأقتراع تحسم الأمر. 
وحدها قيامة الدولة الحقيقية تؤدي الى توفير الأطار الحقيقي الذي يحمي المواطن ويمنحه حقوقه الكاملة وعندئذ قد تستمر او لا تستمر الزعامات "التقليدية" والمستحدثة ومعها الأحزاب و"المؤسسات" القائمة حاليا.. الى ذلك الحين تظل الوراثة السياسية من مكونات لبنان البارزة وما من سبب يحول دون ان يترشح أبن الزعيم وأن يعمل في حقل السياسة مثله مثل أي مواطن آخر..فكفانا مزايدات وإستغباء للرأي العام عبر شعارات لا تترجم إطلاقا في عالم المنطق ...
(شوقي مسلماني)
ما من كلمة تترك بصماتها في الروح كتلك التي تنبعث من روح كاتبها.. ما من أديب تنطبع كلماته في الوجدان كذلك الذي لا يتصّنع المعرفة ولا يلهث وراء المظاهر.. . وشوقي مسلماني هو من أولئك الأدباء الذين يجسدون الكلمة المعبرة والمعرفة المتجذرة..انه المفكر الرفيع بأصالته..والكاتب الذي تنتعش العقول بعطر كلماته.. والشاعر الذي تفرح القلوب بأحساسه المرهف.. وفوق كل ذلك، هو أنسان صادق بنبل تواضعه ودماثة اخلاقه.. فضلا عن كونه من أبرز الساعين الى تخفيف وطأة المعاناة التي باتت تسلخ الحيوية الوجدانية من جذورها في زمن مظلم باتت ُتغتصب فيه الأحلام وتسود فيه الأوهام...
 (فلأضّح انا وليعش لبنان)
في مثل هذه الأيام من عام 2013: الكلمات تعجز عن التعبير..شعور لا يوصف.. لحظات ليست عادية على الأطلاق أن أدخل غرفة خاصة في مستشفى سيدة زغرتا لأشاهد  بأم العين جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم - خارج الضريح - ..بطل نام على محبة لبنان من دون أن يغفو.. ركعت صليت له وصليت معه من أجل لبنان.. ثم قبلت يده التي حملت سيف الحق ومسبحة الايمان.. قبلت جبينه العالي والغالي.. لحظات نادرة إنتقلت بها الى أيام المجد والشهامة والنخوة .. أيام الأجداد..أيام البطل القديس.. أيام كان شعارها "فلأضّح انا وليعش لبنان" وليس العكس..
*****
من يصدّق جهة واحدة فقط.. يغّش نفسه..

CONVERSATION

0 comments: