الاعتصام البغيض/ محمد محمد علي جنيدي


( لو أن الاعتصام هو مرآة الحرية لنامت شعوب الدول المتطورة في شوارع أوطانها، أليس كذلك!!..)
متى نعتصم وأين ولماذا!
هل فكّر المعتصمون بالعباسية في هذه الأسئلة مجتمعة.. كيف يليق بمن يُعمل عقله أن يعتصم أمام منشأة حيوية كمبنى وزارة الدفاع، ومن قبل.. كان أمام مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات!.. ألا يفكر المعتصم في مثل هذه الأماكن الحيوية بأن اعتصامه في هذه المواقع قد يعطل عمل ومصالح المجتمع كله من أجل مطالبه بغض النظر عن جدواها!، ألا يفكر..  بأن هناك من يعتبر اعتصامه في هذه الأماكن فرصة لتخليص الحسابات وإلقاء مزيدا من الضوء على فكرة شيطنة الثورة والتي يرعاها ويباركها ويدفع إليها فلول النظام السابق منذ رحيل رأسه وأهم معاونيه!...
ألا نرى كيف تعتصم شعوب الدول التي سبقتنا في تطبيق النظام الديمقراطي.. ومتى وأين يكون اعتصامها!!
ألا نحسب لظروف هذا الوطن الاقتصادية والسياسية في هذه المرحلة الغاية الإحراج من تاريخه أي حساب!
إن اعتصاما أدى إلى قتلى ومصابين وترويع وتخريب وتعطيل مصالح الناس ألا يليق بكافة القوى السياسية في بلادنا أن تتحد الآن لتجعل له نهاية عاجلة!
كلنا يعلم بأنه لا يمكن لعاقل أن يذهب إلى حيث تدور الفتن ولا يمكن لمحب لهذا الوطن أن يسهم في العبث بأمنه ومكتسباته ومستقبله.. فأين عقولنا يا شباب مصر العظيم!
أيها السادة المعتصمون.. ليس هذه أماكنكم، ولا هذه أوقاتكم، فلا تعبثوا بحرياتكم، ولا تجعلوا اعتصامكم اعتصاما مقيتا بغيضا.. يلعنه الله والناس والتاريخ
اتركوا مصركم تلتقط أنفاسها قليلا في هذه المحن بعد عناء عشرات السنين
عودوا إلى أدراجكم ودياركم بعض الوقت وانتظروا إشراق صبح قريب يرحمكم الله.
 

CONVERSATION

0 comments: