لماذا حمدين صباحي؟/ محمد محمد علي جنيدي


سألتني الأستاذة رانيا ابنة أخي يحفظها الله هذا السؤال الخاص لتأييدي وانضمامي لصفوف المدافعين عن الأستاذ حمدين صباحي وجاء سؤالها على هذا النحو:
( هو فعلا أخر الرجال المحترمين في هذا الزمان ...بس الغريبة يا عمي حضرتك في الأول كنت مرشح أبو الفتوح ممكن أسال لماذا غيرت وجهة نظرك ؟ )
ولإتمام الفائدة أردت أن أنشر الجواب على هذا السؤال لأنه تكرر من أصدقاء آخرين أقدرهم وأحترمهم غاية الاحترام
كان جوابي هـــــو: 
صحيح يا رانيا كنت أرى أن أبو الفتوح هو الأنسب وما زلت أحمل نحوه تقديرا وإعجابا كبيرا جدا.. ولكن مع عدم اتفاق الإسلاميين على دعم مرشح واحد واختلافهم الحاد في هذا الشأن، وأيضا لوفرة حظوظهم في مجلسي الشعب والشورى وترجيح إنشاء حكومة ائتلافية تمثلهم.. بناء على توجهات ورغبات المصريين وبالتالي سيجعلهم ( هذا كله ) في صدارة المشهد العام السياسي .. فأين حينئذ حظوظ باقي القوى السياسية في هذا المشهد!،.. ثم لمعطيات الأحداث وطبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وعدم تفهم وربما تصادم طوائف القوى السياسية في مصر في التعبير عن توجهاتهم السياسية.. هذه (  المعادلة الصعبة ) عندما وضعتها أمامي بحياد تام وطرحت عاطفتي جانبا بشكل نهائي.. أفرزت هذه المعادلة أيضا دون جهد وتلقائيا نتيجة واحدة تتمثل في مرشح واحد يمكن أن تتوافق عليه جميع القوى السياسية بالفعل ( فكان هـــــــــــــــو حمدين صباحي )..
وهناك أيضا ما يخصه في ذلك من أسباب، فهو يحمل هوية وطنية لا يختلف عليها اثنان.. كما أن رصيده من العمل في المناخ السياسي حاضرا طوال الوقت ومنذ نعومة أظافره ويشهد الجميع له بذلك..
لا أنسى وجوب تناول - أن الرجل - قدم للمصريين برهانا ساطعا على وطنيته وصدقه وقت أن كان الكثير منا يبلع لسانه ولا يستطيع حديثا، ويبدو هذا واضحا من خلال تجارب على الأرض وتاريخ نضالي وشجاعة وقدرة على مواجهة النظامين السياسيين السابقين بطريقة القائد المغوار الذي يمكن أن يلتف حوله الوطنيين في أي وقت على اختلاف توجهاتهم السياسية  - هذه حقيقة -..
والباعث على الاطمئنان فعلا يا رانيا، أن حمدين محبا لدينه مؤمنا بالتنوع السياسي مع نفسه وذاته ومؤمنا بمفهوم المواطنة فهما يرتكز على ميزان العدالة، كما أنه مؤمنا أيضا بوجوب تمثيل كافة الأحزاب والطوائف السياسية في إدارة المرحلة الحرجة دون هيمنة أو استثناء لأحدهم..
في نهاية الأمر- ومن خلال المتابعة المحايدة تماما لردود أفعال حمدين صباحي ومواقفه تجاه ما يفرزه المسرح السياسي من معطيات ومنذ أن كان طالبا سوف نراه دائما صادقا وغير متصادم مع معتقده ومفاهيمه كما أنه متطورا بطريقة تسمح له بتفادي أخطاء التجارب السياسية السابقة مهما كان إيمانه بمنهج أو لقائد، هـــو دائم التفكير وإعمال العقل، كما هـــو أيضا معتد بنفسه ومعتز بذاته في حدود مصالح الوطن، وهـــــو الرجل الذي يملك الاتزان النفسي والتجربة والخبرة والبعد الثقافي، وحقيقة كلما أراه أرى فيه ومعه بصدق وأمانة الصورة التي يجب أن يرسمها المواطن المصري للمصري في بلاده وفي أي مكان في العالم، وكأنه يصلح أن يكون سفيرا للمصريين، فلماذا إذن لا يكون قائدهم المحب لوطنه وإخوانه ..
وأخيرا - لا يمكن أبدا في نهاية حديثي معك يا رانيا أن يتسلل الشك لمتابعٍ محايدٍ في شخص حمدين صباحي وإن كان حتى مختلفا معه.. أشكرك يا رانيا.

CONVERSATION

0 comments: